شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هكذا تبرر إيران لشعبها وجودها المكلف في سوريا

هكذا تبرر إيران لشعبها وجودها المكلف في سوريا
نشرت صحيفة "ميدل إيست آي" مقالًا للباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط "ميسم برافيش" يحلل فيه الوجود الإيراني في سوريا وتبريراته، مركزًا فيه على أكثر خطابين تستخدمهما إيران في سعيها إلى تبرير تدخلها في الشأن السوري لشعبها؛

نشرت صحيفة “ميدل إيست آي” مقالًا للباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط “ميسم برافيش” يحلل فيه الوجود الإيراني في سوريا وتبريراته، مركزًا فيه على أكثر خطابين تستخدمهما إيران في سعيها إلى تبرير تدخلها في الشأن السوري لشعبها؛ منهما محاولة الدولة الشيعية حماية المناطق الدينية في سوريا، وكذلك حماية أمنها القومي.

وإلى نص المقال:

كانت إيران خلال الفترة الماضية طرفًا أساسيًا في الحرب الدائرة، واستطاعت مساعدة نظام الأسد ومنع سقوطه؛ ولكن مساعدتها للأسد كلفتها كثيرًا. وقارن البعض بين تدخل إيران في سوريا وحملة أميركا على فيتنام.

ولجأت إيران إلى خطابين رئيسين لتشريع تدخلها في الشأن السوري، وهو ما يعد أول تدخل منهجي لها في حرب دولة أخرى منذ الثورة الإسلامية في 1979م.

وتدور الرواية الأول حول سبب ديني، وهو حمايتهم للضريح الشيعي؛ باعتبار إيران واحدة من أكبر الدول التابعة للمذهب الشيعي، أما السبب الآخر فهو الدفاع عن الأمن القومي.

وعلى الرغم من توجهاتها البراجماتية وممارستها الواقعية؛ فإن إيران في الواقع تستند إلى نظام وأيديولوجية دينية، وتقوم الدولة على مفهوم “وصاية الفقيه”.

واستنادًا إلى تعاليم الإمام الثاني عشر، يقول هذا المفهوم إنه في غياب النبي أو الإمام لقيادة الأمة الإسلامية فإن أمور الدولة تقع على عاتق فقيه مؤهل لذلك، مثل المرشد الأعلى آية الله على خامئي. ولهذا؛ تهتم إيران كثيرًا بأهمية المناطق الدينية الشيعية في سوريا والعراق، ومنها مسجد السيدة زينب في دمشق.

ولذا؛ يمكن أن يلاقي هذا الخطاب تشجيعًا من عديدين في إيران، وإظهار الدولة على أنها المدافعة عن إيمانهم وقيمهم. ومن فقدوا أرواحهم، سواء بقتال داعش أو بمساعدة نظام الأسد، تم تصنيفهم على أنهم شهداء.

وقتل ما يقرب من 2100 من الشيعة المدافعين عن الضريح في إيران منذ بداية الحرب السورية في 2011، ويتضمن الرقم مقاتلين شيعة من جنسيات أخرى مثل أفغانستان وباكستان، وفقًا لما قاله محمد علي شهيد رئيس مؤسسة الشهداء الإيرانية.

وبسبب أن إيران تعد أول قوة شيعية في الشرق الأوسط؛ فإنها، ومنذ إنشائها، تستخدم هذا الخطاب الديني لتخاطب العالم الإسلامي؛ ومن ثم تحقيق مصالحها الحقيقية في المنطقة.

ولتبرير التدخل المكلف لها في سوريا، لجأت إيران إلى تخويف شعبها من خلال إقناعهم أنهم إذا لم يقاتلوا في سوريا سيضطرون إلى القتال بداخل إيران؛ حيث قال آية الله في لقائه مع عائلات الجنود الذين قتلوا في سوريا إنه إذا لم يتم إيقافهم في سوريا سيدخلون إلى طهران. وكرّر هذه الحجة عدد من المسؤوليين، مثل قاسم سليماني قائد قوة القدس، وعلي شمخاني وزير الدفاع السابق والسكرتير الحالي للمجلس الأعلى للأمن الإيراني.

وما يحاول المسؤولون فعله هو إقناع الشعب في إيران أن حملة دولتهم في سوريا هامة لحماية الأمن الوطني الإيراني ومنع الهجمات والممارسات الإرهابية في وطنهم.

ويعد هذا الادعاء خاطئًا؛ حيث إنه على الرغم من منطقية إبقاء الإرهابيين بعيدين عن الوطن؛ فإن ذلك ليس المشكلة لدى مسؤولي إيران، فإذا كانت نيتهم منع الإرهاب كان من الأولى وضع مزيد من الموارد في العراق، الذي يعد أقرب إلى إيران من سوريا، أو من باكستان وأفغانستان اللتين تعتبران أقرب إلى إيران من ناحية الشرق وغير مستقرتين.

وإضافة إلى ذلك، إذا كان قادة إيران قلقين من التهديد الإرهابي فيجب عليهم الامتناع عن السياسات التي تسببت في وجود الإرهاب منذ البداية؛ مثل استمرارها في دعم نور المالكي رئيس وزراء العراق السابق، الذي لعبت طائفيته دورًا كبيرًا في ظهور داعش.

ولكن، يكمن السبب الحقيقي وراء وجود إيران في سوريا هو الحفاظ على عمق تواجدها في المنطقة بشكل عام وبشكل خاص في اتجاه “إسرائيل”.

مثل هذا الهدف لن يكون معقولًا إلا بإبقاء سوريا كمحور مقاومة؛ وبالتالي الحفاظ على خطوط الإمداد وقنوات الاتصال مع حزب الله في لبنان، الذي يعد وكيلًا لطهران في الشرق الأوسط. ولكن لا يتم استخدام هذا السبب في خطابات إيران؛ لأنه سيكون أقل شعبية بالنسبة إلى الإيرانيين بسبب اهتمامهم بالوطنية والمناطق الدينية أكثر من اهتمامهم بطرق الاتصال مع حزب الله. وكان الهتاف الأساسي للشعب الإيراني في تظاهراتهم بعد انتخابات 2009 “لا غزة ولا لبنان، سأضحي بحياتي لأجل إيران”.

ولجعل وجودهم في سوريا منطقيًا، لجأ القادة في إيران إلى إعادة ما تسمى “التدابير الاستثنائية”؛ مثل التدخل العسكري المكلف في دولة أخرى، تحت مسمى الأمن القومي.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023