تثير الصفقة النووية التي عقدها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع إيران كثير من الجدل، خاصة بعد أن صرح الرئيس الحالي دونالد ترامب أنه سيسعى لإلغائها، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وكان ترامب قد أكد عدة مرات أخرها الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أولويته الأولى ستكون تفكيك هذا الاتفاق، واصفا إياه بأنه اتفاق ” كارثي” و” غبي” و”وصمة عار”.
يذكر أن أوباما كان قد عقد صفقة مع إيران لقبول بعض الشروط على برنامجها النووي مقابل رفع بعض العقوبات الأمريكية عنها، وذلك في عام 2015.
وتقول الصحيفة الأمريكية في تقريرها إن ترامب بهجومه الشديد على الصفقة النووية، أتى بنتائج عكسية تماما، حيث خلق اقتناعا متزايدا داخل الإدارة الأمريكية بأن هذه الصفقة هي فكرة جيدة لأمن أمريكا وحلفائها، حيث تؤكد الصفقة التزام إيران – بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية– بعدم الحصول نهائيا على سلاح نووي.
وتفرض الصفقة قيودا قوية على قدرة إيران على جمع مخزون من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية، وتشمل الصفقة أيضا نظام التفتيش الأكثر صرامة من قبل، حتى لا تتمكن إيران من الهروب من تنفيذ الصفقة، بحسب تقرير نيويورك تايمز نفسه.
ووفقا لما صرح به آدم زوبين، الذي كان حتى وقت قريب المشرف على مسألة العقوبات، فإن إيران استعادت حوالي 50 مليار دولار أمريكي من الأموال المجمدة وليس 150 مليار كما يزعم النقاد، وذلك المبلغ أقل بكثير مما تطلبه إيران لتتمكن من تلبية احتياجاتها الاقتصادية، حيث تحتاج إيران لأكثر من 500 ملياردولار لتلبية رواتب موظفي الحكومة والمعاشات والديون والاستثمار في البنية التحتية ودعم عملتها.
وبعد التوصل لعدد من مزايا أو فوائد هذه الصفقة، تسود الحيرة الإدارة الأمريكية الحالية، فأي تراجع واضح من قبل الإدارة قد يكون مؤقتة وتكتيكي، وليس إعادة تفكير استراتيجي في الاتفاق.
بينما يرى وزير الدفاع جيم ماتيس ووزيرةالخارجية ريكس دبليو تيلرسون أن أمريكا الآن عالقة مع هذه الصفقة، لا يزال كبار مستشاري البيتالابيض لايجرون محادثاتهم حولها للتوصل إلى قرار بشأنها.
ويضيف تقرير الصحيفة أن هؤلاء المستشارين أن هجوما مباشرا بهذا الشكل يمكن أن يفرق بين أمريكا وشركائها في المفاوضات من الأوروبيين، والروس والصينيين، بل ويؤدي إلى عزل الولايات المتحدة بدلا من إيران.
ويرى بعض المستشارين أنه هناك بدائل أخرى للتخلص من هذه الصفقة مثل المطالبة بصفقة أفضل، بشروط تكون في صالح أمريكا.
وثمة نهج آخر هو زيادة الضغط على ايران فيالمجالات غير النووية، مما يؤدي إلى أزمة من شأنها أن تعطي المعارضين المتشددين والمؤيدين للاتفاق الفرصة للتراجع وترك واشنطن تقود المفاوضات الجديدة.