جاءت زيارة الرئيس اللبناني ميشيل عون لمصر ولقائه عبد الفتاح السيسي لتؤكد علي عدة أمور على رأسها الملف العسكري والملف الاقتصادي وكذلك القضايا العربية بالمنطقة، ولكن الأبرز في هذه الزيارة هو صوت السلاح والتناغم معه سواء بغبداء السيسي استعداد مصر دعم الجيش اللبناني وقدراته في كافة أجهزته الأمنية، وكذلك التبرير من جانب الرئيس اللبناني لحزب الله والإقرار بما يقوم به من أدوار سواء داخل لبنان وهيمنته الواضحة على الأمور هناك أو مشاركته في القتال داخل سوريا وتبرير تدخله في شأن دولة أخرى، ومدى تأثير ذلك على هدفه الإستراتيجي كما يردد دائما وهو مواجهة العدو الصهيوني.
واستقبل عبد الفتاح السيسي في القاهرة نظيره اللبناني، ميشال عون، أمس”الاثنين،” في زيارة هي الأولى من نوعها منذ وصول عون للرئاسة نهاية 2016، حيث جرى التأكيد على “العلاقات المتميزة” بين البلدين، في تطور يأتي بعد ساعات من مقابلة لعون مع قناة مصرية أطلق خلالها مواقف سببت جدلا داخليا في لبنان بدفاعه عن حزب الله وإشاراته نحو النظام السوري.
وأعرب عبد الفتاح السيسي، عن استعداد بلاده لدعم قدرات الجيش اللبناني بمختلف أجهزته الأمنية لـ”الوقوف أمام مخاطر الإرهاب”، دون تقديم تفصيلات بشأن شكل هذا الدعم، قائلا، خلال مؤتمر صحفي مع “عون” في القاهرة، إن “مصر ستواصل دعمها للبنان الشقيق، وستقدم كل الدعم لجهود القيادة اللبنانية من أجل الحفاظ على استقرار لبنان”، مشددا على أن “لبنان الحر القوي المستقر يعد عامل قوة للأمة العربية”.
وأضاف السيسي متوجهاً بحديثه إلى عون: “كلي ثقة أن ولايتكم ستعزز وضع لبنان كبلد للتعددية السياسية والتعاون الثقافي، الذي تحكمه أسس التوافق بين القوى السياسية المختلفة”.
وأوضح أن مباحثاته مع الرئيس اللبناني “تطرقت إلى مناقشة العديد من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والأزمة السورية وأزمة اللاجئين”.
وأشار إلى التطرق أيضاً لـ”سبل تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في التجارة والاقتصاد وتعزيز التعاون في القارة الإفريقية”.
بدوره، قال عون في المؤتمر نفسه: “لم آت إلى مصر لإرساء علاقات بين البلدين أو لتحسينها، وإنما للتأكيد على علاقات تاريخية لم تعتريها شائبة رغم التحولات والتغيرات في المنطقة”.
وأكد أن “اللقاء في مصر مناسبة طيبة لتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف القطاعات، بما يخدم المصالح المشتركة وتطلعات الشعبين”.
وختم عون حديثه بتوجيه دعوة رسمية للسيسي لزيارة لبنان، ليبدي الأخير بشكل فوري موافقته عليها “على أن تكون قريبة جداً”.
وكان عون قد استبق زيارته إلى مصر بمقابلة مع قناة CBC المصرية الأحد خرج فيها بمواقف صبت في صالح حزب الله وأثارت الكثير من الجدل الداخلي في لبنان إذ اعتبر أن الدول المشاركة في مؤتمر استانة “اعترفت ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم” كما استبعد عودة الأمن إلى سوريا دون “جيش سوري” متحدثا عن خلاف واقتتال بين المعارضة.
كما تحدث عون عن الوضع الداخلي في لبنان ومستقبل سلاح حزب الله قائلا إن ذلك السلاح ضروري “طالما هناك أرض تحتلها إسرائيل، وطالما ان الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهتها” مضيفا أن سلاح الحزب “لا يتناقض مع مشروع الدولة” ودافع عن مشاركة الحزب في القتال بسوريا إلى جانب النظام السوري مضيفا أنه لا يمانع بزيارة دمشق وطهران التي نفى أن تكون لمشاريعها أي خطر على المسيحيين.