استمرارًا لدعم نظام السيسي لنظيره بشار الأسد من أجل عودته عربيًا، طالب برلمان السيسي الدول العربية بتقبّل وجود نظام الأسد وعودته إلى الجامعة العربية بعد أن طُرِد منها بسبب المجازر الكبيرة التي ارتكبها بحق الشعب السوري.
وفي تطور جديدٍ متزامنٍ مع توجه النظام المصري الحاكم، الذي تربطه علاقات قوية مع نظام بشار الأسد، طالبت لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري بعودة سوريا لشغل مقعدها في مجلس الجامعة العربية، ودعوة أطياف الشعب السوري كافة لتغليب المصلحة العامة للبلاد والبعد عن المصالح الخاصة.
وأكدت اللجنة، في بيان لها برئاسة اللواء سعد الجمال، “سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة أراضيها وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها، مع رفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية بصورة مباشرة أو غير مباشرة؛ بحيث يقرر السوريون وحدهم مستقبل بلادهم عبر الوسائل الديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع وامتلاكهم الحق الحصري في اختيار شكل نظامهم السياسي”، بحسب نص البيان.
حسم معركة حلب
وفي بيانها، قالت اللجنة إن البيان يأتي محصلة لمناقشة تطورات الأزمة السورية على الصعيد العسكري بحسم معركة حلب لصالح النظام السوري وحلفائه، والصعيد السياسي بعقد مؤتمر الأستانة برعاية روسية تركية إيرانية، في غياب عربي كامل، وكذلك مؤتمر جنيف الرابع المنتظر عقده في وقت لاحق هذا الشهر، أو الصعيد الإنساني من استمرار معاناة الشعب السوري في مناطق عدة من نقص الإمدادات الغذائية والطبية أو انعدامها، وفي شأن متصل ما أعلنته موسكو من إعداد مسودة للدستور السوري.
وعلّقت اللجنة على هذه التطورات بالقول إنه إذا كانت معركة حلب قد تم حسمها فإن الحرب في مناطق أخرى ما زالت مستمرة؛ سواء بين الجيش النظامي والمعارضة، أو في الحرب على تنظيم داعش وجبهة النصرة وحلفائهما، وفق وصفها.
وتابعت في بيانها أن “ما يربط مصر وسوريا من علاقات استراتيجية وكفاح مشترك عبر التاريخ، فضلًا عن وضع مصر العربي الريادي، يفرض عليها ضرورة التدخل بإيجابية وفاعلية في هذا الملف”.
عودة نظام بشار إلى الجامعة
وأضافت أن “الغياب الكامل لدور جامعة الدور العربية، وبالتالي الدور العربي في الأزمة، مع استمرار مقعد سوريا الشاغر في مجلس الجامعة، لم يعد أمرًا مقبولًا”، حسبما قالت.
وشدَّدت اللجنة، برئاسة اللواء سعد الجمّال، على “سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة أراضيها (تقصد نظام بشار الأسد) وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها، مع رفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية بصورة مباشرة أو غير مباشرة (في إغفال واضح للتدخل الروسي)؛ بحيث يقرر السوريون وحدهم مستقبل بلادهم عبر الوسائل الديمقراطية، من خلال صناديق الاقتراع، وامتلاكهم الحق الحصري في اختيار شكل نظامهم السياسي”، وفق نص البيان.
ويعتبر سعد الجمال رئيسُ لجنة الشؤون العربية هو الرئيس المؤقت لائتلاف “دعم مصر”، ظهير السيسي في “برلمان ما بعد الانقلاب”، وقد فاز بمنصبه هذا بالتزكية ودون منافسة من أحد.
و”الجمال” لواء شرطة متقاعد، تخرج في كلية الشرطة عام 1966، وتدرج في شغل المناصب المختلفة بوزارة الداخلية حتى رُقي إلى رتبة لواء. وفي عام 1993 عين نائبًا لمدير أمن أسيوط، ثم في 1994 عين نائبًا لمدير أمن القليوبية، إلى أن تم تعيينه مدير أمن قنا، ومساعد وزير الداخلية منذ عام 1995، حتى خروجه من الخدمة الشرطية في أغسطس/ آب 1997.
وفيما يتعلق بعمله السياسي والبرلماني، فقد شارك في برلمانات العقد الأخير من حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، التي اتسمت بالتزوير الفج؛ فانتُخب من عام 2000 إلى 2005 عضوًا بمجلس الشعب عن الحزب الوطني المنحل بدائرة “الصف” بمحافظة الجيزة.
ثم تم انتخابه بداخل هذا المجلس وكيلًا للجنة الدفاع والأمن القومي. ومن عام 2005 إلى عام 2010، كان رئيسًا للجنة الشؤون العربية داخل المجلس نفسه، ثم عاد إلى البرلمان الأخير بعد الانقلاب الدموي في انتخابات عام 2016 كأبرز قيادات ائتلاف “دعم مصر”.
السيسي يدعم بشار
وأعلن عبدالفتاح السيسي صراحة أنه يدعم جيش النظام السوري عسكري، وردًا على سؤال حول إمكانية إشراك قوات مصرية في عمليات سلام بسوريا أجاب السيسي أنه “من المفضل أن القوات الوطنية للدول هي التي تقوم بالحفاظ على الأمن والاستقرار في مثل هذه الأحوال؛ حتى لا تكون هناك حساسيات من وجود قوات أخرى تعمل لإنجاز هذه المهمة”.
وأضاف: “الأولى لدينا أن ندعم الجيش الوطني على سبيل المثال في ليبيا لفرض السيطرة على الأراضي الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب، ونفس الكلام في سوريا؛ حيث ندعم الجيش السوري، وأيضًا في العراق”.