يواصل عبدالفتاح السيسي تصريحاته الدينية المثيرة للجدل، والتي تمس ثوابت الدين، فلم يخلو خطاب لعبدالفتاح السيسي دون أن يتطرق حديثه عن الدين، ويثير أزمة بسبب ما يتضمنه هذا الحديث من هدم للثوابت الدينية، والتي كان آخرها أمس.
فخلال كلمته في احتفالية المرأة المصرية، أمس الأربعاء، استشهد السيسي، بقصة سيدة مع النبي صلى الله عليه وسلم، قائلًا: “إن امرأة اشتكت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أبنائها من ضيق حالها”، وزعم أن “لما أشاح النبي وجهه مكررا ذلك توجهت لله سبحانه وتعالى لتشكو له رسول الله”، وقال: “مش كدة ولا إيه يا مشايخ”.
وتابع: “عشان تعرفوا إن الدين كبير أوي وسهل أوي”، وذكر الآية من سورة المجادلة “قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله”.
رد الشيخ محمد الصغير
من جهته، علَّق الدكتور محمد الصغير، المستشار السابق لوزير الأوقاف المصري، ووكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب السابق وعضو مجلس الشورى السابق، على القصة التي رواها السيسي، متهما إياه بالكذب على رب العزة، وعلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلى المرأة، “التي سماها مصرية”، على حد قوله.
واتهم “الصغير”، في تصريحات لبرنامج مع معتر المذاع على فضائية الشرق، السيسي بأنه لا يترك أي مناسبة يتحدث فيها، إلا ويهدم ثابتا من ثوابت الدين، أو يتعرض لأصل من أصول الملة، وآخرها طبعا موضوع الطلاق الشفهي، حسبما قال.
وعن القصة التي ذكرها السيسي، قال الصغير: “القصة صحيحة، وهذه السيدة، خولة، التي جاءت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، تشتكي.. لم يُشح النبي صلى الله عليه وسلم، بوجهه عنها”.
وأضاف الصغير: “هو (السيسي) يكذب على النبي، صلى الله عليه وسلم، في أكثر من فقرة”، مضيفا أنه “غير فاهم، ويهرف بما لا يعرف”.
وتابع الشيخ محمد الصغير بأن “النبي، صلى الله عليه وسلم، كما تروي أم المؤمنين، عائشة، رضي الله عنها، في الأحاديث، أن السيدة كانت تحدثه بصوت فتقول عائشة: “فكان يغيب عني بعض ما تقول”، وذلك بمنتهى الأدب، على حد وصفه.
وتساءل: “أين الدليل على أن هذه السيدة مصرية؟”، متابعا: “هي السيدة خولة مصرية؟ أكانت مصر قد فُتحت؟”، مشيرا إلى أن السيدة خولة كانت في المدينة.
وأضاف: “يقول (السيسي) إن المرأة غيرت قانونا، ولم يكن هناك قانون حتى تغيره، بل إن السؤال جاء للنبي، صلى الله عليه وسلم، لأنه يتنزل عليه الشرع، فلم يكن قد نزل حتى ذلك الوقت موضوع “يمين الظهار”.
وأردف الشيخ محمد الصغير أن “الكذبة التي يكذبها (السيسي)، وهو أشر فيها، ومنافق.. وموضوع ردته عندي من زمن ليس من هذا المقطع”، مضيفا أنه “لمَّا يكذب عليها، وعلى النبي، صلى الله عليه وسلم، ويقول إنها قالت: اللهم إني جئت أشكو إلى رسول الله، فإني أشكو رسولَ الله إليك”.
ولم يكن تصريح السيسي أمس هو الأول من نوعه فقد سبقه عشرات التصريحات الدينية المثيرة للجدل، والتي أكد علماء دين أنها تمس الثوابت الدينية، وفيما يالي أبرز هذه التصريحات.
السيسي والطلاق
ودعا عبد الفتاح السيسي إلى إصدار قانون ينظم حالات الطلاق الشفوي، بعد ارتفاع معدلات الانفصال خلال الفترة الأخيرة، قائًلا فى كلمته بالاحتفال بعيد الشرطة: “سألت رئيس الجهاز المركزي للتعبئة عن عدد حالات الزواج قاللي 900 ألف و40 % منهم بينفصلوا بعد 5 سنوات”.
وسأل الرئيس السيسي فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال حضورهما معًا الاحتفال بعيد الشرطة، قائلًا: “هل نحن يا فضيلة الإمام بحاجة إلى قانون ينظم الطلاق بدل الطلاق الشفوي، لكى يكون أمام المأذون، حتى نعطي للناس فرصة تراجع نفسها، ونحمي الأمة بدل تحولها لأطفال فى الشوارع بسلوكيات غير منضبطة”.
الأزهر يحرم دعوى السيسي
ومازح الرئيس الإمام الأكبر قائلًا: “ولا إيه يا فضيلة الإمام، تعبتني يا فضيلة الإمام”، وكان الرد سريعا من الأزهر بتحريم دعوى السيسي.
