خلال كلمته أمام المنتدى الدولي للقطب الشمالي، تحدّث الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين عن مخاطر تزوير التاريخ، موضحًا أن مثل هذا التشويه يمكنه أن يقود إلى إضعاف القانون الدولي؛ ما سيؤدي إلى خلق الفوضى التي ستقود إلى صراعات.
وأوضح بوتين أن التاريخ يمكن أن يُستخدَم سلاحًا أيديولوجيًا لتشويه الآخرين، مضيفًا أنه دون فهم التاريخ فسنكرر أخطاء الماضي.
ونشرت صحيفة “ستراتجيك كالتشر” مقالًا للكاتب فينيان كونينغهام، الخبير في شأن العلاقات الدولية، تحدث من خلاله عن تأثير الإعلام الغربي والسياسيين في تأجيج الصراعات عن طريق تشويه الأحداث.
وإلى نص المقال:
في الوقت الذي تحدّث فيه بوتين عن تزوير التاريخ وتأثيراته المدمرة، فإن الرئيس الأوكراني بيترو بروشينكو كان في لقاء ثنائي في لندن مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
وقاد بروشينكو النظام الموجود في كييف، الذي جاء بطريقة غير شرعية بعد انقلاب عنيف ضد الحكومة المنتخبة في فبراير 2014 بمساعدة واشنطن والاتحاد الأوروبي.
ومنذ ذلك الحين استمر الجيش الأوكراني في شن هجمات ضد المنطقة الشمالية للدولة؛ ما أدى إلى مقتل عشرة آلاف شخص وتشريد حوالي مليون شخص بسبب رفض الروسيين الموجودين هناك في الاعتراف بشرعية حكومة كييف الحالية.
ولكن ما يقوله بروشينكو ونظام كييف هو أن أوكرانيا تقاتل غزوًا روسيًا، وساندت بريطانيا الرئيس الكوري في تشويهه للتاريخ؛ حيث إنه خدع الجميع بادعائه أن دولته كانت حصنًا لأوروبا ضد الغزو الروسي، واعتبر أن العقوبات ومقاومة الجيش الأوكراني هما السبب في حماية أوروبا من غزو روسي، مؤكدًا أن المعركة لا تخص أوكرانيا وحدها.
ويمكن اعتبار ما يفعله بورشينكو شكلًا لتزييف التاريخ عن طريق تزييف الأحداث الحالية والمعاصرة، والذي حذّر منه بوتين؛ حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى دعم مادي وعسكري غربي لحكومته، ويمكن أن يفيد في توسيع قوة حلف الناتو؛ ولكن مثل هذا التصور الخاطئ للأحداث يخدم الصراع في النهاية، كما أن هذا التحريف يعد عملًا إجراميًا يولّد الحرب.
وتعد أوكرانيا مثالًا واحدًا لتشويه التاريخ؛ حيث تمتلئ الساحة الدولية بعديد من الأمثلة؛ فعلى سبيل المثال بدأ مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، هذا الأسبوع في تهديد كوريا الشمالية مجددًا ببدء الحرب، معتبرًا أن أميركا جاهزة لحماية حرية حلفائها في اليابان وكوريا الجنوبية. وما فعله بنس هو إشارة مزيفة إلى حرب كوريا من 1950 وحتى 1959، معتبرًا أن الصراع كان بين أميركا التي كانت تدعم الأخيار بينما دعمت الشيوعية “قوى الشر”.
وربما إذا اعترفت أميركا بجرائم الحرب التي ارتكبتها خلال الحرب الكورية وتسببت في مقتل مليون مدني كان يمكن حينها إجراء حوار والوصول إلى حل بشأن الأزمة الحالية. ويمكن أن يتسبب الخطاب الأميركي بشأن تاريخ كوريا في زيادة التوتر والصراع.
وأدى تشويه الأحداث من قِبل القوى الغربية من قبل في زيادة الصراع في أفغانستان والعراق وليبيا وعديد من الدول حول العالم. وكما شرح بوتين، فإن هذا التزوير أدى إلى زيادة الصراعات في أوكرانيا أيضًا.
وإذا علمت الشعوب الغربية كيف أن معظم الصراعات الحالية يتم تزييفها من قبل الإعلام الغربي لانتهت هذه الصراعات منذ زمن؛ بسبب أنها ستُظهر نوايا السياسيين في الغرب، وخاصة أميركا.
وإذا تحققت العدالة فإن السياسيين في الغرب ووسائل الإعلام المسؤولة عن تشويه الحقائق والتسبب في زيادة الصراعات في أكثر من منطقة سيتم تحميلهم مسؤولية ذلك.