افتتحت يوم السبت الماضي، في العاصمة الصينية بكين قمة إطلاق مبادرة “الحزام والطريق”، أكثر سياسات الرئيس الصيني شي جينبينغ الخارجية طموحا.
وكانت المبادرة قد أعلن عنها للمرة الأولى في عام 2013، حيث كانت تحمل اسم “حزام واحد وطريق واحد”، وتتضمن إنفاق الصين مليارات الدولارات عن طريق استثمارات في البنى التحتية على طول طريق الحرير الذي يربطها بالقارة الأوروبية.
والمبادرة هي بالأساس إستراتيجية تنموية طرحها الرئيس الصيني تتمحور حول التواصل والتعاون بين الدول، وخصوصا بين الصين ودول أوراسيا، تتضمن فرعين رئيسيين، وهما “حزام طريق الحرير الاقتصادي” البري و”طريق الحرير البحري.”
يعد طريق الحرير لقب أطلق على مجموعة الطرق المترابطة التي كانت تسلكها القوافل والسفن بين الصين وأوروبا بطول 10 آلاف كيلومتر، والتي تعود بداياتها لحكم سلالة Han في الصين نحو 200 سنة قبل الميلاد، وقد أطلق عليها هذا الاسم عام 1877 من قبل جغرافي ألماني لأن الحرير الصيني كان يمثل النسبة الأكبر من التجارة عبرها.
وتعد مبادرة الحزام والطريق إعاده وإحياء للعلاقات الصينية خاصة مع دول الشرق الاوسط ودول الخليج إنتشارا لمبدا تيسير التجارة عالميا وتوسيع التعاملات الاقتصادية، حيث تتضمن المبادرة التالي:
1- مبادرة الحزام والطريق تتطلب رفض الحماية التجارية وتجنب التفتت.
2- يتعين التعجيل بالتعاون في مجال السكك الحديدية والطرق ومشروعات البنية الأساسية الأخرى وتقليص تكاليف التمويل.
3- تخصيص 124 مليار دولار لطريق الحرير الجديد الذي يهدف إلى تعزيز طموحات الريادة العالمية للصين من خلال تعزيز العلاقات بين آسيا وإفريقيا وأوروبا ومناطق أخرى.
4- “بكين” ستستورد منتجات بتريليوني دولار من الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق على مدى السنوات الخمس المقبلة ومنهم مصر.
5- الصين ستدعو لمحادثات تجارة حرة وتمضي قدما في المفاوضات لتأسيس شراكة إقليمية اقتصادية كاملة.
6- تعزيز نظام التجارة متعددة الأطراف في العالم وإقامة مناطق تجارة حرة وتسهيل التجارة الحرة.
7- إتاحة تمويل ضخم لطريق الحرير الجديد يشمل 100 مليار يوان إضافية (14.50 مليار دولار) لصندوق طريق الحرير القائم و380 مليار يوان قروضا من بنكين كبيرين و60 مليار يوان مساعدات للدول النامية والمؤسسات الدولية في دول طريق الحرير الجديد.
8 – تشجيع المؤسسات المالية على التوسع بأنشطة التمويل باليوان في الخارج بما يصل إلى 300 مليار يوان.
9- طريق الحرير الجديد لا يؤدي فقط إلى تنشيط الاقتصاد فحسب، ولكنه يساهم في تغيير المشهد الجيو- اقتصادي والجيو- سياسي للشرق، وهو ما يؤدي بدوره إلى تداعيات خطيرة بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة الخارجية.
10 – طريق الحرير الجديد نشأ إلى حد كبير بسبب تقاطع النمو الاقتصادي للصين والهند مع الزيادة في أسعار النفط.
11 – نضمن احتياجات الصين والهند المتزايدة من الطاقة استمرار نمو اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي ، الذي يعد في مجمله، الاقتصاد السادس عشر من حيث الترتيب في العالم.
12- تشير التنبؤات إلى أن الصين ستستورد بحلول 2025 كميات من النفط من منطقة الخليج تعادل ثلاثة أضعاف الكميات التي ستستوردها الولايات المتحدة.
وتروج الصين لما تطلق عليه رسميا مبادرة الحزام والطريق كسبيل جديد لدعم التنمية العالمية منذ أن تم الكشف عن الخطة الطموحة في 2013 بهدف تعزيز الروابط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا وما وراء ذلك من خلال استثمارات في البنية التحتية بمليارات الدولارات.
الجدير بالذكر أن المعادل لمراكز استراحة القوافل القديمة على طريق الحرير الجديد، هو ما يطلق عليه في الوقت الراهن “الرابحون الإقليميون” أو النجوم الصاعدة والتي تشمل مدنا مثل: أبو ظبي، دبي، بكين، مومباي، تشيناي، طوكيو، الدوحة، كوالالمبور، سنغافورة، هونج كونج، الرياض، شنغهاي، أما مراكز استراحة القوافل القديمة على طريق الحرير القديم، مثل فارس”إيران”، والشام “لبنان وسوريا والأردن”، وبلاد ما بين النهرين “العراق”، فهي تتراجع وتخلي الطريق للمراكز الصاعدة.
دور مصر بالمبادرة
تستضيف ” القاهرة” خلال النصف الثاني من العام الجاري اجتماعات الدورة السابعة للجنة التجارية المصرية الصينية المشتركة، والتي تستهدف تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين بخاصة بعد إعلان الصين عن ضخ 150 مليار دولار استثمارات جديدة في الدول الواقعة على طريق الحرير.
وتمثل مصر أحد أهم الدول المحورية في هذا الطريق، ومن أهم الدول الواقعة على طول الطريق البحري، فوفقا للجمعية المصرية الأسيويه لرجال الأعمال، فإن نصيب مصر من استثمارات طريق الحرير تبلغ 40 مليار دولار على 5 سنوات، منهم 20 مليار دولار استثمارات صينية فعليه قائمة بين الدولتين.