عند طرح تساؤل بشأن إمكانية نشوب حرب بين أميركا وكوريا الشمالية عادة تكون الإجابة القصيرة: “لا أحد يعلم ذلك”؛ ولكن الإجابة الطويلة هي أننا بالتأكيد سنشهد حربًا بينهما إذا تحوّلت تهديدات الطرفين إلى أفعال.
وفي هذا الصدد، نشرت مدونة “جيزمودو” مقالًا للمحرر مات نوفاك يحلل فيه الوضع المتوتر بين الدولتين، طارحًا تساؤلات وإجاباتها المحتملة.
وإلى نص المقال:
لا يعلم أحد إذا كانت أميركا وكوريا الشمالية ستدخلان الحرب التي توقّعها كثيرون. ولكن، نقلت تقارير عبر شبكة “إن بي سي” الإخبارية أن مسؤولين كبارًا بالاستخبارات قالوا إن أميركا جاهزة لإطلاق هجمات وقائية ضد كوريا الشمالية إذا أجرت تجارب نووية.
ولكن، تم تكذيب هذه التقارير من قبل مسؤولين مجهولين في البنتاجون، الذين قالوا إنه لا يوجد أي خطط لإطلاق هجمات وقائية ضد كوريا الشمالية حتى في حالة إجرائها تجارب نووية.
وتأتي فكرة الهجمات الوقائية تماشيًا مع ما قاله وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في منتصف مارس الماضي، ولكن لا يعلم أحد ما سيقرر ترامب فعله إذا أجْرت كوريا الشمالية اختبارات نووية.
لماذا قد تحدث حرب الآن؟
منذ مارس الماضي توقع خبراء أن تاريخ إجراء كوريا الشمالية لتجارب نووية سيكون في 15 أو 25 أبريل الجاري. وتوقع عديدون هذين التاريخين لأنهما يتزامنان مع عيد ميلاد مؤسس كوريا الشمالية في 15 أبريل، واحتفال جيش كوريا الشمالية بميلاده في 25 أبريل.
هل أخْلت كوريا الشمالية مدينة بيونج يانج؟
لم يتم التأكد من ذلك، على الرغم من أن هناك تقارير صادرة عن وكالات إعلامية روسية وكورية جنوبية تفيد بأنه تم إخبار حوالي 600 ألف من السكان بالإجلاء من العاصمة؛ ولكن يصعب التأكد من صحة هذه الأخبار.
ما الذي يريده حلفاء أميركا في المنطقة؟
تعتبر كوريا الجنوبية حاليًا دون شخص في الرئاسة، بعد الإطاحة بالرئيسة “بارك غن هي” على خلفية فضيحة الرشوة في نوفمبر الماضي، ومن المنتظر أن تشهد كوريا الجنوبية انتخابات رئاسية في 9 مايو المقبل، وتوقع عديدون فوز اليسار المناهض للحروب.
أما رئيس وزراء اليابان، فإنه يخشى الهجمات الكيميائية ضد بلده، وتدير الحكومة اليابانية تدريبات في المناطق المهددة بقنابل كوريا الشمالية. ونقلت رويترز أن اليابان تحاول إيجاد طريقة لإخلاء من يقرب من 60 ألف ياباني يعيشون في كوريا الجنوبية. ويبدو أن رئيس الوزراء الياباني سيدعم ترامب إذا أراد الهجوم.
واعتبر عديدون أن الآن الوقت المناسب لبدء أميركا الحرب إذا أرادت تغيير النظام في كوريا الشمالية؛ لأنه في غضون سنوات ستكون كوريا الشمالية طوّرت تكنولوجيا أسلحتها بشكل أكبر.
إذا أجريت الاختبارات وأطلقت أميركا قنابل تجاه كوريا الشمالية، ماذا سيحدث بعد ذلك؟
أثارت أميركا ضجة كبيرة بشأن الاختبارات النووية لكوريا الشمالية، وضغطت على الصين لزيادة العقوبات؛ ولكن أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن كل شيء مطروح، ومنها الضربات العسكرية ضد كوريا الشمالية، والسؤال الآن: إذا أجريت الاختبارات وقصفت أميركا كوريا الشمالية، هل ستقرر الأخيرة الهجوم على سيول؟ وماذا سيكون هدفها الأسهل؟
إذا بدأت كوريا الشمالية في قصف سيول بأسلحة تقليدية فسترد أميركا بقوة بمساعدة اليابان وأستراليا وحلفاء آخرين.
ما الذي ستفعله الصين؟
بافتراض أسوأ سيناريو، وهو قصف أميركا لكوريا الشمالية، يعد أهم تخوف هو رد فعل الصين. وسرّعت الصين الضغوطات الدبلوماسية هذا الأسبوع، وحذّرت كوريا الشمالية من جدية ترامب بشأن تهديداته. وحاول الرئيس الصيني شي جين بينج شرح تعقيدات تاريخ كوريا الشمالية للرئيس الأميركي خلال لقائهما الأسبوع الماضي، وقيل إن الزعيمين تحدثا هاتفيًا مرتين بشأن كوريا الشمالية؛ ولكن من غير الواضح ما توصلا إليه.
وحذّر الإعلام الصيني كوريا الشمالية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي شعر بالثقة بعد هجماته الأخيرة على قاعدة جوية سورية.
ولكن، حذرت الصين الجانب الأميركي أيضًا من بدء أي هجمات؛ حيث قال وزير الخارجية الصيني لوكالة أسوشيتد برس إن الطرفين سيخسران إذا نشبت حرب.
وأجرت صحيفة أسوشيتد برس حوارًا حصريًا مع مسؤول رفيع المستوى من كوريا الشمالية. وقال “هان سونج ريول”، نائب أحد الوزراء، إن كوريا الشمالية جاهزة للدفاع عن نفسها إذا قررت أميركا شن هجمات، مضيفًا أن ترامب يستمر في استفزازهم بكلماته العدوانية.
وقال البعض إن الصين تمكنت من إقناع كوريا الشمالية بوقف إجراء اختبارات نووية. ولكن، إذا أجرت كوريا هذه الاختبارات وردّت عليها أميركا كما وعدت؛ توقّع البعض قيام حرب عالمية ثالثة.
ماذا عن الأزمة الإنسانية التي لا يمكن تجنبها؟
لا تملك أميركا أي خطط لما بعد إطلاقها قنابل على أي طرف، مثلما حدث في أفغانستان والعراق وفيتنام.
واجتمع المجلس الوطني الياباني وخرجت تقارير عن أنهم يحاولون اكتشاف طريقة لاستقبال اللاجئين من كوريا الشمالية. ولا تعد المخاوف بشأن قدرتها على تسكينهم وإطعامهم؛ لكنها تقلق من دخول جواسيس من كوريا الشمالية الذين تم تدريبهم لهذه الظروف.
لماذا سيذهب مايك بنس إلى كوريا الجنوبية؟
قالت تقارير لـ”سي إن إن” إن هناك زيارة لكوريا الجنوبية على جدول الأعمال الأميركية منذ فترة. ولا يعلم أحد إذا كانت زيارة مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، إلى كوريا الجنوبية ستستمر إذا أجرت كوريا الشمالية اختبارًا نوويًا؛ ولكن سيزور مايك بنس عدة حلفاء لأميركا مثل اليابان وأستراليا.
وعلى الرغم من عدم علم أحد باحتمالية بداية حرب عالمية ثالثة؛ فإن الوضع يمكن أن يزداد سوءًا إذا رأينا إطلاق قنابل من أحد الجانبين. وإذا انضمت الصين، فإن الحرب الباردة الجديدة ستتحول إلى حرب عالمية.