في مشهد قد يبدو غريبا وسط الحملة الشرسة التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد المسلمين، يقف منصور شمس في بقعة هادئة وسط ميدان تايمز الأمريكي، حاملا لافتة تحوي رسالة بسيطة مضمونها “أنا مسلم وواحد من جنود مشاة البحرية الأمريكية.. يمكنك أن تسألني أي شيء”.
وخلال الساعات الثلاث التالية تلقى شمس سيلا من الاستفسارات من المارة، الذين يرغبون في معرفة تفاصيل حياته العسكرية، وكيف تمكن من التوفيق بين خدمته العسكرية مع اعتناقه للإسلام، كما رغب عديدون في معرفة وجهة نظره بشأن دونالد ترامب وموقف الإسلام من المرأة، بحسب ما نشرته صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية الصادرة باللغة الإنجليزية.
ويقول شمس “إني فقط أحاول أن أبدأ الحوار”، في وصف متواضع للمهمة التي يحاول القيام بها للدفاع عن الاسلام، وتوضيح الصورة الحقيقة للشعب الأمريكي.
يذكر أن منصور شمس ولد في باكستان، إلا أنه نشأ وأكمل حياته في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقول الصحيفة الإماراتية إن نيويورك هي المحطة الاخيرة لرجل واحد يسعى جاهدا لمساعدة الأمريكين على فهم أفضل الإسلام.
وخلال الشهر الماضي قام شمس بمثل هذه الوقفة في مدن الساحل الغربي سياتل وبورتلاند، وأجابعلى أسئلة الصحفيين في تكساس وكولورادو، وكذلك في شوارع بلدته بالتيمور.
وأضاف شمس أنه حصل على الإلهام للقيام بمثل هذه الخطوة بعد قرأ نتائج 2010 مسح أمريكي أجري عام 2010 ويقول فيه 62% من الأمريكيين أنهم لم يلتقوا قط بشخص مسلم.
وعلى الرغم من أن النسبة السابقة انخفضت إلى أقل قليلا من النصف في السنوات الأخيرة، يقول شمس إن صعود ترامب والسياسة التي يتبعها، جعلت تبديد الصور النمطية السلبية عن الاسلاما لآن أكثر أهمية.
ويضيف شمس “أعتقد أن هناك فجوة معرفية كبيرة، فالآن يمكنك فقط الحصول على محطة تلفزيونية لتخبر الناس بأي أكاذيب وتثير خوفهم”.
وخلال حملته الانتخابية الرئاسية، دعا ترامب صراحة إلى فرض حظر على المسلمين الاجانب الذين يدخلون الولايات المتحدة.
يذكر أن عائلة شمس وصلت إلى ولاية ميريلاند الأمريكية قبل 28 عاما، كأعضاء من جماعة الأحمدية التي عانت من الاضطهاد في باكستان، ونعمت بالحرية على الأراضي الأمريكية.
وانضم شمس للبحرية الأمريكية في سن الـ 18، بعد انهاء دراسته، وخدم لمدة أربع سنوات في وحدة متمركزة في ولاية كارولينا الشمالية.
وتزامن ذلك مع الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر في أمريكا، ولكنه استغل الأمر وقتها في تصحيح ثقافة ومفهوم زملائه في البحرية عن الاسلام.