كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن قيام السلطات البرتغالية باحتجاز عميلة سابقة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تمهيداً لترحيلها إلى إيطاليا لتورطها في خطف إمام مصري ضمن برنامج التسليم الاستثنائي الأميركي إبان فترة الرئيس الأميركي جورج بوش.
وقالت الصحيفة إن السلطات البرتغالية احتجزت إحدى العميلات السريات لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تحاول إيطاليا القبض عليها، حيث تواجه أحكاماً بالسجن لدورها في اختطاف رجل دين مصري في 2003 ضمن برنامج التسليم الاستثنائي.
ويقول أحد محاميها أنه تم احتجاز الضابط السابق “سابرينا دي سوسا” البالغة من العمر 60 عاما يوم الإثنين الماضي، في انتظار الترحيل العاجل إلى إيطاليا، حيث كانت “دي سوسا” من بين 26 أميركيا متهمين باختطاف رجل الدين المصري أسامة مصطفى حسن نصر من ميلان عام 2009، وذلك ضمن إحدى عمليات برنامج التسليم الاستثنائي التي أمر بها الرئيس الأميركي جورج بوش، بعد الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر 2001، وتم اختطاف المطلوبين واقتيادهم للاستجواب في دول أخرى، فيما أوقف الرئيس باراك أوباما هذا البرنامج.
ويقول “نصر” إنه اقتيد إلى قاعدة عسكرية قبل نقله إلى مصر، حيث تعرض للتعذيب، وفي عام 2010 حكمت عليه محكمة إيطالية غيابياً بالسجن ست سنوات لأنشطة تتعلق بالإرهاب.
وتخفت “دي سوسا” الهندية الأصل والتي تحمل الجنسية البرتغالية والأميركية وقت اختطاف “نصر” كأحد العاملين في السفارة الأميركية في إيطاليا، واستقالت مع العمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عام 2009، فيما حكمت محكمة إيطالية عليها بالسجن الغيابي لمدة أربعة سنوات.
وبالرغم من احتمال اعتقالها عادت “دي سوسا” إلى البرتغال عام 2015، وخلال شهر أكتوبر الماضي صدرت بحقها مذكرة اعتقال أوروبية وتمت مصادرة جواز السفر الخاص بها، وألقي القبض عليها يوم الإثنين الماضي وهي في طريقها إلى الهند لزيارة أحد أقاربها.
ويقول محاميها “داريو بولونييزي” إنها أبلغته أن السلطات البرتغالية ألقت القبض عليها في مدينة “لسبون”، وأنها في انتظار الترحيل إلى إيطاليا ،ويطالب “بولونييزي” الذي التقى وزير العدل الإيطالي في حصولها على عفو، مثلما حدث مع بعض الضباط المتورطين في برنامج التسليم الاستثنائي، كما طالب أيضاً بقضاء فترة العقوبة في الخدمة العامة وليس السجن.
ويختم التقرير بالإشارة إلى أن قضية “دي سوسا” واحدة من بين العديد من القضايا المتعلقة ببرنامج التسليم الاستثنائي التي وصلت إلى أروقة المحاكم ،فيما حكمت المحكمة العليا البريطانية الشهر الماضي بأحقية عبدالحكيم بلحاج المعارض الليبي -الذي قيل أنه عذب من قبل عملاء المخابرات البريطانية والأميركية -في مقاضات حكومتي البلدين ووزير الخارجية الأميركي الأسبق بسبب ما تعرض له من تعذيب .