يواصل عبدالفتاح السيسي استجداء نموذج من “المرأة”، سواء داخل مصر أو خارجها، بعد اكتسابها جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي وترديد اسمها على المواقع الإخبارية والصحف الورقية.
فلقاؤه بالسيدة “سبيلة”، التي قالت إنها تبرعت بكل ثروتها لصندوق”تحيا مصر”، لم يكن الأول من نوعه؛ وربما لا يكون الأخير، وفقًا لما يقوله الواقع المحيط.
1- ضحية التحرش
كانت ضحية التحرش المرأة الأولى التي يكرمها عبدالفتاح السيسي، بعدما تعرضت وابنتها إلى اعتداء جنسي أثناء احتفال الجماهير بفوزه بالرئاسة في يونيو 2014 في ميدان التحرير ونقلت على إثره إلى المستشفى.
وقدم السيسي اعتذاره إلى السيدة ووعدها بمحاسبة المذنبين، معربًا عن أسفه الشديد إليها، وواعدًا إياها بأن تتخذ الدولة كل الإجراءات الحاسمة لوقف استمرار هذه الأفعال المشينة.
2- صيصة
أثناء تكريم السيسي عددًا من الأمهات المصريات المثاليات عبر منحهن “وسام الكمال من الطبقة الثانية” بمناسبة عيد الأم، وتقديم الأوسمة إلى 31 سيدة، كانت بينهن امرأة أثارت الرأي العام وشغلت ساحات الإعلام؛ بعد اكتشاف تنكرها لأربعة عقود بزي الرجال من أجل العمل.
وقدم السيسي الوسام لـ”صيصة أبودوح النمر حسانين”، التي حضرت حفل التكريم متنكرة بزي الرجال الذي اعتادت عليه لعقود مضت من حياتها.
وتحولت “صيصة” إلى حديث الناس في مصر بعد ظهورها على شاشات التلفزيون لحكاية قصتها، كاشفة أنها تنكرت بزي الرجال لمدة 42 عامًا من أجل العمل بعد وفاة زوجها الذي رحل عنها في ريعان شبابه، تاركًا إياها لتحمل مسؤولية ابنتهما الوحيدة؛ نظرًا لصعوبة العمل بملابس المرأة في مجتمع الصعيد المحافظ.
3- الفتاة الإيزيدية
عَبَرَ السيسي الحدود المصرية، وفي ديسمبر 2015 استقبل الفتاة الإيزيدية “نادية مراد”، التي زعمت تعرضها إلى الاغتصاب على أيدي تنظيم الدولة.
4- زينب وحلقها
في حدث أثار الرأي العام وبات حديثًا للسوشيال ميديا أيامًا عديدة، وهو تبرع سيدة في التسعين من عمرها بقرطها الذهبي لصالح صندوق “تحيا مصر”، استقبلها السيسي بمقر الرئاسة في قصر الاتحادية.
وتبرعت الحاجة زينب، المرأة الكفيفة الفقيرة القاطنة بقرية منية سندوب التابعة للمنصورة بالدقهلية، بقرطها الذهبي لصالح صندوق “تحيا مصر” بعد أن رأت السيسي في المنام، على حد قولها، وبعد رفض البنك أخذ القرط الذهبي لعدم تعامله إلا مع النقود ذهبت وباعت الحلق وعادت لتتبرع بثمنه إلى الصندوق.
5- فتاة العربة
بعد انتشار صورها على “السوشيال ميديا” أثناء عملها -الذي تعتز به- وهي تجر عربة بها بضائع سعيًا لطلب الرزق، أصبحت “فتاة العربة” منى السيد محل حديث لكثيرين؛ بعد أن فعلت ما هو غريب على النساء وأيضًا بعض الرجال.
وبعد أن عرف السيسي قصة هذه المرأة طلب مقابلتها في قصر الاتحادية لحل جميع مشاكلها، وليس ذلك فقط؛ بل أدرج اسمها في قائمة ضيوف مؤتمر الشباب في ديسمبر المقبل كنوع من أنواع التكريم لهذه المرأة العصامية.
6- الحاجة سبيلة
مؤخرًا، التقى عبدالفتاح السيسي بالسيدة سبيلة علي أحمد عجيزة، إحدى الحاضرات في الاحتفال بيوم المرأة المصرية عن محافظة الدقهلية، والتي طلبت التبرع بكل ثروتها (المقدرة بمبلغ مائتي ألف جنيه) وكمية من المشغولات الذهبية لصالح صندوق تحيا مصر.
وقرر استقبالها في مقر رئاسة الجمهورية وعبّر لها عن تقديره لها ولموقفها الوطني ولتضحيتها من أجل مصر.
استجداء شعبية
واعتبر المهندس ممدوح حمزة، الناشط السياسي، أن السيسي يحاول استجداء شعبية بواسطة أكتاف السيدات التي نالت شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ رغم أن هناك سيدات غارمات بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها مصر من فقر وتضخم وبطالة لم يفكر حتى في تخصيص جزء من ذلك الصندوق لسداد ديونهم.
وقال حمزة في تصريح لـ”رصد” إن كل هذه المحاولات لن تكون لها فائدة كبرى ولن تغير من الأمر شيئًا؛ فإذا نظرنا إلى الأرقام المترجمة لمؤشرات الاقتصاد المصري نجدها في الهاوية، ومحاولات كسب الشعبية لن تفيد إلا بتنمية حقيقية لمصر وليست باستضافة مواطنين كسبوا شهرة.