فضح المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركي، إدوارد سنودن، الجانب الخفي من أساليب عالم التجسس الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها المخابراتية، حيث كشف عن الطريقة التي تتبعها وكالة المخابرات المركزية “سي آي ايه” لاختراق أجهزة تلفاز سامسونج الشهيرة.
وأوضح أن مرحلة التجسس تبدأ بشراء المستخدم جهاز التلفاز من موقع أمازون الشهير للبيع الإلكتروني، حيث تتعقب وكالة “سي آي ايه” الأجهزة قبل وصولها لمحطتها الأخيرة، وتجري عليها تعديلات وإضافات مستخدمة تقنيات متعددة لفتح اللاصقات المغلفة لصناديق شحن تلك الأجهزة، وتقوم بوضع وصلات “usb” داخلها، ومن ثم تكمل هذه الأجهزة طريقها لمنزل المستخدم بعد أن يتم اختراقها بالكامل.
وأكد “سنودن”، خلال مقابلة مباشرة على الهواء مقابلة أجراها الثلاثاء ضمن فعاليات “SXSW” المقام حاليا في مدينة أوستن في ولاية تكساس الأميركية، أن مثل هذه الاختراقات تتم على أجهزة متجهة إلى منطقة تحتوي على منشأة نووية أو إلى موقع متصل بحزب سياسي أو غرفة أخبار، وأن هذه الطريقة في الاختراق يتم تطبيقها على العديد من الأشياء المختلفة.
وولد “سنودن” في 21 يونيو 1983، وتمكن عام 2013 من الحصول على معلومات عالية السرية تم تسريبها في وقت لاحق لوسائل الإعلام وتسببت في كشف تفاصيل مراقبة المواطنين في الولايات المتحدة وخارجها، وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن وكالة الأمن القومي الأميركي أنفقت ملايين الدولارات على مدى عامين لإصلاح الأضرار التي تسببت فيها تسريبات “سنودن”.
وكانت وثائق مسربة من قبل الموظف السابق في “وكالة الأمن القومي”، إدوارد سنودن، كشفت أن الولايات المتحدة وبريطانيا تجسستا لسنوات طويلة على أقوى حلفائهما في الشرق الأوسط إسرائيل والأردن، إلى جانب التجسس على منظمة التحرير الفلسطينية والوفود الفلسطينية بجميع أنحاء العالم خاصة التي تحركت بين عامي 2008 – 2009.
وبحسب تحقيق نشرته صحيفة “لو موند” الفرنسية بالتعاون مع موقع “ذا انترسبت” وترجمته “عربي21” ، شملت عمليات التجسس “الأميركي- البريطاني”، مواقع عسكرية إسرائيلية، ومقرات حكومية، ودبلوماسيين، وسياسيين، وموظفين بالخدمة المدنية، إلى جانب مراكز البحوث في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة، وخاصة مراكز البحوث المتخصصة في مجالات التسلح الحديثة، ومجالات البصريات، والأشعة تحت الحمراء، وأجهزة قياس الليزر، وكذلك الديوان الملكي الهاشمي بالأردن والسفارة الأردنية بواشنطن.
وقالت “لو موند” الفرنسية أن التجسس على الأردن جاء على الرغم من أن التحالف الاستخباراتي الوثيق بين الوكالة الأميركية وجهاز الاستخبارات الأردنية، مؤكدة أن واشنطن ولندن وضعتا نظاما كاملا للتجسس على جميع الاتصالات الهاتفية أو حتى على الهواتف المستخدمة على متن الطائرات، شاملا جميع الرحلات الخاصة أو الرسمية، وحتى الرحلات التجارية، زعما بأنه جزء من خطة أميركية اعتمدت عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 ، تجنبا من استخدام طائرات لشن هجمات إرهابية .
وقالت الصحيفة الفرنسية، إن التجسس الأميركي البريطاني طال أيضا قادة ونخبا سياسية واقتصادية في إفريقيا، إضافة إلى حركات تمرد فيها ومنظمات دولية، كانت مستهدفة على نطاق واسع من أجهزة المخابرات البريطانية والأميركية، حيث تم وضع 20 دولة إفريقية، على الأقل بين عامي 2008 و2011، ضمن دائرة الأقمار الصناعية للأجهزة السرية البريطانية “جي سي اتش كيو”.