طالب قائد عسكري ليبي الضباط والجنود الذين قاتلوا مع العقيد معمر القذافي بالعودة إلى معسكراتهم لاستكمال بناء الجيش، في بلد يعاني من انتشار المليشيات المسلحة.
وقال قائد القوات البرية اللواء خليفة حفتر، في تصريح أذيع اليوم السبت، إنه من الناحية العسكرية فإن قيادات الجيش الليبي والرتب الصغيرة والجنود لم يكونوا فى يوم من الأيام من المناصرين للقذافي، بل بالعكس كان العديد منهم على حياد وسلبية وحتى الذين قاتلوا معه في الجبهات كانوا مجبورين بالقانون العسكري والخوف من الكتائب الأمنية التي كانت شديدة الولاء له.
وغياب شرطة وطنية فعالة وقوات جيش يعني أن الكثير من الميليشيات لديها المزيد من القوة على الأرض أكثر من الحكام الرسميين في ليبيا.
وتتعرض طموحات ليبيا- لإحلال دولة ديمقراطية يسودها النظام محل الحكم القمعي للقذافي- للنيل منها من جانب ميليشيات متطوعة تعمل خارج سيطرة مؤسسات الدولة الهشة.
وتجتذب هذه الميليشيات معظم الاهتمام وهي تخوض معارك ضارية في شوارع المدينة ضد جماعات منافسة عادة بشأن بعض الأمور التافهة المتصورة أو النزاع على أراض.
وقال حفتر إن الذي حدث عقب انتصار الثورة الليبية وإعلان التحرير للأسف كان غير موجه نحو التفكير في بناء جيش وطنى الليبي بل كان على عكس ذلك فقد تم استبعاد كل القيادات العسكرية الليبية المؤهلة والمحترفة والقادرة من الثوار ليتولوا غيرهم من المدنيين أو الثوار غير المؤهلين هذه المهمة.
واعتبر ذلك "خطأ فادح وخدعة من السياسيين الذين قد تكون لديهم أجندات تنفذ لصالح بعض الدول الأجنبية التي لها أطماع خاصة في ليبيا".
وأضاف حفتر أنه لا ينكر أن بعض الثوار انساقوا وراء تلك الخدعة المضللة وساهموا بشكل أو آخر فى عدم إعادة بناء القوات المسلحة النظامية بتكوين الكتائب والمليشيات المسلحة والسيطرة على السلاح وعدم عودته.
وشدد على أن الحاجة أصبحت ضرورية لإعادة بناء القوات المسلحة بشكل سريع ليضمن أهداف الثورة وللقيام بمهامه الرئيسية، والذي يطمئن أن هناك مطالبة شعبية كبيرة بإعادة بناء الجيش وهذا يدل على ارتفاع حالة الوعي لدي المواطن باعتبار الجيش يمثل الضامن الوحيد للاستقرار وهيبة الدولة.