لم يكن مايكل بينيت أول المشاهير الذين أدركوا إحراج الاحتلال الإسرائيلي عندما رفضوا زيارته لأسباب تتعلق بالتعاطف مع الفلسطينيين والقناعة بسلبية المبادئ التي قامت عليها “إسرائيل الدولة” من قتل وتهجير واحتلال وإجرام؛ حيث كان من قبله كثيرون في الإطار ذاته على مستويات مختلفة من الشهرة والنجومية.
وقد انتشر في الآونة الأخيرة خبر رفض لاعب كرة القدم الأميركية الشهير مايكل بينيت لزيارة “إسرائيل” مع بعثة “نوايا حسنة” مكونة من 13 نجمًا من نجوم الدوري الأميركي للعبة.
وأعلن “بينيت” صراحة موقفه الداعم للفلسطينيين ورفضه “الاستخدام” من قبل “إسرائيل”، مشيرًا إلى سيره في ذلك على خطى الملاكم الأميركي الأكثر شهرة محمد علي كلاي، الذي كان “يقف بقوة دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني، ويعتبر نفسه صوت من لا صوت له”، بحسب بينيت.
مايكل بينيت مع أسرته
وإن كان موقفه برز بسبب تصريحاته القوية؛ إلا أنه لم يكن الوحيد. فمن بين اللاعبين الـ13 لم يذهب سوى خمسة، وفق ما ذكرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في 17 فبراير الجاري.
ويذكّر هذا الموقف بالعشرات من المواقف المشابهة التي اتخذها مشاهير عالميون من مختلف المجالات تسببت في إحراج تل أبيب على الساحة الدولية، وأعادت التذكير بحقيقة الكيان الإسرائيلي وجرائمه بحق الفلسطينيين، وأكدت أنه كيان غريب عن العالم ويعاني من عقد العزلة والشك في الذات. من بين هؤلاء:
1- ستيفن هوكينغ
رفض عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ، الذي يعد أحد أبرز العلماء في التاريخ، تلبية دعوة لزيارة “إسرائيل” عام 2013 للمشاركة في حفل بمناسبة الذكرى السنوية التسعين لمولد الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز.
وزار هوكينغ “إسرائيل” أربع مرات، كان آخرها عام 2006م، بدعوة من السفارة البريطانية في تل أبيب، حيث التقى طلابًا إسرائيليين وفلسطينيين؛ إلا أنه امتنع بعد ذلك عن الزيارة وأبدى ميولًا لصالح القضية الفلسطينية، حتى أعلن عام 2013م مساندته لمقاطعة “إسرائيل”، مكررًا التحذير في أكثر من مناسبة من وقوع “كارثة” جراء استمرار إسرائيل في سياساتها تجاه الفلسطينيين.
أكثر من ذلك، فقد أعلن العالم البريطاني الأسبوع الماضي إطلاق حملة كبيرة لتمويل طلاب وعلماء الفيزياء الفلسطينيين عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك؛ حيث يتابعه أكثر من 3.8 ملايين شخص من حول العالم.
2- العائلة المالكة البريطانية
بحسب تقرير لصحيفة “تيليجراف” البريطانية في ديسمبر/ كانون الأول 2015م، فإن أيًّا من أفراد العائلة الملكية البريطانية لم يزر “إسرائيل” بشكل رسمي منذ قيامها قبل 67 عامًا.
وتقدم قادة دولة الاحتلال المتعاقبون بعشرات الدعوات لزيارتها، ولم تُلبَّ واحدة منها؛ كانت آخرها دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمير تشارلز، أمير ويلز ووريث العرش الملكي البريطاني، على هامش مؤتمر المناخ الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس نهاية 2015م.
وبالرغم من أن الأمير فيليب دوق إدنبرة زار قبر والدته الأميرة أليس، الواقع في منطقة جبل الزيتون بالقدس الشرقية عام 1994؛ إلا أن وزارة الخارجية البريطانية سارعت إلى إصدار بيان أكد البُعد الشخصي للزيارة؛ الأمر الذي أثار -ولا يزال- حفيظة “إسرائيل” وأحرجها على الساحة الدولية.
ولا تتحدث لندن عن أي توضيحات لهذا الموقف؛ حيث إن أفراد العائلة الملكية يملكون صلاحية عقد الزيارات الرسمية، وزار أمراء دولًا في الشرق الأوسط عدة مرات، كان آخرها زيارة الأمير تشارلز ست دول عربية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
3- نجوم الأوسكار
أعدّت تل أبيب العام الماضي برنامجًا لرحلة مجانية فاخرة إلى “إسرائيل” لـ26 مرشحًا لنيل جوائز الأوسكار عن أفلام عام 2016م، وذلك في الفترة الممتدة بين ترشيحهم نهاية يناير/ كانون الثاني 2016 والكشف عن الفائزين وتسليمهم الجوائز الذي تم أمس الاثنين.
ومع اقتراب موعد المناسبة، تناقلت صحف عالمية خلال الأسبوع الماضي أن المدعوين الـ26 لم يلبّ أحد منهم الدعوة، رغم تقدير تكلفة الرحلة بـ55 ألف دولار عن كل شخص؛ الأمر الذي أرجعه كثيرون إلى الحملة الكبيرة التي شنها مناصرو القضية الفلسطينية في الغرب لحث النجوم على عدم التلبية.
ويبرز من بين المدعوين كلٌّ من النجم كيسي أفليك والنجمة إيما ستون، الفائزان مؤخرًا بأوسكار عن أفضل ممثل وممثلة عام 2016م، بالإضافة إلى ليوناردو دي كابريو ومات دامون والنجمة الصاعدة جينيفر لورانس، وجميعهم من نجوم هوليود الحائزين على أوسكار سابقًا.