تشهد العلاقات المصرية مع حركة حماس تطور غير مسبوق، ففي الوقت الذي أشتد فيه الحصار على القطاع من قبل إسرائيل، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، وتم قطع إمدادات الطاقة إلي القطاع، جاءت الإمدادات من مصر، حيث دخلت شحنات البترول عبر معبر رفح لإنارة القطاع.
وأرجع محللون أن محمد دحلان هو كلمة السر في تطور العلاقات بين البلدين، فرجل الإمارات المدلل، استطاع أن يجمع بين أكبر عدوين من أجل الوقوف أمام غريمه التقليدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن.
وجاء الموقف المصري ليكشف عن تطور العلاقات بين حركة حماس، والنظام المصري، بشكل غير مسبوق منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي حتى الآن، خاصة وأن هذا التطور يأتي في ظل توتر علاقتها مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووصفه لها بالارهابية، ووصف دول الخليج لها بالإرهابية أيضا، ولكن كل هذا لم يقف عائقا أمام دحلان لعودة العلاقات بين حماس والقاهرة.
نافعة: دحلان قاد التنسيق.. ومصر تبحث عن دور
ومن جانبه قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التقارب المصري مع حركة حماس في غزة تم بتنسيق من محمد دحلان، وهو رجل الإمارات ومصر تثق فيه جيدا.
وأضاف نافعة في تصريح خاص لرصد، أنه في المقابل قدمت حركة حماس مرونة أكبر في علاقتها مع النظام المصري، من تنسيق أمني وسياسي، فليس من مصلحة حركة حماس أن تخسر حليف مهم مثل مصر.
وأشار نافعة أنه أصبح لدى النظام المصري شعور بأنه يجب التميز بين حركة حماس كحركة مقاومة وفصيل فلسطيني هام، بالنسبة للأمن القومي المصري، وكامتداد لجماعة الإخوان المسلمين عدو النظام.
وأوضح نافعة أن مصر تريد أن تستعيد دورها في قيادة القضية الفلسطينية، وأن لا تترك الساحة لقطر وإيران، وأنها لم تجد فرصة أفضل من ذلك خاصة في ظل تلاقي المصالح بين محمد دحلان والنظام المصري، وحركة حماس المحاصرة، والتي تبحث عن أي قشة لفك الحصار عليها.
شكر السيسي
وأشاد الدكتورأحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني جمهورية مصر العربية بجهودها للتخفيف على قطاع غزة جراء الحصار المفروض على القطاع وإدخال الوقود الصناعي لمحطة توليد الكهرباء.
وأكد بحر خلال كلمة له في المسجد العمري خلال قيام ليلة 27 رمضان على أن مصر تشكل العمق العربي للقضية الفلسطينية، وكانت ولازالت تقف وتدعم شعبنا على جميع المستويات وفي كافة المحافل الدولية والإقليمية.
وشدد بحر على أن الأمن القومي المصري هو جزء من أمن قطاع غزة، وأن الأجهزة الأمنية في القطاع تحافظ على حدود مصر ، كما تحافظ على حدود القطاع.
وناشد مصر إلى الاستمرار في إجراءات التخفيف عن قطاع غزة وصولا لفك الحصار المفروض عليها، وفتح معبر رفح بشكل دائم ومستمر للأفراد والبضائع.
محاولات عباس
وفي سياق متصل استنكر الدكتور بحر محاولات عباس باتجاه منع أي اجراء مصري يخفف عن أهلنا في قطاع غزة، وإجراءاته المستمرة بحق شعبنا والتي تتساوق مع الاحتلال، معتبرا إياها امتداد للتنسيق الأمني الذي تمارسه اجهزته الأمنية في الضفة الغربية.
وأدان محاولات عباس الحثيثة لإعلان قطاع غزة إقليم متمرد، مبينا أن إجراءات عباس الأخيرة تمهد لهذا القرار، الذي يخدم الاحتلال الإسرائيلي، ويزيد من معاناة أبناء شعبنا، ويحذر من نتائج مثل هذه القرارات الغير مسئولة.
وأكد بحر على صمود شعبنا وثباته على مواقفه، وأن الحصار المفروض عليه لن يجعله يقدم تنازلات عن ثوابته وتحرير ارضه واسراه، وشدد على أن شعبنا متمسك بخيار المقاومة حتى دحر الاحتلال، وأن سلاح المقاومة موجه نحو الاحتلال فقط، ولن تنحرف بوصلته.
ضربة لعباس أبومازن
وفي التعليق على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني إن خطوة إدخال السولار المصري لغزة جيدة ولكنه ما زال يعترض طريقها ألغام صاعق التفجير بيد الرئيس محمود عباس والساعات القادمة ستشهد تفجير اللغم الأول بعد تهديد رام الله لمحطة التوليد في حال التشغيل ستلغي رام الله عقد الاستئجار، ويضاف لذلك تقليصات العدو التي سيحرم المواطن الشعور بتحسن طفيف على الجدول.
وأضاف أنه على أي حال، يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا في الهجوم الذي يشنه عباس ضد غزة، بينما تتجه الأنظار إلى الجانب المصري ومدى بقائه على قرار تنفيذ التسهيلات مع غزة، ورفضه لضغوط السلطة.
تنسيق مع إسرائيل
وفي المقابل أكدت مصادر إعلامية عبرية، اليوم الخميس، أن دخول الوقود المصري إلى قطاع غزة لتشغيل محطة الكهرباء، كان بعلم وتنسيق مسبق مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويعمل الاحتلال الإسرائيلي مع مصر خلف الكواليس لحل الأزمات الإنسانية في قطاع غزة ومنع تفاقمها منعاً لأي تصعيد أمني قد يجرها إلى معركة مع المقاومة في غزة، وفق صحيفة معاريف.
وتؤكد الصحيفة، أن الاحتلال يبحث مع مصر ودول عربية وأجنبية مختلفة لإيجاد حلول طويلة الأمد لأزمات غزة خاصةً فيما يتعلق بالكهرباء، مرجحةً أن يكون لقطر دور في ذلك وأنها قد تكون تكفلت بمبلغ مالي لتأمين وصول الوقود المصري لمحطة الكهرباء.