شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الأولتراس».. شبح الأنظمة العسكرية

لا تزال روابط «الأولتراس» تشكّل هاجس الخوف من الثورة لدى نظام عبدالفتاح السيسي، ومنذ ثورة يناير يتعرض أفراد هذه الروابط إلى المطاردة، سواء أمنيًا أو قضائيًا؛ ما يؤكد تخوف النظام العسكري من صحوة هذه التجمعات الشبابية التي يجد صعوبة في التعامل معها.

واليوم، أمرت نيابة «العامرية ثان» بحبس 17 شخصًا من رابطة مشجعي النادي الأهلي، المعروفة إعلاميًا بـ«أولتراس أهلاوي»؛ بادعاء اتهامهم بالشغب وارتداء تيشيرتات مدون عليها رقم 74 أمس في مباراة القطن الكاميروني باستاد برج العرب، في إشارة إلى شهداء مجزرة بورسعيد.

الخوف من الثورة

ويقول شريف الروبي، القيادي بحركة 6 أبريل، في تصريح لـ«رصد»، إن روابط الأولتراس تشكّل هاجس الخوف من اندلاع ثورة شبابية لدى النظام لا يتمكّن أحد من ردعها، كما حدث في 25 يناير؛ إلا أنه رغم تقليص حدة هذه التجمعات بمنع حضور الجمهور المباريات فروابط الأولتراس تقلق أفكار النظام.

وأكد الروبي أن روابط الأولتراس كانت جزءًا أساسيًا من ثورة 25 يناير؛ فشباب الأولتراس أغلبهم من شباب ثورة يناير وبطبعهم المتحمس، فنزعة الثورة لم ولن تكون بعيدة عن عقولهم وأذهانهم.

تطور الأولتراس

تطوّرت روابط الأولتراس المصرية مع اندلاع ثورة 25 يناير؛ حيث ظهروا على المشهد السياسي وكان لهم دورهم الفعال في الثورة وتواجدهم، بعدما أصبحوا من أهم كتل المتظاهرين في مصر، وتحوّلوا من قوة ضاربة في الملاعب الرياضية بما يقومون به من دخلات وعروض إلى مقدمي شهداء في الثورة؛ أشهرهم أحمد صالح (12 عامًا) و«جيكا» من أولتراس أهلاوي الذي استشهد في أحداث شارع «محمد محمود».

 

ومنذ هذه الحادثة ظهر الأولتراس بقوة في المشهد الكروي وأصبح إطلاقهم للشماريخ أبرز طقوسهم، ودخلوا في مواجهات مع اتحاد الكرة وتحدٍّ واقتحام لملاعب تقرر إقامة مباريات من دون جمهور؛ أبرزها مباراة الزمالك والشرطة باستاد القاهرة والإسماعيلي المصري، وظهرت قوة الأولتراس في إجبار اتحاد الكرة ووزارة الداخلية بإلغاء عقوبة اللعب من دون جمهور، وحدث ما حدث في استاد بورسعيد ووقعت الكارثة والمجزرة.

أول ظهور لأولتراس أهلاوي

كان في 14 أبريل عام 2007 في نهائي دوري الكرة الطائرة في الصالة المغطاة باستاد القاهرة. وفي 15 مايو 2007م، ولأولى مرة في تاريخ مصر تقود أولتراس جماهير الأهلي اعتراضًا في قمة الاحترام على تصرّفات إدارة الأهلي في تذاكر مباريات برشلونة، ورفعوا «ثلاث لافتات سوداء» اعتراضية في أولى عشر دقائق من مباراة بتروجيت في كأس مصر، دون توجيه أي إهانات أو كلام خارج؛ وتعاملوا مع إدارة الأهلي حينها بكامل الاحترام، ووجهوا العتاب في شكل متحضر جدًا كان قدوة لأي جمهور آخر.

عهد المخلوع

لم يكن للأولتراس أي نشاط بشكل بارز، وشهد عهد المخلوع قليلًا من المناوشات منهم، وكان على رأس اتهاماتهم ما صدر من الحارس السابق لمنتخب مصر أحمد شوبير بأنهم موالون لنظام مبارك والحزب الوطني بقيادة جمال مبارك ورجل الأعمال أحمد عزّ، وادّعى أنهم اعتدوا على «أتوبيس» الجزائر سنة 2009 بالقاهرة، بمباركة أمنية من السلطات العليا.

وكان مبارك يريد إقحام السياسة في الرياضة لزيادة شعبيته، متخيلًا أنه بهذا الطريق سيستطيع إعلان حكم التوريث لولده جمال.

المجلس العسكرى

في الأول من فبراير، وعقب انتهاء مباراة لكرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري البورسعيدي، فوجئ الجميع بأشخاص من الموجودين في المدرجات يقتحمون الملعب ويهاجمون مدرج ألتراس أهلاوي.

لم يستوعب الجميع الحدث إلا بعد نصف ساعة تقريبًا، بعدما سقط عشرات الضحايا من مشجعي النادي الأهلي فيما عرف بعدها بـ«مذبحة بورسعيد» أو «مذبحة الأولتراس».

 

وأثناء حقبة المجلس العسكري واصل أعضاء الأولتراس النزول في المظاهرات؛ ما أسفر عن سقوط العضو محمد مُصطفى كاريكا شهيدًا، ما أثار غضب أعضاء المجموعة وهتفوا ضد المجلس في مباراة الأهلي ضد فريق مصر للمقاصة، من هذه الهتافات: «اكتب على حيطة الزنزانة، قتل الثوار عار وخيانة» و«آه يا شرطة عسكرية، إنتو كلاب زي الداخلية» و«يسقط يسقط حُكم العسكر».

أولتراس زملكاوي يواجه السيسي

بعد الانقلاب على نظام محمد مرسي نزلت جموع من الشعب للتنديد بذلك، وسرعان ما تزايدت الأعداد بعد ارتكاب قوات الجيش مجازر عديدة لبث الرعب في نفوس المدافعين عن الحرية والديمقراطية، وأعلن أعضاء بالأولتراس نزولهم إلى صفوف الرافضين للانقلاب العسكري، كان أغلبية المشاركين من أولتراس «وايت نايت» و«نهضاوي»، وإن كان نزولهم بشكل شخصي لا يعبّر عن الأولتراس كمجموعة كبرى منظمة.

وفي بداية انقلابه، دعا عبدالفتاح السيسي الأولتراس إلى لقائه لحل أزماتهم وإطلاعهم على التحقيقات في مذبحة بورسعيد، بعد أن احتشد جماهير النادي الأهلي في ملعب مختار التتش لإحياء الذكرى الرابعة لأحداث مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعًا للنادي الأهلي ورفعت لافتات مكتوب عليها: «لا تصالح مع القتلة» وأخرى تحمل صورة المشير محمد حسين طنطاوي مكتوبًا عليها «wanted».

جماعة إرهابية

وفي عهد الرئيس المعين عدلي منصور، اعتبر ممثلو أندية الدوري المصري لكرة القدم روابط الأولتراس جماعات إرهابية مسلحة، قبل فترة وجيزة من إصدار القضاء حكمًا في دعوى تطالب بذلك، وصدر قرار لجنة الأندية المصرية برئاسة المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك.

سبق القرار حكم قضائي في القضية التي رفعها مرتضى نفسه ضد الأولتراس بعد أن نظموا مظاهرات في دوران شبرا ردًا على اعتقال قوات الأمن عددًا منهم.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023