نشرت قناة الجزيرة الإخبارية تقريرًا مصورًا تناولت خلاله مطالب دول الحصار وسلطت الضؤ خلاله على صحيفة مطالب الدول المحاصِرة لقطر، كاشفة عن أن تخريج أسباب الحصار جاءت بعده لا قبله.
وقدمت دول الحصار، وهي السعودية والإمارات والبحرين بجانب مصر، إلى قطر، عبر الوسيط الكويتي في ساعات متأخرة من الخميس الماضي، قائمة مطالب مكونة من 13 بندًا، وتمثلت بمطالب تمسّ جوهر سيادة واستقلاليّة الدوحة، من قبيل تسليم تقارير دوريّة في تواريخ محدّدة سلفًا لمدّة عشر سنوات، وإمهال قطر عشرة أيام للتجاوب معها، ما جعلها أشبه بوثيقة لإعلان الاستسلام وفرض الوصاية.
وشملت المطالب «خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران»، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، فضلاً عن إغلاق قنوات الجزيرة، وعدد من وسائل الإعلام بينها موقع وصحيفة «العربي الجديد». وبدت هذه «المطالب» أقرب إلى محاولة من معسكر التصعيد للهروب إلى الأمام من المأزق الذي وضع نفسه فيه، نظراً لما تضمنته «المطالب» من محاولة صريحة ومكشوفة لفرض الوصاية على قطر والمساس بسيادتها عبر السعي إلى التحكم في سياستها، ما جعل المطالب تمثل «شروط استعمار جديد».
القاعدة التركية
ووصفت الجزيرة في تقريرها خروج الدول الخليجة الثلاث (الإمارات والسعودية والبحرين) بمطالبة قطر بالإغلاق الفوري للقاعدة التركية على أراضيها، بأنه ارتجال في السياسة «متعسف» لعقلنة ما لا يعقل، مؤكدة أن القوة العسكرية والقاعدة كلاهما كان غير موجود يوم فرضت هذه الدول الثلاث الحصار على قطر.
الإرهاب
وأوضحت أن إجماع الدول الثلاثة على كلمة «الإرهاب» هو انسجاما مع الكورال الدولي ضد الأرهاب، قائلة «لكل منهم ارهابه»، حيث أن الغرب يخشى ما يسميهم «المسلمين المتطرفين».
واستشهدت القناة بتصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ قناة الـ cnn والذي قال فيه إن «الاسلام يكرهنا، هناك قدر كبير من الكراهية كبير فيه، يجب أن نصل إلى غوره».
ورأت الجزيرة في تقريرها أن الإرهاب بالنسبة للدول الخليجية الثلاث هو ألا تعود مشاهد الخليج العربي بمثل ما جرى في تونس، ولا تعود الكاميرات بمشهد كمشهد المخلوع محمد حسني مبارك وألا تعود بمشهد الرئيس مرسي رئيسا لمصر، وأضافت: إن دول الخليج ترهب الديمقراطية لأنها نقيض نظامها السياسي ولا تحب الحديث عن حقوق الإنسان ولا الإعلام الحر.
خفض العلاقات مع إيران
وحول طلب الدول الخليجية من قطر خفض علاقتها مع إيران أكدت الجزيرة أن الإمارات تُمثل أكبر مغذى للخزينة الإيرانية بالدولارات.
وبشأن مطالبة قطر بدفع تعويضات مالية للدول الثلاث لما لاحقها من ضرر بسبب قطر، قالت إنَّ «فيه راحه أرز (تقصد أموال المساعدات التي اعتاد السيسي جمعها من دول الخليج) تفوح لم يعرف عن الخليجين حرصهم عليها في علاقاتهم سواء صافية أو معتكرة» وتابعت «الأرز آثر من آثار التابعين بغير إحسان».
واختتمت «الجزيرة» تقريرها بقولها: «لو صدق الغرب في حربه على الإرهاب لأعتبر محاربة الديمقراطية ارهابا وانتهاك حقوق الإنسان ارهابا والتضييق على حرية الكلام والنشر ارهابا وتفكيك مجلس التعاون الخليجي ارهابا في حق شعوبه، وفرض الحصار الجماعي على شعب شقيق ارهابا لايماثله إلا حصار اسرائيل لغزة».
أول رد قطري
وقي أول رد قطري، قالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها مساء الجمعة إنها تعكف الآن على بحث ورقةً تتضمن طلبات من الدول المحاصِرة.
وقالت الخارجية القطرية في البيان، أن تبحث في والطلبات الواردة في هذه الورقة والأسس التي استندت إليها، لغرض إعداد الرد المناسب بشأنها وتسليمه لدولة الكويت.
وأكد البيان شكر دولة قطر وتثمينها مساعي دولة الكويت الهادفة إلى تجاوز الأزمة الراهنة.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية أن الأمير صباح الأحمد أجرى مساء الجمعة اتصالات بأمير قطر تميم بن حمد، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تطورات الوضع في المنطقة، ممّا يعني أن أمير الكويت بدأ مساعي المحادثات حول قائمة المطالب.
