سلط تقرير لموقع “سايت” الأميركي الضوء على الزيادة الكبيرة في أعداد الحجاج المسيحيين المصريين بعد سنوات من المنع وذلك في أعقاب زيارة البابا تواضروس للمدينة لحضور عذاء أحد الأساقفة.
وقال التقرير إنه على مدار عقود لم يتم تشجيع أتباع الكنيسة القبطية الراغبين في زيارة الأماكن المقدسة مثل السيد “الصايغ” الذي يقول إن “زيارة القدس والأماكن المقدسة كانت دائماً أمنيته”، مضيفا: “تشعر أنك في يد الرب ،إنه حلم العمر لكل مسيحي في مدينة الكشح”.
والآن، يتحقق هذا الحلم على نحو متزايد، فخلال العام الماضي، قام السيد “الصايغ” و25 آخرين من هذه المدينة الواقعة على بعد 300 ميل إلى الجنوب من القاهرة يالحج خلال عيد القيامة إلى القدس، وذلك كجزء من قيام عدد متزايد من الأقباط بالشيئ نفسه.
ويضيف التقرير أن الكثير من المصريين ينظرون إلى “إسرائيل” نظرة سلبيية من خلال الصراع العربي الإسرائيلي وبدأ هذا الأمر يتغير بعد وفاة البابا شنودة الثالث، رئيس كنيسة الإسكندرية القبطية الأرثوذكسية، الذي عارض اتفاقية سلام “كامب ديفيد” مع إسرائيل، ورفض السفر إلى “إسرائيل” كدليل على التضامن مع القومية الفلسطينية.
ولكن بعد عام واحد فقط من وفاة البابا شنودة، ارتفعت طلبات الحصول على تأشيرات سياحية من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، حيث قفزت من عدة مئات إلى ما يقرب من 3000 سنويا.
وفي الوقت نفسه، توجه البابا تواضروس الثاني، الرئيس الحالي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلى “إسرائيل” لحضور جنازة مطران الكنيسة القبطية بالقدس الشرقية، وهي أول زيارة يقوم بها رجل دين أرثوذكسي مصري منذ أن استولت إسرائيل على الجانب الشرقي من المدينة في حرب 1967 ، ورأى أقباط مصر زيارة البابا تواضروس كدليل على أنهم يستطيعون فعل الشيء نفسه.
وتقول سابين حداد، الناطقة باسم هيئة السكان والهجرة الإسرائيلية إن المسؤولين الإسرائيليين لا يتتبعون الزائرين حسب الدين، لكن عدد السياح المصريين إلى إسرائيل تضاعف تقريبا من 4.428 إلى 7.450 في الفترة ما بين 2014 إلى 2016 بينما يقول صبرى راغب، مالك شركة “كاردينال تورز “، واحدة من أكبر مشغلي رحلات الحج إلى” إسرائيل”، أن المسيحيين يشكلون غالبية هؤلاء الزوار”.
ويضيف “راغب”: “في هذا العام 80% من الحجاج لم يسبق لهم الحصول على أي تأشيرة أخرى، لقد كانت أول وجهة سفر خارجية لهم “، ويقول المقدس “باغات محب”، 62 عاما، والذي قام بالحج إلى القدس في عيد القيامة الأخير إنه لم يغادر الكشح إلى أي مكان خارج مصر، ويرغب “محب” في زيارة “الكشح” كل عام .
ويلفت التقرير إلى أن المحكمة الدستورية العليا في مصر، وهي أعلى هيئة قضائية، حكمت بأحقية المسيحيين في الحصول على إجازة مدفوعة الأجر لمدة شهر واحد للذهاب من أجل الحج، مما يعطي الرحلة إلى القدس نفس معاملة رحلة الحج التي يقوم بها المسلمون، وهو ما يضاف إلى تحركات أخرى قام بها عبدالفتاح السيسي لاستيعاب الأقلية المسيحية بما في ذلك سن القوانين المنظمة لبناء الكنائس .
ويختم التقرير بقول “الصايغ” “لن نسمح لأي أحد أن يمنعنا من زيارة القدس ، إننا نرى هذه الأماكن كملكية خاصة لنا ،كيف لفلاح أن يترك أرضه دون رعاية”
