سلط تقرير لموقع “بريبارت” الأميركي الضوء على القلق الأميركي من توسيع روسيا لنفوذها في عدة دول في الشرق الأوسط وخارجه بما في ذلك مصر وليبيا وسوريا وأفغانسان .
وقال التقرير إن القادة والمحللون العسكريون يرون أن جهود موسكو تهدف إلى الاستفادة من الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط لإعادة تمركز روسيا باعتبارها لاعباً رئيسيا في المنطقة .
وحافظ الاتحاد السوفييتي على وجود عسكري كبير في المنطقة العربية خلال الحرب الباردة، ودعم مجموعة من الأنظمة المناهضة للغرب لخلق توازن ضد الأميركيين وتوسيع نطاق نفوذه الجيوسياسي، ومن المعروف أن روسيا تعمل في سوريا وأفغانستان، وفي الآونة الأخيرة في ليبيا ومصر، وهي المناطق التي يبدو أن الولايات المتحدة تخلت عنها في ظل الإدارة السابقة.
ويقول “بيل روجيو” من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية ومقرها واشنطن لشبكة “سي إن إن “بدون شك توسع روسيا نفوذها وتحاول إعادة بناء نفسها كقوة عظمى”.
ووصف “روجيو” الذي يشغل أيضاً منصب رئيس تحرير موقع “لونج وور جورنال” جهود الكرملين كشكل جديد من “الإمبريالية الروسية المتنامية” التى تهدف الى “تقويض الولايات المتحدة وحلف الناتو”.
ويأتي تقييم طموحات الكرملين في الوقت الذى صرح فيه القائد الأعلى للقوات الأميركية وقوات الناتو فى أفغانستان لصحيفة “صنداي تايمز” فى لندن أن الولايات المتحدة وأوربا تحتاجان لنشر 5 الاف جندى إضافي في أفغانستان لكسر الجمود بين القوات الافغانية والجهاديين، ولا سيما طالبان .
واتهم القائد الأميركي الجنرال “جون نيكولسون” ومسؤولون عسكريون أميركيون آخرون روسيا بتقديم دعم لحركة طالبان في محاولة لنزع الشرعية عن القوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة، وهي الادعاءات التي رفضتها موسكو ووصفتها بالكاذبة .
وفي تصريح لوكالة “ريا نوفوستي” الحكومية الروسية قال “زامير كابولوف” المبعوث الخاص للكرملين إلى أفغانستان إنه لا يوجد تفسير آخر لهذه الادعاءات الكاذبة، كما أكدنا مراراً وتكراراً، سوى تبرير فشل الجيش الأميركي والسياسيين الأميركيين في الحملة الأفغانية”.
وهناك في الوقت الحالي 8400 جندي أميركي و5 الاف جندى من دول الناتو الاخرى تقاتل الإرهابيين – بحسب التقرير- في أفغانستان حيث اعترف “نيكولسون” بأن الحكومة الأفغانية تسيطر على حوالى 62% من السكان وحوالي 57% من الأراضي”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن طموحات روسيا تمتد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط ومن أفغانستان إلى ليبيا، حيث يشعر مسؤولو البنتاجون الأميركيون بقلق متزايد من خلال تصاعد النشاط العسكري والدبلوماسي الروسي الذي يعتقدون أنه يهدف إلى تقويض الولايات المتحدة وحلف الناتو.
وتشمل بعض التحركات التي اتُّهمت موسكو بالمشاركة فيها إرسال جنودها لدعم فصيل مسلح في ليبيا وتوفير الشرعية السياسية – وربما حتى الإمدادات – لطالبان في أفغانستان، ويأتي على رأس هذه التحركات إرسال الطائرات الحربية والسفن علنا لاستهداف المعارضين السياسيين لحليفها في سوريا.
وفى إشارة إلى المنطقة المسئولة عنها القيادة المركزية الأميركية والتي تشمل 20 دولة تمتد من شمال شرق أفريقيا عبر الشرق الاوسط إلى وسط وجنوب آسيا قال القائد الأميركي المسؤول عن تلك المنطقة إنه يعتقد أن روسيا تحاول توسيع نفوذها فيها، فيما صرح الجنرال “جوزيف فوتيل” قائد لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ هذا الشهر “أنا أرى أن روسيا تحاول زيادة نفوذها في هذا الجزء الحرج من الكرة الأرضية”