تعتبر مصر واحدة من أكثر دول العالم التي يتفشى بها فيروس الكبد الوبائي نوع «C», وأقل الدول في مجال بذل الجهود اللازمة لمواجهة هذا الوباء الخطير, الأمر الذي ساهم في تفشي المرض أكثر وأكثر.
وفي الوقت الذي يعاني فيه المواطن المصري المطحون من تراجع مستوى الدخل بشكل عام، نجد على الجانب الآخر ارتفاع مبالغ فيه فيما يتعلق بأسعار حقن «الإنترفيرون» طويل المفعول؛ حيث يقدر سعر الحقنة بنحو 1200 جنيه.
ومن ناحية أخرى، ينتشر المرض بكثافة وخاصة داخل المناطق البعيدة عن الحضر في ظل عدم وجود مراكز حكومية متخصصة للفيروس, اللهم إلا معاهد الكبد في القاهرة والمنوفية، ووجود معاناة كبيرة للمرضى خاصة في الحصول على العلاج على نفقة الدولة؛ لأن معظم المرضى فقراء لا يمتلكون سعر حقن الإنترفيرون طويل المفعول.
فيرس C»» قاتل يصعب علاجه
في البداية، أكد محمد السيد – أحد مصابي المرض- أن فيروس C قاتل بمعنى الكلمة, كما أن خطورته مستويات.
وأشار السيد إلى أنه منذ سنوات قليلة كان يأخذ الإنترفيرون قصير المفعول, ولكن للأسف لم يكن له أي نتائج بالإضافة إلى الآثار الجانبية الكثيرة, والتي منها سقوط الشعر وآلام في مختلف أنحاء الجسم, وعدم وجود أي تأثير على المريض.
بينما الآن أصبح السيد يأخذ الإنترفيرون طويل المفعول, ويعالج على نفقة الدولة, ويصل سعر الحقنة في التأمين الصحي حوالي مائتين وعشر جنيهات، وتكون مجانية في حالة العلاج على نفقة الدولة, وقال: إنه بالفعل يشعر بمعاناة مع المرض خاصة أن العلاج عبارة عن تنشيط لوظائف الكبد.
اكتشاف المرض بالصدفة
ومن جانبه، قال سيد محمود – أحد المصابين بالمرض -: "إنه عرف بالمرض بالصدفة من خلال إجراء الفحوصات الطبية اللازمة قبل السفر لأحد الدول العربية، ومنذ هذا اليوم بدأت معاناته مع المرض، وللأسف ضاع حلم السفر، والمشكلة تتمثل في رحلة العلاج والمعاناة؛ حيث يجب أن يقوم بإجراءات عديدة ومعقدة للحصول على العلاج على نفقة الدولة, وهي نفس المعاناة التي يمر بها الكثير من المواطنين, وللأسف حتى الإنترفيرون لا يقضي على فيروس C بل هو مجرد منشط فقط لوظائف الكبد, ونتحمل الكثير من الآثار الجانبية من إرهاق للجسم, والتعب الشديد بعد الحصول على الإنترفيرون.
الإنترفيرون يسبب آلاما قوية
أما صالح فهمي -أحد المصابين بالمرض – فيرى أنه لا يستطيع العلاج على نفقة, وإنما يعالج على نفقته الخاصة بسبب تعقد الإجراءات الخاصة بالحصول على علاج على نفقة الدولة.
وبعد الحقنة مباشرة تكون نتيجته قوية مما يسبب الآلام الشديدة, مؤكدا على أن الأجسام البدينة لا تستجيب للإنترفيرون.