بعد فضيحة اتصالات مع روسيا، أعلن البيت الأبيض في منتصف فبراير الماضي، استقالة مايكل فلين، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، غير أنه وفي تصريح مثير، أعلن “فلين”، أنه مستعد للإدلاء بشهادة أمام السلطات الأميركية، وعلى رأسها مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، وتزويدهم بالمعلومات بخصوص علاقة حملة ترامب مع روسيا، مقابلة حصانة من الملاحقة القضائية.
“فلين” أبلغ مكتب التحقيق الفيدرالي ومسؤولين في الكونجرس يحققون في علاقة محتملة لحملة ترامب مع روسيا، أنه مستعد لمقابلتهم مقابل حصانة من الملاحقة القضائية، حسبما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، وقال مسؤولون أمريكيون إن فلين قدم هذا العرض إلى مكتب التحقيقات الفدرالي ولجان المخابرات في مجلس النواب والشيوخ من خلال محاميه.
وكان فلين، وبصفته مستشارًا لحملة ترامب وأحد كبار مساعديه في البيت الأبيض، حاضرًا لبعض أكثر التداولات السياسة الخارجية حساسية في الإدارة الجديدة، وشارك مباشرة في المناقشات حول احتمال رفع العقوبات المفروضة على روسيا من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، كما نقلت الصحيفة البريطانية.
وحسبما نشر موقع “هافنجتون بوست عربي”، قال محامي فلين روبرت كيلنر في بيان نشره بتغريدة في وقت متأخرٍ الخميس، إن “من المؤكد أن الجنرال فلين لديه ما يقوله، وهو يريد التحدث فعلًا إذا سمحت الظروف بذلك”، وتابع المحامي: “احترامًا للجان، لن نعلق حاليًا على تفاصيل المحادثات بين محامي الجنرال فلين ولجان الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب، وسنكتفي بتأكيد أن هذه المحادثات قد حصلت”.
وبحسب الوثائق التي نشرها الكونجرس، فإن الجنرال فلين، المدير السابق للاستخبارات العسكرية في عهد أوباما، قبض 33 ألفًا و750 دولارًا مقابل مشاركته في ديسمبر 2015 في حفل لمناسبة ذكرى تأسيس قناة “روسيا اليوم” التليفزيونية الحكومية. ولم تكن هذه المشاركة سرّية. لكن ما لم يكن معلوماً حتى اليوم، المبلغ الذي قبضه مقابل مشاركته في الحفل، حيث جلس إلى جانب الرئيس فلاديمير بوتين خلال مأدبة عشاء.
وقد اشتكى فلين في الماضي من طرده من منصبه من وكالة استخبارات الدفاع في 2014 بعد عامين فقط من كلامه بصراحة – كما يقول – عن التطرف الإسلامي، ويعتقد فلين أن الولايات المتحدة تخسر حربا عالمية على التطرف الإسلامي قد تستمر أجيالا.
غير أن بعض العاملين داخل المؤسسة العسكرية يقولون إن خروجه من الوكالة ربما يكون له صلة بعدم شعبية التغيير الذي أدخله على الوكالة.
ووصفه مسؤولون أمريكيون سابقون عملوا معه عن قرب بأنه شخص مهذب، لكنه ليس مديرا جيدا.
وظل فلين – وهو أب لابنين – أحد أكثر منتقدى إدارة أوباما السابقة بشدة، بالرغم من أنه كان ديمقراطيا طوال حياته.
ولكنه تخلى عن الحزب الديمقراطي الذي كان يؤيده، وقرر التحالف مع ترامب، الذي رأي فيه رجلا يماثله، كما أنه من خارج الإدارة مثله.
وكان فلين مناصرا متحمسا لترامب، وعقّب على فوز رجل الأعمال المفاجئ بالرئاسة قائلا “لقد بدأنا ثورة. هذه أكبر انتخابات في تاريخ أمتنا، منذ مجيء جورج واشنطن عندما قرر ألا يكون ملكا”.
ويشارك “فلين” ترامب كثيرا من وجهات النظر، من أهمها فائدة العلاقات الوثيقة مع روسيا، وإعادة التفاوض على الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ومكافحة مسلحي تنظيم الدولة.
ووصف “فلين” غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003 بأنه خطأ استراتيجي فادح، كما فعل ترامب. وهو يماثل ترامب أيضا في إثارة الجدل.