أعلن عبدالفتاح السيسي صراحة ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة خلال خطابة أمس، في “المؤتمر الوطني الثالث للشباب”، مع اقتراب انتهاء ولايته الأولى، والتي شهدت الكثير من الجدل.
وحدد السيسي طريقا واحدا لتركه الحكم، هو انتظار الانتخابات المقبلة في عام 2018، وإسقاطه فيها، مؤكدا أنه لن يلجأ لتزوير الانتخابات، وسواء أكان عدد الناخبين صغيرا أم كبيرا فسوف يحترم نتيجتها، مقسما بالله ثلاثا: “لو المصريون مش عايزيني.. لن أبقى ثانية”.
السيسي يتعهد بالرحيل في حالة الخسارة
وردا على سؤال يقول: “جئتَ بانتخابات نزيهة عام 2014 وفي حالة ترشحك مرة أخرى.. ماذا لو لم تنجح في الانتخابات؟ ماذا سيكون القرار؟”.
فأجاب قائلا: “يا رب لو أنا صادق يصل إليكم صدقي.. قسما بالله العظيم.. قسما بالله العظيم.. قسما بالله العظيم.. لو المصريين ما عايزني ماهقعد ثانية في المكان ده.. ثانية.. (يقصد الحكم)”.
وتذرع السيسي بأن: “ربنا أتاح للناس الحرية في أن تؤمن به أو لا تؤمن”، مضيفا: “لا أقبل لنفسي، ولا لكم، أن أكون في هذا المكان رغبا عنكم”.
وتابع: “أقسمت أن أحترم الدستور والقانون، وأحاول أعمل ده، ذلك أنني لا أنفي عن نفسي الخطأ، ولا النسيان”، مضيفًا: “المفروض أنني لا أزيف الانتخابات تحت أي اعتبار.. كي أكون موجودا في الحكم”.
وأضاف: “أقسمت بالله ثلاثا، وأتمنى أن يصل صدقي إن كنت صادقا.. ليه.. علشان ايه”.
وخاطب المصريين قائلا: “انزلوا وقولوا اللي أنتم عايزينه.. حق بلدكم عليكم أن تنزلوا، وتقولوا اللي أنتم عايزينه.. يتقال إنه نزل في الانتخابات حضور كبير.. نسبة عالية، العالم كله يتكلم عنها وارد.. ووارد لأ. أهلا وسهلا.. ويا رب في الحالة دي أن يولي مصر الأصلح، والأجدر.. لأنني أحب لدي.. مش: “يا أنا موجود يا أنا يا أهدَّها”، معقبا: “لا”.
وأشار إلى أن هناك هيئة عليا مسؤولة عن الانتخابات، وتابع: “أنا متشبث بكم، ومتشبث علشانكم.. لو أنتم مش عايزيني.. لن تجدوني ثانية واحدة.. لا يليق، والله.. ما يصحش.. اللي خلَّاني جئت هنا (يقصد الحكم) أنتم، واللي خلاني تصديت في 3 يوليو أنتم”.
واستطرد: “يا رب يوفق، ويُولِّي مصر من يصلح، ويبارك في عمله، وقفوا بجانبه”، مستشهدا بقول الله: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ”، مشيرا إلى أن “الملك ده عطاء إلهي، وربنا يُسبب الأسباب عن طريق البشر آه أو لأ”، حسبما قال.
وتساءل: “لماذا لا أقبل عطاء الله بالمنع، أنا طيِّع مع نزعِهِ الملك”، مردفا: “اطمئنوا تماما”.
إعلان صريح بالترشح للانتخابات
أوضح مقدم البرامج عمرو أديب، من خلال برنامجه “كل يوم”، المذاع على قناة “أون إي” الفضائية، في حلقة أمس الثلاثاء، أن عبد الفتاح السيسي، ينوي الترشح لفترة رئاسية أخرى، في الانتخابات القادمة 2018.
حيث أشار أديب، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أشار إلى نيته في الترشح للانتخابات الرئاسية، المقرر موعدها في عام 2018، حيث أفصح عن ذلك ضمنيًا، خلال رده على استفسارات أحد الشباب في المؤتمر، الذي عقد أمس الثلاثاء، بمدينة الإسماعيلية، ضمن فاعليات الدورة الثالثة، من المؤتمر الوطني للشباب.
