رغم حديث عبدالفتاح السيسي وقادة الجيش عن السيادة المصرية؛ إلا أن النظام الحالي يعتبر أكثر الأنظمة التي شهدت “السيادة المصرية” انتهاكات في عهدها.
وتنوعت بين انتهاك سيادة الأرض وانتهاك سيادة الحدود؛ حيث عاد الخبراء الروس من جديد للرقابة على المطارات، وقصف الجيش الإسرائيلي لسيناء، وانتهاك سيادة الأرض من خلال التنازل عنها للغير؛ كما حدث في تيران وصنافير وسيناء.
1- انتهاك السيادة في المطارات
ذكرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية أن استئناف حركة الطيران بين روسيا ومصر، المتوقفة منذ أكثر من 15 شهرًا، مرهون بمنح الخبراء الروس صلاحيات واسعة في مطارات القاهرة والغردقة وشرم الشيخ؛ بما فيها السماح بمشاركتهم في تفتيش الركاب والأمتعة وحراسة الطائرات… إلخ.
وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر الاثنين أنه قد يتم منح هذه الصلاحيات لشركة روسية تكلفها وكالة الطيران المدني الروسية، بينما قد يستغرق تطبيق مثل هذا النظام نحو نصف عام فأكثر.
ونقلت “كوميرسانت” عن مصدر في الوكالة قوله إنه لن يتم استئناف حركة الطيران بين البلدين إلا بعد إبرام اتفاقات مع شركة يحددها الجانب الروسي.
ووصف الخبير الأمني مكسيم شينغاركين قرار إيفاد خبراءٍ روسٍ إلى مصر بأنه “الخيار الأفضل” وسيتيح مراقبة تنظيم أمان التحليقات بشيء من الدقة دون المساس بالقواعد الدولية، مرجحًا أن يبدأ عمل المنظومة بعد نحو نصف عام.
وفرضت روسيا حظرًا على جميع الرحلات الجوية إلى مصر بعد حادثة تحطم طائرة “إيرباص” التابعة لشركة “كوغاليم آفيا” في سيناء في نهاية أكتوبر 2015.
وتعتبر هذه الحادثة، التي أسفرت عن مقتل 224 شخصًا، الأسوأ في تاريخ الطيران الروسي والسوفييتي. وفي نوفمبر 2015 أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عن اكتشاف آثار لمادة متفجرة في حطام الطائرة المنكوبة.
وأعلن وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، في تصريحات سابقة، عن إجراء وزارته مراجعة أمنية لجميع المطارات المصرية؛ بما في ذلك مطار القاهرة الدولي، فيما يتعلق بموضوع أمن الطيران.
وفي الجانب الآخر، اعتبر رئيس المجلس التأسيسي لنقابة السياحيين المصريين “باسم حلقة” أن الإعلان عن احتمالات عودة الخبراء الروس إلى زيارة المطارات المصرية مرة أخرى أمرٌ طبيعيٌّ لضمان تأمين الركاب وسلامتهم، ويعد مؤشرًا قويًا على اقتراب عودة السياحة الروسية إلى مصر، حسبما ذكرت وكالة “سبوتنيك الروسية” في 29 يناير الماضي.
2- انتهاك سيادة الحدود وقصف سيناء
وواصلت حكومة الكيان الصهيوني تسريبها للمعلومات التي من شأنها إحراج نظام عبدالفتاح السيسي في مصر؛ خاصة أن ما كشفه المسؤولون الإسرائيليون خلال الفترة الماضية أثار غضبًا واسعًا في الأوساط السياسية، ولكن يبدو أنهم يريدون مواصلة ذلك.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير الدفاع أفيجدرو ليبرمان قوله: “القوات الخاصة التابعة للختنشتاين هي التي نفذت الهجوم على داعش في سيناء، ونحن لا نترك أمرًا دون رد”؛ في تلميح ضمني إلى وقوف قواته خلف الهجوم في سيناء المصرية بعد إعلان تنظيم داعش في سيناء أمس الأول عن استهداف طائرة إسرائيلية من دون طيار لخمسة من مقاتليه كانوا يعتزمون إطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل.
وقال “ليبرمان”: “تنظيم داعش في سيناء لا يعتبر تهديدًا جديًّا للأمن الإسرائيلي، إنه يضايق ويشوش فقط”.
يأتي ذلك بعد يومين من كشف صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن لقاء جمع عبد الفتاح السيسي مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري في العقبة في مارس 2016 واعترفت الرئاسة بهذه اللقاءات.
3- انتهاك سيادة الأرض
سيناء
لم تكن هذه آخر التسريبات التي فاجأت بها إسرائيل النظام المصري، فقد كتب الوزير من دون حقيبة في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “داوود قرا” يوم 15 فبراير على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “سيتبنى ترامب ونتنياهو خطة السيسي بإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء بدلًا من الضفة الغربية”.
وأثارت التدوينة ردود أفعال واسعة رسمية وغير رسمية؛ حيث سارعت كلتا الحكومتين المصرية والإسرائيلية إلى إنكار القضية، فيما توالت ردود أفعال من قبل الحكومة الفلسطينية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تيران وصافير
وواصل النظام المصري مساعيه للتخلي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وفقًا لاتفاقية ترسيم الحدود التي وقعها السيي العام الماضي مع المملكة.
ورغم المعارضة القوية من قبل الشعب المصري للاتفاقية، وأحكام القضاء التي صدرت ضد التخلي عن الجزر؛ إلا أن النظام يواصل طريقه للتخلي عنها.