محمد أبو تريكة ذلك الاسم الذي سكن قلوب كل من يقدر الأخلاق والإنسانية سواء بمصر أو بالعالم العربي أو حتى بالمجتمع الغربي ، فهو رجل المواقف والمبادئ التي جعلت كلمة “الخلوق” تسبق اسمه دائما في سابقة غريبة علي الساحة الكروية بمصر والعالم.
لا شك أن الكثيرين قد تعلقت أفكارهم وعصبيتهم بالساحرة المستديرة ولكن هناك آخرين أكثر ليست لهم ذات الاهتمامات الكروية ولا الرياضية بشكل عام ، وقد استطاع الرجل ببساطته وعفويته وانسانيته الجمة الجمع بين هؤلاء وهؤلاء في سابقة أخرى غريبة ندر أن يوجد لها مثيلا !!
محمد أبو تريكة الذي لم يختلف عليه أحد إلا قلة حقيرة مستأجرة ، فقدت إنسانيتها وباعت ضميرها للمال والسلطان ، وقد فشلوا فشلا تاما في الترويج لتشويه هذا اللاعب صاحب المبادئ والقيم التي رباه عليها أب وأم لا نستطيع إلا أن ننحني لهما تكريما وإجلالا كلما رأينا موقفا من مواقف الخلوق محمد أبو تريكة ، الرجل الذي ضرب لنا مثلا في أن المال لا يصنع العظماء ، بل أن معظم العظماء قد خرجوا من بيئة فقيرة ، وأن الفقر هو فقر الأخلاق والمبادئ وليس فقر المال والسلطة .
محمد أبو تريكة الذي لم يتحدث حتى الآن بكلمة واحدة ضد نظام أراد قتله معنويا مرارا وتكرارا حتي لا يتخذ ذلك البعض ذريعة ويتهم بأنه يريد تشويه وطعن بلده ، هذا لمن يعتقد أن مفهوم الدولة والوطن هو النظام الحاكم !!
أبو تريكة النموذج الذي صارت هناك عائلات وأسر تتمنى لأبنائها أن يكونوا مثله في خلقه ونجاحه وإنسانيته الراقية وصفوه بالإرهاب!!!! فجعلوا الملايين تتمني أن تصير هي الأخري إرهابية ، لو كان مفهوم الإرهاب يتجسد في أخلاق الكابتن محمد محمد محمد أبو تريكة ! فيحاسبونه علي خلقه ربما لأنهم في الأصل لا يعلمون أدنى معنى لكلمة خلق !
اليوم لا أتكلم عن الكابتن محمد أبو تريكة لاعب الكرة وإنما أتحدث عن المواطن والإنسان محمد أبو تريكة ، الرجل الذي نستطيع إن أردنا وصفه بجملة واحدة أن نقول أنه” يتحلى بأخلاق الفرسان في زمن الجبناء “
منذ قليل توفي الحج محمد محمد أبو تريكة والد الكابتن محمد أبو تريكة في الوقت الذي فيه ابنه الخلوق محمد أبو تريكة خارج البلاد مدرجا علي قوائم الإرهاب !! ، فما كان منه إلا أن قرر العودة لمصرلتشييع جنازة والده لأنه يرى أن أبسط حقوق والده عليه هو حمل جثمانه ومواراته الثري ولو كلفه ذلك الاعتقال بمعتقلات الطاغية المنقلب عبد الفتاح السيسي .
ونقول للكابتن محمد ، إنا لله وإنا إليه راجعون نسأل الله أن يتغمده برحمته ويسكنه الفردوس الأعلى ونحسبه ممن قال فيهم صلي الله عليه وسلم “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له “
فهنيئا لك يا حج محمد بالعمل الصالح الذي انجبته وربيته والذي صار رمزا للأخلاق يطوف الدول سفيرا لأخلاق الشاب المسلم الحق. فنحن لا نعلم عنك الكثير ولكن يكفينا أن نعلم أنك من ربي هذا الفتى الصالح .
اليوم قلوب الملايين تحزن عليك بحزن ابنك عليك ،عيون لا تعرفك ولكنها بكت عليك ، فإن كانت رسالتك في هذه الدنيا هي تربية وإخراج هذا الخلوق محمد أبو تريكة ، فوالله قد أتممت رسالتك علي أكمل وجه وبقلب صادق أدعو الله أن يجازيك عنا وعن الإسلام خير الجزاء .