اجتمعت صحفٌ مصرية موالية للنظام ومقربة من جهاز “الأمن الوطني” لانتقاد الاستفتاء الذي تشهده تركيا على التعديلات الدستورية ليسمح بتحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، واصفة التعديلات بأنها وسيلة لزيادة قوة قبضة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على بلاده، فيما بررت الوكالة الرسمية هجومها بأن حزب “العدالة والتنمية” يوزّع بطاطين!
وكشفت النتائج الأولية لاستفتاء تركيا عن تقدّم مؤيدي التعديلات الدستورية بنسبة 51.3% مقابل 48.6% من المعارضين، عقب فرز 97.3% من مجموع الأصوات.
وأغلقت مكاتب التصويت بعد إدلاء ملايين الأتراك بأصواتهم في استفتاء على تعديلات دستورية تُمهّد لأكبر تغيير في النظام السياسي للبلد، وسط تفاؤل الرئيس رجب طيب أردوغان باختيار الشعب.
دستور تركيا.. تاريخ من التعديلات المثيرة للجدل
وقالت الوطن: “تُحوّل التعديلات الدستورية تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، ما يعني حصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على صلاحيات واسعة، وربما تبقيه التعديلات الدستورية رئيسًا حتى 2029. في المقابل، ترفض المعارضة هذه التعديلات، وتعتبرها تكريسًا لنظام حُكم الفرد الواحد وتحويل البلاد إلى نظام ديكتاتوري”، ثم تناولت “أبرز التعديلات الدستورية التي شهدتها تركيا”.
تركيا في مهبِّ “التعديلات الدستورية”.. اعتقالات وانقسامات والجيش يتفكك!
بهذا العنوان نشرت صحيفة “البديل” تقريرًا يصف أردوغان بـ”القمعي”، وقالت: “تستعد تركيا لاستفتاءٍ شعبي على التعديلات الدستورية في 16 نيسان الجاري، في ظلِّ تطوراتٍ أمنية شهدتها الساحة التركية خلال الأشهر الأخيرة، استغلَّ فيها الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان الانقلاب الفاشل مجيرًا سلطته في وجه المعارضين لتلك التعديلات على اختلاف توجهاتهم السياسية، بم أن نسبة كبيرة من المعارضين تنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، إلى جانب الأحزاب المعارِضة الأخرى”.
دستور تركيا لوضع السلطة بقبضة أردوغان
وقالت “اليوم السابع”: يتجه الأتراك اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع للتصويت في استفتاء تاريخي على حزمة تعديلات دستورية من شأنها منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلطات أوسع، وتتكون التعديلات الدستورية من 18 مادة، وتُوصف بـ”قانون السلطة”؛ إذ من شأنها أن تدمج سلطة الجهات التشريعية الثلاث في سلطة تنفيذية واحدة بقبضة أردوغان.
ونشرت “اليوم السابع” تقريرًا يوم الاثنين الماضي قالت فيه إنها “تكشف سوءات الرئيس التركي قبل أيام من الاستفتاء. أردوغان (الرَّجِيم). رجب طيب من (الزعيم المسلم) إلى (الرئيس المجرم). (إرهابي) هدد الأوروبيين بالإرهاب بكل خطوة وفتح حدوده لمرور الدواعش”، على حد وصفها.
فرز بطاقات غير رسمية في استفتاء التعديلات الدستورية
واعتبرت صحيفة “البوابة نيوز” أن التعديلات الدستورية في تركيا شهدت “تزويرًا”، وقالت إن “البطاقات رغم أنها لا تحمل أختام اللجنة؛ إلا أنه تم إحصاؤها ضمن فرز الأصوات”.
“العدالة والتنمية” يوزع بطاطين!
ونشرت وكالة “أنباء الشرق الأوسط” الرسمية تقريرًا بعنوان “إخوان مصر يعتلون منابر مساجد بتركيا للترويج للتعديلات الدستورية”.
وادّعت الوكالة نقلها عن “مصادر تركية مطلعة” قولها إن “الرئيس التركي استعان بعناصر تنظيم الإخوان المتواجدين داخل تركيا للترويج للتعديلات الدستورية التي يجريها، من خلال إلقائهم خطب الجمعة في العديد من مساجد تركيا، بالمخالفة للقوانين التركية التي تحظر اعتلاء أي أجنبي للمنابر”، وفقًا لزعمها.
وأضافت المصادر، بحسب الوكالة، أن ذلك “يأتي في إطار محاولات أردوغان المستميتة لفرض هيمنته على مقاليد الأمور في تركيا”.
وأشارت المصادر إلى أن “أردوغان يتبع نفس الأساليب التي اتبعها التنظيم (الإخوان) في مصر خلال الانتخابات، بتوزيع الهدايا والمواد الغذائية والبطاطين عبر زيارات قامت بها عناصر من أمانة الشباب بالحزب الحاكم (العدالة والتنمية)”، وفق الوكالة.
سيحكم بشكل منفرد
المعنى نفسه تبنته صحيفة “المصري اليوم”، بقولها اليوم الأحد إن “الأتراك يستعدون للإدلاء بأصواتهم في استفتاء على توسيع سلطات أردوغان”.
وزعمت الصحيفة أن “الاستفتاء على التعديلات الدستورية، الذي يجري اليوم في تركيا، يحمل مخاوف غير مسبوقة على مستقبل الديمقراطية وحرية التعبير في البلاد؛ إذ يعزز قبضة الرئيس رجب طيب أردوغان على السلطة، ويجعله يحكم بشكل منفرد، ويتحكم في المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية بعد أن سعى منذ وصوله للسلطة قبل 13 عامًا كرئيس للوزراء إلى أسلمة المجتمع التركي، وقمع المعارضة والحريات، وكثف الإجراءات القمعية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شن على إثرها حملة تطهير غير مسبوقة طالت كل المؤسسات ومعارضي النظام”.
سخرية
وقال موقع “دوت مصر” ساخرًا: “خليك راجل وصوّت للدستور.. (شنبات) نظام أردوغان قبل الاستفتاء”، مضيفة: “عندما قالت الصناديق للدين (نعم)، أردوغان يرتدي عباءة الإسلام في استفتاء الدستور”.
أما صحيفة “صدى البلد” فقالت: “21 مادة تجعل من أردوغان سلطانًا. أبرزها إلغاء منصب رئيس الوزراء والتدخل رسميًا في تعيين القضاة”.