ابحث عن أي أزمة ستجد كلمة السر هي “إيران”، من الحرب السورية مروراً بالصراع الدائر في العراق، إلى الحرب المشتعلة في اليمن وغيرها من الصراعات شاركت بها طهران بشكل مباشر أو غير مباشر، وساهمت في تزايد التوترات في المنطقة.
وعلى الرغم من ذلك، اتهمت إيران عدة دول بالتسبب في توترات الشرق الأوسط وذلك على مراحل متباعدة، واستخدمت طهران هذه الإستراتيجية الكلاسيكية لتحويل الإهتمام عن القضايا الفعلية ولدعم حجتها التى دامت لأربع عقود بأن لها أعداء.
وساعد وجود مثل هؤلاء الأعداء في نجاة القادة الإيرانيين من الناحية السياسية وكذلك ساعدهم ذلك على المضي في طموحهم في الهيمنة على المنطقة. ولكن إذا بدأنا في تفحص كل صراع وكل هجمة إرهابية وكل حرب في المنطقة سنجد أن إيران مشاركة بها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
ففي سوريا كان يمكن تغيير الحكومة السورية بعد أشهر قليلة من تظاهرات 2011 إلا أن التدخل الإيراني ودعمهم لبشار الأسد وحكومته حالت دون ذلك. وكان يمكن أن يتم إنقاذ مئات آلاف من أرواح المدنيين.
وكان لا يمكن أن تظهر ميليشيات في سوريا، ولم تكن داعش لتجد ملاذ آمن يمكنها من خلاله التوسع والتجنيد، بالإضافة إلى الحرب الطائفية بين السنة والشيعة والتى تزايدت وتيرتها بسبب إيران.
ونشرت إيران قوات الحرس الثوري الخاصة بها وكذلك قوات القدس لمساعدة قوات الأسد، وقدمت له دعم مالي وإستخباراتي وإستشارات.
وبشأن لبنان، فاستخدمت طهران الحروب بالوكالة للتأثير على الشأن اللبناني الداخلي، ولتعزيز ثورتها ومصالحة الجيوسياسية.
وأنشأت إيران “حزب الله اللبناني” واستمرت في تدريبه وتسليحه وتمويله، بالإضافة لتمويل عدد من المقاتلين الشيعة في لبنان. ولمساعدة إيران في تحقيق طموحها في المنطقة، بدأ هؤلاء المقاتلين في نشر الصراعات والحروب في عدة مناطق مثل سوريا.
وفي العراق تدخلت سوريا بشكل مباشر عن طريق الحرس الثوري وقوات القدس وكذلك عملت على توظيف جماعات مسلحة، وصف بعض منهم بالمنظمات الإرهابية وذلك للتأثير والهيمنة على العراق.
وتدخلت إيران في اليمن من خلال إيصال الأسلحة للحوثيين وتزويدهم بالمشورة والمساعدة المالية. واستمرت طهران في إرسال الأسلحة للميليشيات في البحرين. وفي إعلان أمريكا الشهر الماضي عن عقوبات فرضت على طهران، قالت وزارة الخارجية الأمريكية أن إيران زودت أسلحة وتمويل وتدريب لميليشيات البحرين.
وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية في مارس الماضي أنه إذا كان النظام الإيراني جيداً، فإن كل مشاكل الشرق الأوسط سيتم حلها.
ولا يمكن أن يتم معالجة مشاكل الشرق الأوسط بعلاج الأعراض، حيث أنه يجب علاج المرض نفسه، ومن خلال النظر على الأحداث في المنطقة سيعلم الجميع أن طهران تعد جزء من الأزمة، وليست الحل.