وصف الخبير الأمني العميد محمود قطري ما يحدث بسيناء بالفشل الأمني الكبير والفوضي الأمنية بسبب الأخطاء المتكررة في التعامل مع الملف السيناوي سواء من حيث تدخل الجيش والتعامل المباشر مع هذه الأزمة أو سوء الخطط من جانب الشرطة فضلا عن سوء المعاملة مع أهل سيناء مما يؤدي إلى عدم التعاون من جانبهم مع الأمن لإحساسهم أنهم ليسوا أبناء الوطن مطالبا بإدخال خطط أمنية جديدة على رأسها الأمن الوقائي والتعامل الشرطي وتراجع الجيش خطوة للخلف واسناد الملف للداخلية بخطط ورؤي جديدة.
وأضاف “قطري” في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “ما يجري مؤخرا من استهداف للأقباط في سيناء وتهجيرهم يعكس رسالة سلبية بشكل كبير وغير متوقعة حيث لم يكن في الحسبان أن تصل الأمور لهذا الحد وهذا معناه أن الأمور في سيناء صارت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية وأن الأمن المصري لم يعد قادرا على التعامل مع هذه الجماعات ويكرر نفس الأخطاء ويتعامل بتكتيكات تقليدية وفاشلة تؤدي إلى نفس الفشل كل مرة”.
وحول الوضع بشكل عام في سيناء، أكد الخبير الأمني على أن الوضع معقد وهناك ثلاثة أسباب وراء هذا التعقيد بدأت بالمعاملة السيئة مع أهل سيناء منذ وقت مبكر عقب تسلم مصر لها وكانت هناك شكوك طول الوقت من جانب الأمن تجاه أبنائها مما أدى إلى نتائج سلبية فضلا عن انتشار المخدرات في فترة من الفترات بسبب غياب التنمية والوعي ثم جاء الفكر المتطرف والإرهابي مؤخرا ليزيد الأمور تعقيدا يقابله سوء تعامل مع أهل سيناء وفشل أمني وتخوين واستهداف لأهالي سيناء وقتل العديد من المدنيين بسبب تعامل الجيش وكمية النيران الكبيرة التي تطال المدنيين”,
من جانبه انتقد الإعلامي تامر أبو عرب، غياب هيبة الدولة في سيناء، على خلفية استهداف الجماعات المسلحة للأقباط بمدينة العريش، وهروب بعض الأسر القبطية من سيناء إلى الإسماعيلية.
وقال “أبو عرب” في منشور له على “فيس بوك”: “الأخبار بتقول إن فيه ٧ أقباط لحد دلوقتي اتقتلوا على الهوية في العريش، وأقباط المدينة بدأوا ينزحوا منها فعلا، التطور في حد ذاته خطير ومرعب، لكن الأخطر والأكثر رعبا انهم متخطفوش من على طرق سريعة ولا من جوة الجبال وبعدين اتقتلوا مثلا، لكنهم اتاخدوا من قلب بيوتهم اللي في قلب مدينة العريش واتقتلوا واترموا في شوارع المدينة وواحدة من الضحايا رموها ورا قسم الشرطة”.
وأضاف: “طبعا الموضوع المرة دي لافت لأنه موجه ضد الأقباط وإيذان ببدء مرحلة قتل على الهوية، لكن الفترة الأخيرة بقى فيه تطورات خطيرة من النوع ده، زي وقوف عناصر داعش في شوارع العريش يوزعوا منشورات تحذر الأهالي من التعاون مع الشرطة والجيش، زي خطف اتنين بتهمة التعاون مع الدولة ودبحهم في ميدان جوة العريش قدام الناس اللي واقفة في البلكونات، وزي خطف شيخ عمره ١٠٠ سنة من بيته اللي برضه في قلب المدينة وإعدامه بدم بارد، وأخيرا الهجوم الضخم على كمين المطافي اللي في قلب الكتلة السكنية والتصوير جواه”.
وتابع: “عارف ده معناه إيه؟ معناه إن مفيش دولة في العريش وبالتالي ممكن نستنتج الوضع إيه في شمال سينا، مفيش مظاهر سيادة وسيطرة كاملة على الوضع هناك ولا فيه مصارحة للناس بإيه اللي حاصل وإيه”.
