يأتي اليوم، الخامس من إبريل وهو الموافق ليوم الطفل الفلسطيني، ليسلط الضوء على معاناة الصغار الذين شابوا قبل أوانهم، وترعرعوا بين نيران الحرب، ووراء قضبان السجون الإسرائيلية وانتهاكات الاحتلال.
وتعد الانتهاكات بحق الاطفال في فلسطين، هي المتصدرة رغم ويلات الحرب التي يعانيها كافة أطفال العرب في بلاد الصراع مثل سوريا والعراق وليبيا، فمعاناة الطفل الفلسطيني تاريخ وسطور طويلة لن نتنتهي إلا بالخلاص من المحتل.
قابعون في السجون
تشير تقارير إلى انتهاكات واسعة بحق الاطفال في فلسطين، حيث أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير لها، أن الاطفال أصبحوا هدفًا وعنوانًا لحملة اعتقالات غير مسبوقة من قبل الاحتلال .
بحسب أخر الاحصائيات يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي حوالي 350 طفلا قاصرا، بينهم 14 فتاة، موزعين بين سجني عوفر ومجدو.
وتستهدف قوات الاحتلال الاطفال الفلسطينين أثناء توجههم إلى مدارسهم عند الحواجز الامنية المقامة على مداخل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
وأوضح نادي الأسير، أن العامين الماضيين شهدوا تحولا في قضية الأسرى القاصرين، حيث تم رصد، ارتفاع في حجم عمليات الاعتقال المنظمة، بالإضافة إلى إقرار قوانين جديدة عنصرية والعمل على مشاريع قوانين تمس أوضاعهم.
كما رصد “الأسير”، أحكاما بحق الأطفال داخل المحاكم الإسرائيلية وصلت إلى المؤيد وبعضهم يتجاوز العشرة سنوات.
تعذيب داخل مقرات الاحتجاز
لا يكتفى الاحتلال باعتقال الأطفال وإيقاع أحكام جائرة عليهم، دون ارتكاب جرائم، فلا يلبث الطفل الدخول إلى مقار التحقيقات معصب العينين حتى تمارس في حقه مختلف أنواع التعذيب لأخذ الاعترافات بالإكراه.
وتشير التقارير أن 95% من الأطفال الذين يقبعون داخل السجون ترفض السلطات وجود محامين بجانبهم في انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية.
ونقلت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين هبة مصالحة، في وقت سابق شهادات توضح التعذيب الذي يوجه للاطفال المعتقلين، حيث يروي المعتقل موسى الدبعي (15 عاما)، حادثة اعتقاله بعد أن اقتحمت القوات الخاصة والشرطة بيته وقامت بتقييده وضربه وإخراجه من البيت، لتدخله في السيارة العسكرية بين اثنين من قوات الاحتلال يقومن بضربه خلال الطريق، مشيرا إلى أنه وكلما تحرك أو رفع رأسه يقوم أحد الجنود بضربه ضربا مبرحا.
وأردف المعتقل، أنه نقل إلى المسكوبية للتحقيق معه، وتم التحقيق معه لما يقارب الـ5 ساعات وهو مقيد اليدين والقدمين بالكرسي.
ومن جهته قال الأسير معتصم عبيد (15 عاماً) إنه اعتقل من بيته الثالثة فجرا، بعد أن اقتحم أفراد القوات الخاصة البيت، ولم يسمحو بتبديل ملابسه الخفيفة، واخرجوه والجو باردا وممطرا، ثم قيدوه بقيود بلاستيكية وشدوها بقوة، ومارسوا بحقه كافة انواع التعذيب خلال الطريق.
وبحسب شهادته فأنهم تتعمدوا فتح كافة المنافذ داخل مقر التحقيقات حتى يصيبه البرد ومنعه عنه الماء، واستمروا في ضربه طول فترة التحقيقات.
الطفولة في مواجهة الاحتلال
في فلسطين لا تقتصر مواجهة الاحتلال على الشباب وكبار السن والمنضمين لحركات المقاومة، بل شملت أيضا الصغار، ليبعثوا رسالة واضحة إلى العدو الإسرائيلي، بأن هناك جيلا سيحاربهم، يتعلمون من صغرهم أن اوطانهم يجب أن تحرر من عدوانهم .
وشارك الاطفال أول أمس في وقفة احتجاجية خلال فعاليات التضامن مع الأسرى ، وأوضح الأسير المحرر ياسر صالح رئيس مؤسسة مهجة القدس إنّ “وجود الطالبات الزهرات في هذه الوقفة، يؤكد أن مقولة الاحتلال–الكبار يموتون والصغار ينسون- لا وجود لها في فلسطين”.
وفي الـ 30 من مارس، الموافق يوم الأرض الفلسطيني، أحيا مئات الاطفال فعاليات لليوم، من خلال اوبريت غنائي، نظمتها جمعية الثقافة والفكر الحر، في مدينة غزة.
وشارك الاطفال في الاوبريت بكلمات تؤكد تمسكهم بقضية الارض وعدم نسيانهم اوطانهم ، فقالوا “مين اللي قال إنو احنا نسينا الأوطان. اصحى يا نايم وانتبه يا غفلان” ، “أبدًا أبدًا ما نسينا”.
نداءات واستغاثات دولية
وبمناسبة يوم الطفل الفلسطيني ، دعت وزارة الإعلام الفلسطينية، منظمة (اليونسيف) ملاحقة إسرائيل على استهدافها الأطفال الفلسطينيين في جرائم مفتوحة ومتواصلة منذ عقود لن تسقط بالتقادم
وطالبت الوزارة اللجنة الدوليةللصليب الأحمر بالضغط على الاحتلال من أجل إطلاق سراح الاطفال من سجون الاحتلال التي باتت مدافن للأحياء.
كما ناشدت اليونيسكو في بيان سابق لها الدول الأعضاء، إلى مواصلة جهودها وتعبئة مواردها وتحديث سياساتها الخاصة بالطفولةن معربة عن قلقها الشديد إزاء أوضاع الأطفال ضحايا الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وضحايا الحروب والنزاعات والصراعات المسلحة في عدد من الدول