منذ اتفاقية “كامب ديفيد” وإجراءات التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي ومصر تُقام على استحياء، وحينما تُكْشَف تُصبح مجالًا كبيرًا للنقاش على صفحات الصحف. ومنذ 30 يونيو 2013 انتهى هذا الاستحياء؛ لتشهد علاقة البلدين علانية كبرى، تُرجمت بزيارات وتقديم واجب عزاء وتصريحات ودٍّ متبادلة على المستويين الرسمي والإعلامي؛ أحدثها لقاء السيسي بالمنظمات اليهودية بعد أيام من إعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن عقد اجتماع مع عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله في العقبة بالأردن.
لقاء المنظمات الصهيونية
أحْدَثُ علامات الانسجام كانت الأحد الماضي؛ حيث استقبل السيسي وفدًا من كبرى المنظمات الأميركية اليهودية لتأكيد العلاقات الاستراتيجية وتعميقها مع الولايات المتحدة.
وشهد اللقاء الارتقاء بالتعاون مع الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة تتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها خطر الإرهاب، في ضوء الزيارة المرتقبة للسيسي إلى واشنطن.
وشهد اللقاء بحث مُجمل التطورات والتحديات التي تواجه الشرق الأوسط؛ لا سيما الأوضاع في سوريا وليبيا، وأهمية مواصلة قيام الولايات المتحدة بدورها تجاه المنطقة بهدف التوصل إلى حلول للأزمات القائمة.
دعم “الجرف الصامد”
ومع العدوان الإسرائيلي على غزة في يوم 8 يوليو 2014، الذي أطلق عليه جيش الاحتلال عملية “الجرف الصامد” وردت كتائب عز الدين القسام بمعركة “العصف المأكول”، فضلًا عن عملية “البنيان المرصوص” لحركة الجهاد الإسلامي، كان موقف مصر “السيسي” واضحًا بانحيازه التام إلى المحتل الإسرائيلي؛ بعدما أغلقتْ الحدود ورفضت استقبال المصابين، ووافقت على دخول البعض بعد ضغط دولي وعربي؛ بل واتهم الإعلام المصري حركة حماس باستفزاز إسرائيل، متناسين أن إسرائيل هي المحتل.
لن نسمح بتهديد الجيران
في 20 نوفمبر 2014 صرح عبدالفتاح السيسي بأنه لن يسمح بأن يتم تهديد أمن إسرائيل من خلال سيناء، أو أن تكون قاعدة لتهديد الجيران من خلال إجراءات أمنية مشددة. وقال السيسي في مقابلة مع قناة “فرانس 24” الفرنسية، خلال حديثه عن سيناء: “نأخذ إجراءات أمنية لتأكيد سيادتنا عليها، ولنؤكد أننا لن نسمح بأن تتخذ سيناء قاعدةً لتهديد جيراننا أو منطقة خلفية لهجمات ضد إسرائيل”.
إعادة السفير
بعد سحب نظام الإخوان السفير المصري وطرد نظيره الإسرائيلي بالقاهرة، أعادت مصر في 21 يونيو 2015 منصب السفير هناك وعينت أول سفير لها لدى إسرائيل منذ عام 2012؛ في إشارة إلى تحسن العلاقات بين البلدين. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط حينها: “أصدر عبدالفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا بالحركة الدبلوماسية لسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية بالخارج، وشملت الحركة ترشيح السفير حازم خيرت سفيرًا لمصر في تل أبيب”.
أول زيارة رسمية
في 29 يونيو أعلنت الحكومة المصرية أول زيارة رسمية لمسؤول إسرائيلي؛ إذ عقد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية “دوري جولد” لقاءات في وزارة الخارجية المصرية تضمنت اجتماعه بمساعد وزير الخارجية لشؤون دول الجوار، وأكدت مصادر مطلعة أن هذه الزيارة الرسمية سبقتها قبل شهر زيارة غير رسمية لم يعلن عنها عقد خلالها لقاءات رفيعة المستوى بوزارة الخارجية المصرية.
وفد إسرائيلي
وفي أغسطس 2015 زار وفد سياسي إسرائيلي مصر والتقى عددًا من المسؤولين، وضم الوفد -وفق صحف إسرائيلية- خمسة مسؤولين برئاسة مدير مكتب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إسحاق مولغو.
أكثر دفئًا لنا
وفي 17 أغسطس 2015 نشر جيسون آيزاكسون، عضو اللجنة الأميركية اليهودية، مقالًا بعنوان “أصبح المصريون وقياداتهم أكثر دفئًا تجاه اليهود والاحتلال”، نشرته وكالة التلجراف اليهودية “JTA” وتداولته صحف ومواقع صهيونية، على رأسها جريدة “الجورزاليم بوست”.
واستشهد المقال والصحف التي نشرته بالزيارة التي قام بها إلى القاهرة وفد اللجنة الأميركية اليهودية؛ فتحدث عن الحفاوة التي استقبلهم بها عبدالفتاح السيسي، وكذلك التهديدات الإقليمية ومحادثات السلام المتعثرة بين الصهاينة والفلسطينيين، والحفاظ على التراث اليهودي المصري.
التنسيق الكامل
وفي 27 سبتمبر 2015 أكد السيسي، وفق ما جاء في بيان للرئاسة، أن الإجراءات التي تتخذها مصر من أجل تأمين حدودها الشرقية تتم بتنسيق كامل مع الاحتلال والسلطة الفلسطينية في رام الله، على حد سواء، وكلاهما موافق عليها دون تحفظات، حسب قوله.
وأضاف: “هذه الإجراءات تهدف إلى حماية الحدود المصرية والمحافظة على الأمن القومي المصري والفلسطيني والإسرائيلي ضد الإرهابيين والساعين لإحداث هزة في علاقات الدول الثلاث الجيران”، بحسب وصفه”.
التصويت لصالح الاحتلال بمجلس الأمن
في يوم 30 أكتوبر 2015 جرى تصويت في اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة، التي انتهت بفوز الاحتلال بعضوية لجنة الأمم المتحدة للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي ومقرها فيينا، بعدما صوتت دول من بينها مصر.
المشاركة في جنازة بيريز
في إجراء وصف بالفضحية، شارك السفير سامح شكري وزير الخارجية في مراسم تشييع جثمان الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز ودفنه، الذي توفي في سبتمبر العام الماضي عن 93 عامًا، بمشاركة نحو 90 وفدًا من 70 دولة؛ يتقدمهم الرئيس الأميركى باراك أوباما وعشرات من قادة دول العالم.
سحب مشروع الاستيطان
وفي 23 من ديسمبر الماضي سحب مندوب مصر مشروع قرار قدمته إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك لعرقلة طرحه من دول أخرى؛ بينما تبنت السنغال وفنزويلا وماليزيا ونيوزيلندا مشروع وقف الاستيطان وطلبت التصويت في ذات اليوم.
المساعدة في البحث عن حطام الطائرة الروسية
وساعدت سلطات الاحتلال مصر في البحث عن حطام الطائرة الروسية التي سقطت في محافظة سيناء، وجاء ذلك على لسان المتحدث بلسان جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “توتير”.
اللقاء المشبوه
ومؤحرًا، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه عقد قمة سرية العام الماضي مع عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني عبدالله الثاني في العقبة.
وأفصح نتياهو أمام وزراء حكومته في الجلسة الأسبوعية أنه هو من بادر إلى عقد القمة المذكورة.