كما وجه السيسي خلال المؤتمر، دعوة للشعب المصري، بمختلف الطوائف والفئات، إلى التفاعل بشكل إيجابي بالانتخابات الرئاسية، والإدلاء بأصواتهم بحرية، حيث أنه لن يظل كرئيس للجمهورية، إلا بناءً على رغبة الشعب المصري.
ومن جانبه، ناشد عمرو أديب، بترشح عدد كبير من الشخصيات، أمام عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2018، لتشتعل المنافسة، ويختار الشعب المصري، من يراه الأصلح.
أجواء الانتخابات الرئاسية بدأت
وقال مقدم البرامج شريف عامر، إن عبدالفتاح السيسي، ينوي خوض الانتخابات الرئاسية الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن أجواء الانتخابات الرئاسية بدأت اليوم رسميًا.
وأوضح “عامر”، خلال تقديمه برنامج “يحدث في مصر”، المذاع على فضائية “إم بي سي”، مساء الثلاثاء، أن السيسي حسم الأمر للترشح لرئاسة الجمهورية، كما قيل فى البرنامج أن وزير الدفاع سيترشح للانتخابات الرئاسية من قبل.
وتابع: “السيسي كان يعبر عن موقفه بخصوص سؤال تم التوجيه له بخصوص انتخابات 30 يونيو 2018، الفترة الثانية التى سوف يترشح لها، وموقفه من رأى الناس ونسبة المشاركة”.
سيناريو مبارك الأقرب
ويأتي إعلان عبدالفتاح السيسي خوضه الانتخابات الرئاسية في ظل إعلانة حالة الطوارئ، في مشهد يعيد للأذهان أجواء انتخابات الرئيس المخلوع حسني مبارك.
والسؤال هل يستفيد السيسى من تجربة مبارك في تكرار نفس الأحداث ليستمر في حكم مصر لسنوات متعددة أخرى لا نستطيع أن نحددها، فوفقًا للدستور الحالي لا يمكن التمديد لرئيس الجمهورية إلا من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية كل 4 سنوات، ولا يمكن أن يستمر الرئيس في منصبه سوى 8 سنوات، ولذلك من الممكن أن تساهم الطوارئ في مد فترة الرئيس لـ4 سنوات أخرى عن طريق انتخابات “صورية” يفوز خلالها السيسى باكتساح، ليفوز بنفس النسب التي كان يفوز بها الرئيس المخلوع مبارك، ومن بعدها يكون السيناريو الأقرب، هو تعديل الدستور لمد فترات الرئيس كما طالب بعد النواب البرلمانين مسبقًا.
وهو ما أكده السفير السابق معصوم مرزوق، والقيادي بحزب التيار الشعبي -تحت التأسيس- قائلًا إن مسألة فرض حالة الطوارئ، لن تفيد في مسألة حل أزمات الإرهاب المستمرة والعمليات الإرهابية التي يتم عملها بين الحين والآخر في مصر على يد الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن فرض الطوارئ يفيد مصلحة النظام والبرلمان من خلال السيطرة الكبرى على كل القرارات دون الرجوع إلى الشعب فيها بحجة “الطوارئ”.
وأضاف مرزوق، أن الانتخابات الرئاسية من المؤكد أنها سيتم التلاعب فيها، خاصة أنه من المرجح أن يستمر فرض الطوارئ لحينه، نظرًا لأن العمليات الإرهابية لن يكون من الممكن أن تنتهي في هذه المدة، لأن النظام إذا كان يعمل على محاربة الإرهاب كما يزعم لكانت النتيجة وضحت بعد تفويض الرئيس لمحاربة الإرهاب منذ 3 أعوام.
وأشار القيادي بالتيار الشعبي، إلى أن غياب القوى المدنية عن الساحة السياسية وعدم الاتفاق على مرشح رئاسي يخوض المنافسة أمام السيسى، يؤكد مد الفترة الرئاسية له لفترة ثانية وفوزه في الانتخابات حال إجرائها، ولكن من الممكن أن تتفق هذه القوى خلال الشهور المتبقية قبل إجراء الانتخابات على مرشح آخر يتم الدفع به وضمان فوزه أمام الرئيس ولكنه أمر مستبعد.