نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية معلومات جديدة ومثيرة عن “رأفت الهجان” وعلاقته بالموساد الإسرائيلي. وذكرت الصحيفة أن رفعت الجمال، الذي قدمه مسلسل “رأفت الهجان” كضابط مصري اخترق المخابرات الإسرائيلية، كان في الواقع عميلًا مزدوجًا عمل بشكل أساسي لصالح إسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن “الجمال” أسهم بشكل كبير في تمكين إسرائيل من الانتصار في حرب 1967.
وفي تقرير للصحيفة، ترجمه “عربي 21″، قال معلق الشؤون الاستخبارية في الصحيفة “عوفر أدرات” إن “المخابرات المصرية أرسلت رفعت الجمال إلى إسرائيل منتصف الخمسينيات تحت هوية يهودي يحمل اسم جاك بيطون؛ إلا أنه سرعان ما تم الكشف عنه واعتقاله”.
وأوضح “أدرات”، نقلًا عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن ضابط المخابرات الإسرائيلي مردخاي شارون الذي تولى التحقيق مع “الجمال” بعد اعتقاله عرض عليه أن يتم إطلاق سراحه مقابل أن يعمل لصالح إسرائيل، فوافق.
وأشارت المصادر إلى أن “شارون” طلب من الجمال نقل معلومات مضللة عن إسرائيل ونواياها للجانب المصري.
وأكدت المصادر أن “شارون” كان يستمع للحوار الذي يتم بين الجمال ومشغّليه من المخابرات المصرية.
وطبقًا للمصادر، فإن المخابرات الإسرائيلية سعت إلى إقناع المخابرات المصرية بضرورة الاعتماد على المعلومات التي كان يرسلها الجمال؛ فقامت بإعطائه معلومات حقيقية حول موعد شنها حرب 1956، مستدركة بأن الجمال أبلغ الجانب المصري بموعد شن الحرب قبل يوم فقط من اندلاعها حتى لا يكون بوسع الجانب المصري القيام باحتياطات تؤثر على مسار الحرب.
وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل استغلت الثقة التي اكتسبها “الجمال” لدى المخابرات المصرية وزودته بمعلومات مضللة بشأن الحرب القادمة (حرب 1967)؛ حيث تم الطلب منه التأكيد للجانب المصري على أن إسرائيل لا تنوي في هذه الحرب استهداف سلاح الجو المصري، مع أنه تبين أن الحرب بدأت بقيام إسرائيل بضرب كل المطارات المصرية؛ ما مكنها من تحييد حوالي 80% من قوة سلاح الجو المصري.
وأعدت “هآرتس” هذا التقرير بمناسبة مقتل مردخاي شارون (91 عامًا) قبل أسبوعين عندما كان يقود دراجته الهوائية على شارع 531 بالقرب من مدينة “هرتسليا”، شمالي تل أبيب.
ونوهت “هآرتس” إلى أن إحدى أهم العمليات التي نفذها شارون تمثلت في تصفية العميد مصطفى حافظ، مدير الاستخبارات العسكرية المصرية في قطاع غزة عام 1956؛ حيث كانت إسرائيل تتهمه بالمسؤولية عن تنظيم خلايا فدائية وإرسالها لتنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي انطلاقًا من قطاع غزة.
وعن كيفية اغتيال”حافظ”، قال شارون في مقابلة سابقة أجرتها معه صحيفة “معاريف” إنه نجح في تجنيد عميل على علاقة مباشرة بحافظ، قام بإهدائه ترجمة كتاب هتلر “كفاحي” مغلفًا بغلاف متفجر؛ حيث انفجر الغلاف بمجرد أن حاول حافظ فتح الكتاب.
وبحسب “أدرات”، فقد اشتهر شارون -الذي كان يلقب بـ”موتكا”- بشكل خاص بتجنيد العملاء من الفلسطينيين والعرب؛ حيث إنه كان يوظف العملاء في جمع المعلومات عن العالم العربي، إضافة إلى استخدام عملاء مزدوجين في تضليل الدول العربية، ناهيك عن توظيفهم في تنفيذ عمليات تصفية شهيرة.
وعن نشأة “شارون”، قال أدارت إنه كان في روضة أطفال كان يديرها الحاخام نتان ميليكبسكي، جد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو في مدينة “هرتسليا”؛ في حين درس في المرحلتين الابتدائية والثانوية مع صديقه أرئيل شارون، الذي أصبح في ما بعد وزيرًا للدفاع ورئيس وزراء.
وعمل مردخاي شارون أمام العملاء بأسماء عربية مستعارة؛ مثل “مراد” و”أبو رياض”، وقد امتدحه أرئيل شارون كثيرًا؛ حيث قال عنه إنه “أكثر من عرف العرب”.