نشر تنظيم “داعش” مساء يوم الأحد تسجيلًا مصورًا قال إنَّه “الرسالة الأخيرة” للانتحاري المسؤول عن تفجير الكنيسة البطرسية بحي العباسية بمحافظة القاهرة، الذي وقع في ديسمبر الماضي وأودى بالعشرات من الضحايا.
وجاء الإصدار على شكل فيديو مدته 20 دقيقة، تحت عنوان “قاتلوا المشركين كافة”، وهو مخصص للهجوم على أقباط مصر؛ حيث يقلل من أعدادهم، ويزعم أن لهم علاقات بما أسماها “الدول الصليبية” ودوائر النظام المصري.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن المسيحيين يشكلون نحو عشرة بالمئة من إجمالي سكان مصر، الذين يتجاوز عددهم 94 مليون نسمة.
وأظهر الفيديو رجلًا ملثمًا، قيل إنه “أبو عبدالله المصري”، وهو يشجع المسلحين في أنحاء العالم لتحرير الإسلاميين المعتقلين في مصر، وهو منفذ تفجير البطرسية وفقًا للتنظيم، ويخاطب من يسميهم “إخوانه المجاهدين في كل مكان وخاصة سيناء”.
وقال المصري: “أخيرًا، لإخواني الأسرى، أبشروا أيها الموحدون، لا تهنوا ولا تحزنوا، والله قريبًا قريبًا سنحرر القاهرة ونأتي لفكاك أسراكم ونأتي بالمفخخات، والله سنأتي بالمفخخات، أبشروا عباد الله”.
وينتهي الفيديو بلقطات لتفجير البطرسية وصراخ المصابين، مع صوت يهدد الأقباط بأن عمليات أخرى سوف تأتي، مؤكدًا أن المسيحيين هم “هدفهم الأول والمفضل”.
وذكرت وكالة “رويترز” للأنباء: “عندما أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم الكنيسة حمل بيان إعلان المسؤولية اسم الدولة الإسلامية في مصر وليس ولاية سيناء؛ ما يوضِّح أنَّ التنظيم مدّ عملياته إلى أنحاء أخرى من البلاد”.
وأسفر الهجوم الانتحاري الذي وقع في ديسمبر الماضي عن مقتل ما لا يقل عن 28 شخصًا، واستهدف المصلين أثناء قداس في الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية في حي العباسية بالقاهرة.
وقالت الحكومة المصرية إن المهاجم من أنصار جماعة الإخوان المسلمين. ونفى مسؤولون بجماعة الإخوان أي صلة لهم بالهجوم ونددوا به.
وأعلنت السلطات أن منفذ التفجير هو “محمود شفيق مصطفى”، 22 عامًا، ويعرف باسم حركي “أبي دجانة الكناني”؛ لكن تبنى التنظيم الهجوم بعد وقوعه بأيام، وقال إن المنفذ هو “عبدالله المصري”.