الإنجا
واعتبر عبد الفتاح السيسي، أنه على المصريين أن يتمهلوا في الإنجاب، مطالبا من ينجب ثلاثة أطفال بعدم الإنجاب مرة أخرى، لتخفيف الأعباء عن كاهل الحكومة، الأمر الذي أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أنه “حلال وحلال وحلال”، وذلك على الرغم من تباين الآراء في المجتمع المصري بهذا الشأن.
وقال السيسي، في خطابه، خلال ندوة تثقيفية بحضور عدد من الصحفيين والإعلاميين ورؤساء الأحزاب: “أقدر أطلب من اللي عنده طفل يستنى 3 سنوات أو أربعة على ما يجيب طفل تاني”، مضيفا، “أقدر أطلب من اللي عنده طفلين يستنى 6 سنوات أو 7 قبل ما يجيب الطفل الثالث”.
ثم وجه السيسي سؤاله إلى الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر وقال: “أقدر أطلب من اللي عنده 3 أطفال حتى الآن ميجبش تاني”، وسأل الرئيس فضيلة الأمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر عن ما إن كان ما يطلب حرامًا أم حلال فأجابه الإمام، قائلًا “حلال وحلال وحلال”.
رد الشيخ الشعراوي
وجاء الرد على ما قاله السيسي بخصوص الإنجابـ في مقطع مصور تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماع للإمام الراحل محمد الشعراوي، قال فيه إن الرزق الذي يكفي لمعيشة طفل واحد، يمكن أن يكفي سبعة أطفال، موجها رسالة إلى الداعين لهذا الأمر قائلا: “متسبيوا ربنا يشوف كونه”.
رد أوردغان
وجاهر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بمعارضته لتحديد النسل وتنظيم الأسرة، قائلا إنها تعارض تعاليم الإسلام
وأعلن “أردوغان”، متحدثا فى مؤسسة تعليمية فى اسطنبول اليوم الاثنين، “أقول هذا بصراحة: سنزيد ذريتنا ..سنزيد سكاننا. تنظيم الأسرة وتحديد النسل ..لا يمكن لأى أسرة مسلمة تطبيق هذه المفاهيم.”
وأضافت أن “سنسير فى طريق كل ما يقوله ربنا وكل ما يقوله نبينا الحبيب.”
السيسي يخاطب الله بحضرتك
في معرض حديثه عن الأزمة الاقتصادية في مصر، توجه عبد الفتاح السيسي بالدعاء إلى الله عز وجل، قائلاً: “يا رب ظروفنا صعبة، يا رب حضرتك تساعدنا”، وذلك في خطاب ألقاه خلال حفل تخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية (شمالي القاهرة).
فتوى تحريم حضرتك
وقد أثارت مخاطبة عبد الفتاح السيسي الله سبحانه وتعالي بلفظ “حضرتك”، هجوما حاداً عليه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعاد المغردون والنشطاء التذكير بفتوي قديمة نشرت في مركز الفتوي بموقع “الإسلام أون لاين” تنهي عن ذلك، وقد جاء نص الفتوي كما يلي:-
هل يجوز قول حضرتك على الله بمعنى أن أدعو الله بقول حضرتك ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أمر الله تعالى بدعائه بأسمائه الحسنى فقال: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. {الأعراف:180}.
قال البغوي في تفسيره: قال أهل المعاني: الإلحاد في أسماء الله: تسميته بما لم يسم به، ولم ينطق به كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجملته: أن أسماء الله تعالى على التوقيف، فإنه يسمى جواداً ولا يسمى سخياً، وإن كان في معنى الجواد، ويسمى رحيماً ولا يسمى رفيقاً، ويسمى عالماً ولا يسمى عاقلاً.
المسلمين سبب القلاقل
وصف السيسي المسملين بأنهم سبب القلاقل في العالم، مشيرا إلى أن هناك “نصوص وأفكار مقدسة دينية تعادي الدنيا كلها”.
وقال السيسي في كلمة له بمناسبة المولد النبوي الشريف، إنه “ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها”.
وأضاف أن هذا الفكر “يعني أن 1.6 مليار (مسلم) حيقتلوا الدنيا كلها التي يعيش فيها سبعة مليارات عشان يعيشوا هم”.
وقال إنه يقول هذا الكلام أمام شيوخ الأزهر و”والله لأحاججكم به يوم القيامة”، وطالبهم بإعادة قراءة هذه النصوص “بفكر مستنير”.
وذكر أن الخروج من هذا الفكر يقتضي ثورة دينية وتدقيقا والاطلاع عليه من الخارج لأنه “لا يمكن أن يكون داخلك وتحس به”.
هناك ملحدون لم يخرجو عن الإسلام
وفي تصريح مثير، قال عبد الفتاح السيسي، بمناسبة الاحتفال بليلة القدر، إن الإلحاد تزايد بين الشباب خلال الفترة الماضية، قائلا: “بلغني إن شباب كثير ألحدوا، وده يعني إنهم ماخرجوش من الإسلام، لأنهم لم يتحملوا الإساءة والظلم”.
وتابع السيسي بأنه ليس قلقا من ظاهرة الإلحاد وسط الشباب المصري، وقال “أنا مش قلقان، مش لأن أنا مش غيور على دين ربنا، لا، لأني عارف إن الأمر ده هينتهي” وفق تعبيره.