معاناة طويلة وتعقيدات كثيرة يتعرض لها المصريون الراغبون في السفر للخارج أمام أبواب القنصليات والسفارات بالقاهرة, بعض هذه المشكلات تبدأ منذ لحظة التفكير في السفر وتتواصل في رحلة طويلة من المعاناة عند الحصول علي التأشيرة, والوقوف في طوابير طويلة أمام قنصليات الدولة المراد السفر إليها بالإضافة إلى السماسرة من أصحاب شركات التسفير الوهمية الذين يستغلون أحلام هؤلاء المواطنين ويستولون على أموالهم في مقابل تأشيرة مزورة.
فهل تغير هذا الوضع بعد الثورة؟
بزنس شركة فودافون والسفارات الأجنبية
لكل سفارة طريقة للحصول على التأشيرة الخاصة بها وهي تبدأ عن طريق الاتصال بأحد برقام أرضي أو جوال، ولا تقل تكلفة المكالمة عن خمسة جنيهات للدقيقة الواحدة وهذا ما لا يحدث أبدا؛ حيث تبدأ المكالمة برد البريد الصوتي والذي يتركك على الهاتف لمدة لا تقل عن خمس دقائق ثم يرد عليك أحد ممثلي خدمة العملاء والذي يبدأ معك في الاستعلام أي أن أقل مكالمة لن تقل عن عشر دقائق بتكلفة 50 جنيها تقتسمها شركة فودافون مع السفارة التي يرغب المواطن السفر إليها والهدف من المكالمة هو تحديد ميعاد للشخص الراغب في السفر وغالبا ما يكون بعد مدة لا تقل عن شهرين.
تعنت سفارات الدول النامية
وهناك سفارات تستخرج التأشيرة للمصريين مجانا دون مقابل وذلك وفق إطار توافقي معين مع وزارة الخارجية ومع ذلك تصر هذه السفارات على أن يجلب المصري كشف حساب بنكي وخطاب من جهة العمل وطبعا فهذه السفارات هي لبلدان نامية وبالرغم من ذلك فإنها تتشدد في منح التأشيرة للمواطن المصري.
الهجرة غير الشرعية مستمرة
يؤكد الدكتور أيمن زهري أنه حالم من يتخيل أن الثورة منعت الهجرة غير الشرعية أو حتى الهجرة الشرعية؛ حيث إن الهجرة مرتبطة بالظروف الاقتصادية وهي الظروف التي ساءت أكثر بعد الثورة والدليل هو ما تنشره الصحف عن ترحيل أكثر من 99 مواطنا من إيطاليا وإنقاذ القوات البحرية 81 مواطنا من الغرق أثناء محاولتهم الهجرة أمام سواحل الإسكندرية
وعود شركات السياحة وهمية
يقول حسين إسماعيل- وهو أحد الشباب الذي حصل من قبل على تأشيرة لإحدى الدول العربية من إحدى شركات إلحاق المصريين بالخارج-: معظم شركات تسفير العمالة تبيع الوهم للشباب ولا يهمهم إلا جمع المال بغض النظر عن الشاب هيسافر فين أو هيتعامل إزاي ويعطون وعودا بأجور ومرتبات مرتفعة وحسن المعاملة ولكن الحقيقة تكون غير ذلك على الإطلاق "فهم أعطونى عقد عمل مضروب" وأخبرونى بأني سوف اعمل بالسعودية في أبها في السعودية مقابل 5000 ريال وعندما ذهبت وجدت عملا أخر وتم تخفيض راتبى من أول يوم من خمسة آلاف إلى أربعة آلاف والكفيل عاملنى معاملة سيئة جدا.
معاملة سيئة
ما يحدث داخل السفارات وكما قال لنا بعض من كانت لهم تجارب أن الموظفين يتعاملون مع الراغبين في السفر بطريقة سيئة وبتكبر يصل في بعض الأحيان إلى رمى الأوراق جانبا وعدم الرد على استفسارات المواطنين بالإضافة إلى وجود بعض الطرائف الأخرى ومنها أن الموظف داخل السفارة يجلس خلف زجاج قاتم؛ حيث يري من يتعامل معه بينما لا يراه المواطن.
إنسانية وعاجلة
الغريب في الأمر هو تعنت بعض هذه السفارات في منح التأشيرات لمن يريدون السفر لأغراض طبية أو إنسانية وغالبا ما تكون الموافقة بتدخل، إما من وزارة الخارجية المصرية أو من السفير نفسه مثلما حدث من السفير الألماني مع مصابى ثورة يناير.
المواطن المصري لا ينجو من عمليات النصب سواء في بلده أو حتي من السفارات والشركات الأجنبية التي لا تجد من يحاسبها على ما تفعله فهل تستفيق وزارة الخارجية وتعيد للمصري كرامته داخليا وخارجيا؟!!.