وتساءل: “فين هيبة الدولة (اللي كتير من الجرائم ارتكبت باسمها) من خطف مواطنين وإعدامهم من قلب مناطق تحت سيطرتها بالسهولة دي؟ فين هيبتها وهي مش قادرة تحمي اللي بيتعاونوا معاها من الأهالي؟ وإزاي ممكن تكسب معركتها في سينا لو تم تحييد الأهالي وكفوا عن مساعدتها إيثارا للسلامة”.
وأوضح: “نقطة كمان مهمة وهي ان وجود الدواعش وشغلهم بالأريحية دي داخل المدينة معناه إنهم حاسين بالأمان، وانتقالهم لمعركة فرعية زي تصفية الأقباط معناه إنهم قاعدين ومرتاحين وخلصوا معاركهم الأهم مع الجيش والشرطة والمتعاونين معاهم”.
واختتم: “مسألة سيناء تحديدا خارج إطار أي خلاف سياسي، مش عاوزين نثبت من وراها ان النظام فاشل ولو عاوزين نعمل كدة عندنا ١٠٠٠ مجال تاني ممكن نتخانق فيه ونثبت فشل النظام، علشان كدة احنا مش عاوزين أكتر من إننا نطمن على تلت أرضنا وولادنا اللي عليها”.
كما عبر نشطاء وسياسيين، عن رفضهم تهجير المسيحيين ومطالبين أجهزة الدولة بحمايتهم بدلًا من تهجيرهم، مشيرين إلى أن الحوادث دليل على عدم السيطرة الأمنية كما يدعي النظام.
وقالت ليليان داود، في تغريدة لها على صفحتها الرسمية بموقع التغريدات القصيرة “تويتر”: “كيف وصلت مصر لهذا الحال ومن هو المسؤول؟، كيف يٌذبح ويٌهجر مواطنون في سيناء، في ظل حكم قائم ومؤسسات ذات سيادة تدعي انها تسيطر على الوضع؟”.
وعبر رجل الأعمال حسن هيكل عن استياءه من الأوضاع في سيناء، في تغريدة عبر صفحته الشخصية بموقع التغريدات القصيرة “تويتر”: “قتل فى سيناء، قبطي يساوي عسكري، يساوي سائح، يساوي إنسان، عندنا إرهاب فى سيناء لازم يتمحي”.
وأكد: “الدولة هي المسؤولة عن قتل أي مواطن، ومعاقبة القاتل، ولا بابا ولا شيخ أزهر”.
وقال خالد داوود، في تغريدة عبر صفحته الشخصية بموقع التغريدات القصيرة “تويتر”: “الجرائم التي تعرض المصريون المسيحيون في العريش أكبر دليل على فشل السياسة الأمنية المطبقة في سيناء منذ 2013، نريد الحساب وليس العزاء”.
ورأى الإعلامي مصطفى بكري أن “عمليات الإرهاب التي تقوم بها التنظيمات التكفيرية ضد أشقائنا الأقباط في شمال سيناء، هدفها تهجيرهم وإحراج الدولة المصرية، وإظهار عدم قدرتها علي حمايتهم، وبهدف إثارة القلاقل في البلاد”.
وأضاف في تغريدة له: “وبالرغم أن الاستهداف الإرهابي لم يستثني أحدًا، إلا أن مايجري يستوجب فرض إجراءات أمنية مشددة لحماية بيوت أشقائنا الأقباط في هذه المنطقة، ومواجهة القتلة ودحرهم، وتجفيف منابعهم، وإتخاذ كل الإجراءات الاستثنائية التي يتضمنها قانون الطواريء المطبق في هذه المناطق”.
وأشارت ماجدة غنيم الخبير الدولي في التنمية واستشاري التنمية الدولية، في تغريدة عبر حسابها على موقع التدوين المصغر “تويتر”: “ما نراه في سيناء لا يجعلنا بحاجة إلى أي “خبير إستراتيجي” لندرك أنه قد آن الأوان لمراجعة شاملة لمواجهة الدولة للإرهاب منهجيًا وتكتيكيًا وتقنيًا”.