لا تزال الحرب الكلامية والتهديدات المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، متمثلة في الإدارة الجديدة برئاسة ترامب، هي الحدث الأبرز على الساحة الدولية.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الجمعة، إن بلاده لا تقبل لغة التهديد الأميركية و”سنجعلهم يندمون عليها”. جاء ذلك في خطاب لروحاني بطهران بمناسبة الذكرى 38 للثورة الإسلامية في إيران، التي أطاحت بنظام الشاه وأقامت “الجمهورية الإسلامية”.
واعتبر روحاني أن المشاركة الكبيرة للإيرانيين في إحياء المناسبة “أوصلت رسالة إلى العالم بأنه ينبغي الحديث مع الشعب الإيراني بلغة الاحترام، والابتعاد عن لغة التهديد والغطرسة”، واصفًا الثورة الإيرانية بأنها “منعطف تاريخي هام”.
وسبق أن قال مرشد الثورة الإيرانية على خامنئي، خلال لقاء مع ضباط القوى الجوية الإيرانية في طهران، إن الشعب الإيراني سيرد على تهديدات ترامب خلال ذكرى الثورة الإيرانية في العاشر من فبراير الجاري
وأضاف روحاني أن ثورة عام 1979 حررت إيران من الاعتماد على الأجانب وأميركا، ووضعت مصير الشعب بين يديه.
وأكد أن امتلاك الطاقة النووية “حق طبيعي، وقد اعترف به كل العالم”، مؤكدًا الاستمرار في تطوير البرنامج النووي الإيراني.
تهديدات متبادلة
شنّ الرئيس الأميركي هجومًا شديدًا على إيران واتهمها بأنها مصدر الإرهاب في العالم، وألمح بعودة العقوبات الأميركية عليها مرة أخرى.
واعتبر ترامب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران في يوليو 2015 مع ست من الدول العظمى، والذي بموجبه ألغيت العقوبات عليها وعادت بها إلى المجتمع الدولي، كان خطأ كبيرًا، وطالبها بتقديم الشكر للرئيس السابق أوباما على منحها هذه الفرصة.
وشارك في الحرب الكلامية التي بلغت ذروتها خلال الايام السابقة نائب الرئيس الأميركي “مايك بنس”؛ حيث حذّر طهران من اختبار حزم الرئيس ترمب إزاءها، قائلًا في مقابلة بثتها اليوم شبكة “أي بي سي نيوز” إنه سيكون من الأفضل لإيران أن تدرك أن هناك رئيسًا جديدًا في المكتب البيضاوي.
كما هاجم وزير الدفاع الأميركي إيران ووصفها -في تصريحات له بالعاصمة اليابانية طوكيو- أنها أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم.
وفي المقابل، هددت إيران بالرد الفوري على أي اعتداء على دولتهم. وصرّح عضو لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني “مجتبى ذو النور” أن أي اعتداء عسكري من قبل أميركا على إيران سيقابَل بضرب تل أبيب بالصواريخ الإيرانية.
وأضاف ذو النور أن الصواريخ الإيرانية لا تحتاج سوى سبع دقائق للوصول إلى تل أبيب إذا تعرّضت إيران إلى أي اعتداء عسكري من قبل الولايات المتحدة.
العقوبات الأميركية تعود
وفرضت واشنطن الجمعة الماضية عقوبات على 13 فردًا و12 كيانًا بموجب القانون الأميركي لمعاقبة إيران لارتباطهم ببرنامج إيران الصاروخي وفيلق القدس، وذلك بعد أيام من توجيه البيت الأبيض “تحذيرًا رسميًا” لطهران بشأن إجرائها اختبارًا لصاروخ باليستي.
وزاد من حدة التوتر بين البلدين إدراج إيران ضمن الدول السبع المحظور دخولها إلى الولايات المتحدة، بحسب مرسوم ترامب؛ حيث أكد الرئيس الإيراني أن بلاده تقدمت بشكوى لدى المحكمة الجنائية الدولية في “لاهاي” ضد الولايات المتحدة بسبب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحظر دخول اللاجئين ومواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة، من بينها إيران.
وقامت الثورة الإيرانية عام 1979 بقيادة “روح الله الخميني” وأطاحت بنظام الشاه “محمد رضا بهلوي”، الذي كان مقربًا من الغرب.
ومنذ الثورة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على طهران، وقامت بتوسيعها عام 1995 على خلفية البرنامج النووي الإيراني، ثم تبنّى المجتمع الدولي هذه العقوبات عام 2006.