سارعت الصحف الإسرائيلية والمحللون الأمنيون، للتحذير من رئيس حركة حماس الجديد يحيى السنوار، معتبرينه الرجل الأقوى في القطاع.
وذكرت صحيفة معاريف، في تقرير لها بعنوان “يخاف نشطاء حماس من السنوار أيضا”، أن السنوار شارك في التخطيط لتنفيذ عمليات وخطف جنود إسرائيليين.
وقال دانيئيل سريوتي الكاتب بصحيفة “إسرائيل اليوم”، المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إن السنوار يقف على رأس الخط المتشدد في حماس إزاء إسرائيل،
تصعيد عسكري
واعتبرت الأوساط الإسرائيلي، فوز “السنوار”، بأنه تعزيز لمن أسمتهم بتيار “الصقور”، ومؤشر على احتمال التصعيد العسكري.
أما موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري الإسرائيلي المستقل، فعقب على غوز السنوار “أن انتخابه كقائد لحركة حماس في غزة، يؤشر إلى صعود الجناح العسكري الذي يتولى الآن السيطرة عن قطاع غزة أكثر من القيادة السياسية”.
وتابع الموقع، في مقاله :” السنوار يعتبر من الصقور، حتى داخل حماس، ويعارض أي حل وسط في سياسات الحركة تجاه السلطة الفلسطينية وإسرائيل”.
وبدوره أكد شاؤول ميشعال، رئيس برنامج دراسات الشرق الأوسط في المركز التأديبي الدولي، ان انتخاب السنوار يعكس هيمنة الجناح العسكري لحركة حماس.
وأوضح ميشعال في تصريح له لصحيفة “الجروزاليم بوست”، أن في فوزه إشارة إلى أن الجناح العسكري لحركة حماس، الذي هو أكثر تشددا وتطرفا من القيادة السياسية، قد بات يتولى الآن المسؤولية عن هذا المنصب المهم في قيادة حماس بغزة”.
واعتبر “ميشعال” أن “السنوار”، يمكن أن يضع إسرائيل على المحك بطريقة لم يفعلها أي من قادة حماس الآخرين من قبل، مؤكدًا إنه قد يكون أكثر استعدادا للتحقق من ماهية الخطوط الحمراء الإسرائيلية، وقد يلجأ إلى العنف “.
وقال آفي سخاروف، محلل الشؤون الفلسطينية في موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي المستقل” لوكالة الأناضول”، إن الإسرائيليين ينظرون إلى هذا التطور بأنه “انتصار للمعسكر المتطرف في حركة حماس”.
وأضاف “سخاروف”، في حديث خاص مع وكالة الأناضول:” من المعروف أن السنوار وروحي مشتهى (قيادي في حماس) وآخرين من الأشخاص الأكثر تشددا في حماس”.
وأضاف:” في إسرائيل هناك مخاوف من أن انتخابه، قد يكون مؤشرا على أن الأمور تسير باتجاه التصعيد”.
الاحتلال يشيد بمهارات السنوار
وقال “سخاروف”: “السنوار يفهم إسرائيل بشكل كبير جدا، وعلى نحو ملفت، فهو يتقن العبرية بطلاقة، كتابة وقراءة ومحادثة، ويفهم التركيبة في إسرائيل جيدا”.
وأكد “سخاروف”، أنه بالرغم أن السنوار يُعد من الجناح المتطرف، إلا أن المحققين في السجون الإسرائيلية، كانوا يصفونه بالشخص المحترم.
وأشار المحلل، إلى انه كان يطلق عليه رقم “12” في السجون الإسرائيلية، الرجل رقم 12، وذلك ليس لأنه في المرتبة 12 في قيادة الحركة، ولكنه لأنه مسؤول مباشر عن قتل 12 شخصا متهمين بالعمل لصالح إسرائيل في غزة”.
ووصف عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، السنوار بأنه “الرجل القوي في كتائب عز الدين القسام”.
خلفيات مقلقة عن الرجل
وكتب عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، قائلا، إن السنوار والقيادي العسكري في كتائب القسام، مروان عيسى، يعملان مباشرة مع القائد العسكري لكتائب القسام محمد ضيف، ويمثلان الصلة بين الجناحين العسكري والسياسي.
وفي هذا الصدد، ذكر موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري الإسرائيلي المستقل، أن السنوار أثناء سجنه، كان واحدا من المعارضين الرئيسيين لصفقة تبادل شاليط التي شهدت إطلاق سراحه، لأنه كان يرى أن الإفراج عن 1027 معتقلا، مقابل الجندي شاليط، باعتباره استسلاما للشروط الإسرائيلية”.
وأكد الموقع الإسرائيلي إلى أن السنوار منذ إطلاق سراحه، تمكن من جمع قدر كبير من السلطة السياسية في حماس بيده، وبالفعل يعتبر على نطاق واسع أقوى رجل في غزة، على الرغم من انه لم يكن رئيس الجناح العسكري أو السياسي لحماس.
جولة قتال جديدة
واعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن انتخاب الأسير المحرر من سجون الاحتلال يحيي السنوار، يعد إشارة من الحركة للاستعداد لجولة قتال جديدة ضد الاحتلال، وهو الأمر الذى يتخوف منه مسئولون داخل إسرائيل.
وقال كوبي ميخائيل، المحلل والرئيس السابق للمكتب الفلسطيني في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، ان انتخابه” يسبب القلق بين الساسة الإسرائيليين”، مشيرًا إلى ” انه يمثل الخط الأكثر راديكالية وتطرفا في حماس”.
وأضاف “ميخائيل”: “يؤمن السنوار بالمقاومة المسلحة، وقال إنه لا يؤمن بأي نوع من التعاون مع إسرائيل “.
وفي أول رد فعل داخل الكنيست الإسرائيلي طالب رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست(البرلمان) الإسرائيلي، آفي ديختر ، إسرائيل تعزيز قدراتها لتدمير البنية التحتية لحركة “حماس”.
وأضاف “ديختر” في كلمته: “من اليوم أصبح زعيم حماس في غزة هو شيخ القتلة. علينا الآن تعزيز المزيد والمزيد من قدراتنا لتدمير البنية التحتية الإرهابية للحركة لأن استخدامها قد يكون في وقت أقرب مما كنا نتوقع”.