للمرة الأولى منذ عشرة أعوام يعبّر الأميركيون عن شعور متزايد بالتوتر لديهم وقلق من المستقبل، وفقًا لدراسة استقصائية (استطلاع رأي) أجرتها جمعية علم النفس الأميركية ونشرت نتائجها مؤسسة “إن آر بي” الأميركية.
وكشف الاستطلاع أن تصنيف نسبة مستوى التوتر لدى الأميركيين ارتفعت في يناير الماضي مقارنة بنسبة شهر أغسطس الماضي من 4.8 إلى 5.1 على مقياس مكون من عشر نقاط.
وقالت نسبة 57% من العينة التي شملها الاستطلاع في يناير إن سبب توترها هو المناخ السياسي الحالي، وأكدت نسبة 66% أن مستقبل الشعب الأميركي هو مصدر توترها، فيما شددت 49% على أن نتائج الانتخابات الرئاسية تسبب لها توترًا كبيرًا، بحسب المؤسسة الأميركية نفسها.
وتضيف مؤسسة “إن آر بي” أنه في الاستطلاع السنوي الذي أجرته في أغسطس الماضي حول الانتخابات الأميركية قال 52% من الأميركيين إن الانتخابات الرئاسية مصدر توتر “كبير جدًا” أو “إلى حد ما”.
وقد ألهمت هذه النتائج فريق العمل لاستئناف الاستطلاع حتى شهر يناير الماضي؛ لتشمل العينة 1109 من البالغين الذين تبدأ أعمارهم من 18 عامًا أو يزيد.
وفي استطلاع يناير، شدّد الجمهوريون والديمقراطيون على أن سبب قلقهم هو مستقبل البلاد؛ بنسبة بلغت في 59% و76% على التوالي.
وأضاف الأميركيون أن قلقهم يتزايد من أعمال الإرهاب وعنف الشرطة تجاه الأقليات وسلامة الشخصيات العامة.
ويضيف الاستطلاع أن سكان المناطق الريفية أبدو قلقًا بنسب أقل، بنسبة بلغت 33% فقط قالت إنها قلقة جدًا أو “إلى حد ما” حول التغييرات السياسية، وذكرت أن 45% أعربوا عن توترهم بشكل عام مقارنة بـ62% من أهل المدينة.
وفي سياق متصل، تقول الدكتورة لين بوفكا، وهي طبيبة نفسية، إن الوصول المستمر إلى الأخبار العاجلة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون وغيرهما من المصادر من المحتمل أن يكون مساهمًا كبيرًا في رفع مستويات التوتر.
وتضيف أن التعرض إلى الضغط المستمر يمكن أن يزيد من خطر التعرض إلى مشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل، بما في ذلك السمنة وأمراض القلب والاكتئاب والقلق.
ولمقاومة ذلك يجب أن نبتعد عن مصادر الأخبار المقلقة، وبدلًا من ذلك نمارس هواية محببة وممتعة لنا؛ مثل القراءة، بحسب كلام الطبيبة نفسها، مضيفة أن النوم الجيد وممارسة الرياضة أمران في غاية الأهمية لمقاومة القلق والتوتر.