كامل وسام كامل فكري الأول في الثانوية العامة على الجمهورية شعبة العلوم حصل على 409 درجات ونصف درجة من مدرسة الحاج حداد الثانوية بقرية أدفا مركز سوهاج, التي تبعد حوالي 15 كيلو متر من مدينة سوهاج.
«رصد.كوم» ذهبت إلى قرية الأول, وهناك تحدثنا معه؛ حيث يقول: "أنا سعيد جدا, وأشكر الله, الذي لم يضيع أبدا مجهود العاملين بإخلاص وحب وتفان في العمل, وأنا كنت من المتفوقين في الشهادتين الابتدائية والإعدادية أيضا, وكنت من الأوائل على مستوى المحافظة".
ويضيف كامل: "أنا أرغب في الالتحاق بكلية الطب, وأحب أن أعمل طبيبا أخدم أبناء بلدي, وأكون رحيما بالفقراء, وهذا ما علمني إياه أبي وأمي, وهما معلمان تربويان يعملان في حقل التعليم, وقد وفرا لي الجو الأسري المناسب جدا سواء من النواحي المادية أو المعنوية".
يشير كامل إلى أن الكتب الوزارية مستواها مناسب, وإن كانت كبيرة وممتلئة إلا إنك لا تستطيع حذف أية أجزاء منها؛ لأنها مكملة لبعضها ومترابطة، ومع ذلك فقد استعنت بالملخصات بأنواعها؛ لأنها توجز وتلخص, وتعترض بأسلوب مشوق, وبها جهد مبذول من مؤلفيها أكبر, وهنا تفصيلات لأفكار وكلمات لا توجد بالكتاب المدرسي, ويحتاجها الطالب جدا, من هنا استعنت بها, وفي نفس الوقت لم أستغن عن الكتاب المدرسي.
ويوضح الأول على شعبة العلوم، أنه استعان أيضا بالدروس الخصوصية في مختلف المواد الدراسية عدا علم النفس والاجتماع للشرح والتفصيل, والاستفادة من الخبرات التي لدى المدرسين في توصيل المعلومة، وأردف: "كنت أذاكر بجد وتركيز شديدين, ولم أضيع ساعة واحدة بعيدا عن الكتاب, ولم أكن أنام سوى ست ساعات يوميا, وباقي الوقت كله للمذاكرة, ولم أجلس إلى التليفزيون, ولم أخرج للفسح إلا نادرا جدا, فقد وضعت أمامي هدفا سعيت بكل جدية لتحقيقه".
أما والدة كامل – تعمل مدرسة علوم بالمرحلة الإعدادية – تقول: أشكر الله, عندي 4 أولاد كلهم من المتفوقين الأوائل, دينا وسام كامل حاصلة على ليسانس التربية, وتقوم حاليا بالجانب العملي – الخدمة العامة –, ثم كامل – عريس الثانوية العامة – الذي شرف سوهاج كلها, وكان الأول هذا العام على مستوى الجمهورية, ثم أخته مريم بالصف الثاني الثانوي وننتظر نتيجتها اليوم الثلاثاء, ثم الأخيرة كاترين بالصف الثاني الإعدادي.
وتقول الأم: "لقد عملت مع زوجي على توفير البيت الأسري الهادئ, الذي يوفر لأولادنا كل أسباب التفوق, وزوجي لم يبخل بشيء على أولاده, ولم يدخن, ولم يفعل إلا كل سلوك طيب أمامهم, وحرم نفسه ليوفر لهم كل شيء ولو على حساب نفسه, ووفرنا لأولادنا كل هدوء وكل سكينة, ولم نذكر أمامهم حتى الأخبار التي تزعجهم أو تحسسهم بالخوف".
ذكرت الأم أمرا مهما جدا في أول سبب من أسباب التفوق؛ حيث قالت: "المواظبة على العلاقة الجيدة مع الله أهم شيء علمناه لأولادنا, وأهم من ذلك أيضا هو الاستمرار في حسن العلاقة مع الله، ونحن أسرة متوسطة الحال حياتنا عادية جدا لكنها هادئة".
أما الأب وسام كامل فكري – مدرس رياضيات بالمرحلة الابتدائية – الذي كان متواجدا بالحقل؛ حيث يمتلك أرضا زراعية بزمام قريته – أدفا – فبادرنا بقوله: "نشكر الله, وأقول إنه لكل مجتهد نصيب, وربنا لم يضيع تعب حد, وقد وفرت لأولادي كل ما أستطيع توفيره, ذلك أن الغذاء الجيد يوفر صحة جيدة, والعقل السليم في الجسم السليم, بالإضافة إلى توفير الهدوء المنزلي والسكينة البيتية, وهذا أمر ضروري وهام, وأنا مدرس وزوجتي مدرسة, وأولادي يحبون التعليم, ونحن نسعى أن يكون أولادنا عنصرا مفيدا في المجتمع, ولا يقوم ببناء مصر إلا النابهون من أبنائها".
أما إخوته دينا وسام كامل – ليسانس التربية – ومريم – بالصف الثاني الثانوي – وكاترين – بالصف الثالث الإعدادي -، يؤكدون أن شقيقهم كامل هادئ الطباع, ملتزم ومتدين ولديه جدية, وقدرة على الفهم والاستيعاب والتركيز، وأنه لم يضيع وقته, وحرم نفسه من مشاهدة التليفزيون والفسح إلا نادرا جدا, وكنا نتوقع أن يكون من الأوائل, فقد حصل على نسبة 100 % في المرحلة الأولى بالعام الماضي.
من جانبه، قال المحافظ اللواء وضاح الحمزاوي: "سوهاج أرض طيبة خرج منها رائد التنوير الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي, والشيخ محمد مصطفى المراغي – شيخ الأزهر الشريف – والشيخ محمد سيد طنطاوي – شيخ الأزهر السابق -, وكذلك رائد الصحافة الشيخ علي يوسف وغيرهم كثيرون من القديم وحتى العصر الحالي، فكل عام يخرج من سوهاج أوائل على مستوى الجمهورية، وخلال العشر سنوات الماضية حصدت سوهاج 4 سنوات منها المركز الأول، وهذا العام جاء الابن كامل؛ ليتوج هذا الجهد للأسرة السوهاجية وللعاملين بحقل التعليم, ونعمل على تنظيم حفل تكريم مناسب للأوائل من أبناء سوهاج في وقت قريب".
كما قال جمعة مصطفى ذكري – وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج – : "الابن كامل ثمرة جهد شخصي منه ثم أسرته الصغيرة التي وفرت له كل شيء, ثم معلمين ومدرسة حكيمة رائدة, وهكذا مدارسنا في سوهاج والعاملين بالحقل التعليمي كله, ونقول لأولادنا: خذوه قدوة ومثلا لجميع التلاميذ, وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا".