كشف الكاتب بصحيفة «معاريف» والخبير بالشؤون الأمنية الإسرائيلية «يوسي ميلمان» عن متانة العلاقة بين «إسرائيل» والسعودية، التي تعزّزت في السنوات الأخيرة؛ رغم وجودهما رسميًا في حالة حرب، على حد قوله.
وقال يوسي إنه «رغم تجاهل إسرائيل هذه الخطط، بدت مصالحها والسعودية متشابهة؛ بل إنها تعاظمت تجاه المصلحة الأساسية المشتركة بمنع إيران من الحصول على السلاح النووي وكبح جهودها في السيطرة الإقليمية».
التطبيع مع بلاد عربية
وتابع يوسي، الوثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أنه حين يتحدث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ووزراء آخرون عن العلاقة بين «إسرائيل» والعالم العربي فكلّ واحد يعرف من يقصد؛ حيث ذكرت أوساط غربية أن زيارات قام بها رجال أعمال إسرائيليون لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعن وجود ما يعرف بالتجارة الأمنية بين تل أبيب وأبو ظبي، كما يتعاون الموساد مع البحرين.
وأوضح أن «كل ما تقدّم يشجع الخطة التي اقترحها وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلية يسرائيل كاتس عن إقامة سكة حديد يربط إسرائيل مع العالم العربي؛ بحيث تكون قطارات مباشرة من إسرائيل إلى الأردن، ومنه إلى باقي العالم العربي، بما فيه السعودية والإمارات».
ولفت يوسي إلى أحاديث تجري داخل «إسرائيل» عن إرسال البضائع التجارية في اتجاهين: من «إسرائيل» إلى العالم العربي، والعكس، ناقلًا عن أوساط لم يذكرها أن هناك نفطًا من السعودية يمر إلى الكيان.
ورغم أن هناك صفقات تتم عبر طرف ثالث، كالتجار ورجال الأعمال من السلطة الفلسطينية والأردن وقبرص وكردستان، فإن هناك صفقات تتم مباشرة، وفق يوسي.
انطلاقة غير مسبوقة
ومن اللافت أنه منذ العام الماضي شهدت العلاقة بين السعودية و«إسرائيل» انطلاقة غير مسبوقة في التواصل؛ فمن لقاءات مفتوحة شملت مناظرة بين عاموس يادلين وتركي الفيصل بشأن ما تمثله إيران من خطورة للدولتين إلى مشاركة من «الفيصل» في مؤتمر عُقد في تل أبيب وجّه فيه خطابًا يشرح ضرورة إنهاء العداء بين «إسرائيل» والدول العربية والانتباه والعمل سويًا لمواجهة مخاطر الإرهاب وإيران.
وهو الأمر الذي عكس مدى تعجّل الرياض لقبول داخلي وعربي لمسألة تطبيع العلاقات مع تل أبيب؛ حيث زخرت هذه الفترة بكم هائل من التوصيات والمقالات والدراسات واستطلاعات الرأي التي تمهد لحدوث تطبيع رسمي بينهما.
ولعل آخر هذه الاستطلاعات ربط ما بينهما في مسألة أن طهران تمثّل العدو الأول لهما، إضافة إلى ازدياد التقارب بينهما أكثر فأكثر بتدخل عامل جديد، وهو توافقهما على ضرورة الضغط عسكريًا على حماس في غزة لفك ارتباطها بمحور المقاومة؛ ما دفع المحلل البريطاني ديفيد هيرست إلى اعتبار العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة جاء بضوء أخضر سعودي.
طائرات إسرائيلية في السعودية
كما تحدّثت وسائل غربية مؤخرًا عن وجود اتصالات لتمكين طائرات «العال» الإسرائيلية من دخول المجال الجوي السعودي أثناء توجهها إلى الشرق الأقصى، وبهذا تُقلّص مدة الرحلة.
وعلى هذه الخلفية، التقى موظفون إسرائيليون رفيعو المستوى مع نظرائهم السعوديين، وأجرى رؤساء بالموساد محادثات مع شخصيات سعودية كثيرة؛ من بينهم رئيس الاستخبارات ورئيس مجلس الأمن القومي السعودي الأسبق الأمير بندر بن سلطان الذي التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إيهود أولمرت عام 2007.
وجرى لقاء بين رئيس الموساد السابق مائير داغان ومسؤولين في السعودية، وبحثت تل أبيب مع الرياض إمكانية تحليق طائراتها في الأجواء السعودية إن قررت مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وفقًا لمصادر غربية.