جاءت التغيرات الأخيرة بالسعودية، لتثير عدة أسئلة حول توجهات المملكة الفترة القادمة، وتحديدًا العلاقات المصرية السعودية، التي شهدت العديد من التوترات الفترة الأخيرة، خاصة بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم.
بن سلمان وليا للعهد
وصباح اليوم الأربعاء، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قرارًا ملكيًا بإعفاء ولي العهد الأمير محمد بن نايف من منصبه، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
كما قرر الملك أيضا تعيين نجله محمد بن سلمان وليًا للعهد بدلًا من محمد بن نايف، وصوت 31 عضوًا من أصل 34 في هيئة البيعة لاختيار محمد بن سلمان وليًا للعهد في السعودية.
ودعا الملك سلمان إلى مبايعة نجله محمد بن سلمان وليًا للعهد بعد صلاة تراويح اليوم الأربعاء بقصر الصفا في مكة المكرمة.
لقاءات السيسي وبن سلمان
وعقب تصعيد محمد بن سلمان بدأ الحديث عن مستقبل العلاقات بين السعودية وباقي دول العالم، وخاصة الدول العربية، ومن بينها مصر ومستقبل العلاقات المصرية-السعودية في ظل تداعيات اتفاقية ترسيم الحدود بينهما، وتحديدًا علاقة السيسي بمحمد بن سلمان.
عبدالفتاح السيسي ومحمد بن سلمان، التقيا أكثر من مرة، ففي يوليو عام 2015 وصل بن سلمان إلى القاهرة، في أول زيارة له عقب توليه منصب ولي ولي العهد، وسبقها زيارة له قبلها بأربعة شهور.
وقال بيان للديوان الملكي، بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» وقتها إن وزير الدفاع بدأ زيارة عمل للقاهرة، يلتقي خلالها عددا من المسؤولين في مصر، لبحث العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين.
لقاء الصين
وفي سبتمبر 2016 التقى السيسي، ولي ولي العهد السعودي بن سلمان، في الصين، على هامش قمة مجموعة العشرين، وقالت وكالة الأنباء السعودية «واس» إن السيسي ومحمد بن سلمان «بحثا آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، ومستجدات الأحداث على الساحتين العربية والدولية».
اتصال هاتفي
وفي أبريل الماضي تلقى عبد الفتاح السيسى، اتصالاً هاتفيًا، من الأمير محمد بن سلمان، عَبَّرَ خلاله عن خالص تعازيه ومواساته في ضحايا الحادثين اللذين استهدفا كنيسة مار جرجس بطنطا، وكنيسة مارمرقس بالإسكندرية، مؤكدًا رفض المملكة وإدانتها الشديدة لهذه التفجيرات.
بن سلمان وتيران وصنافير
أكد بن سلمان على سعودية الجزر، حيث صرح في مايو الماضي، بقوله: «جزيرتي تيران وصنافير مسجلة عند مصر بأنها سعودية، ومسجلة لدينا أنها سعودية، وفي كل مراكز التوثيق العالمية بأنها سعودية».
وأضاف بن سلمان، في حوار له مع التليفزيون السعودي: «مصر لم تتنازل عن الجزر، لأنها مسجلة باسم السعودية في أكثر من مكان»، موضحًا أن ترسيم الحدود أتى للمنافع الاقتصادية بما فيها جسر الملك سلمان في سيناء، وإمدادات النفط والطاقة ومشاريع الطرق، وصادرات دول الخليج إلى أوروبا.
«الرز» هو الحاكم
وتعليقا على مستقبل هذه العلاقات بعد تصعيد بن سلمان، قال السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق إن «العلاقات المصرية-السعودية ستستمر بنفس الدفئ والزخم الحالي خاصة بعد زيارة ترامب للمنطقة وتحسن العلاقات المصرية السعودية باعتبار انهما ضمن منظومة المشروع الأميركي في المنطقة وأحد ادوات تنفيذه».
وأضاف السفير يسري في تصريحات خاصة لـ«رصد»: «علاقة مصر بالسعودية سيظل يتحكم فيها آخر ومهم وهو ابتزاز السيسي للسعودية لمزيد من الدعم والمعونات بحيث يستمر (الرز) أحد العوامل الحاكمة لهذه العلاقة».
من جانبه، قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية: «اعتقد أن العلاقات ستكون كما هي ولكنها لن تكون بنفس الإتزان والحكمة التي يتمتع بها الملك سلمان، ومن قبله الملك عبد الله خاصة أن ولي العهد من الجيل الذي تربي في الغرب وبالتالي فكرة الانتماء للدائرة العربية سوف تكون أقل».
وأضاف «اللاوندي» في تصريحات خاصة لـ«رصد»: «العلاقات لن تكون سمنا على عسل طوال الوقت لأن هناك بعض الملفات التي ستكون سببًا في اختلاف وجهات النظر مثل الوضع في اليمن وسوريا وغيرها»، مشيرًا إلى أن قضية تيران وصنافير حسم أمرها تمامًا، ولن تكون مسار خلاف.