قالت وكالة “رويترز” للأنباء إن الجيش المصري يعْتَبِر الإطاحة بالرئيس الأسبق مرسي جزءًا من الحرب الشاملة ضد الإرهاب. جاء ذلك في تقرير تناول مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية في ظل وجود ترامب في البيت الأبيض.
وقال التقرير إن المكالمات الهاتفية الودية، والدعوة إلى البيت الأبيض، والتركيز على التشدد الإسلامي وما وصفه دونالد ترامب بـ”الكيمياء”؛ تمهد لمرحلة جديدة من العلاقات الدافئة بين الولايات المتحدة ومصر التي يمكن أن تبشّر بمزيد من الدعم العسكري والسياسي للقاهرة.
يعود الإعجاب المتبادل إلى اجتماع في الأمم المتحدة في سبتمبر، عندما وجد المرشح للرئاسة آنذاك ترامب أرضية مشتركة مع “الرئيس” المصري عبدالفتاح السيسي، الذي يتخذ موقفًا متشددًا من التطرف، ووصف ترامب الجنرال السابق، الذي تنتقده جماعات حقوق الإنسان بوصفه ديكتاتورًا، بأنه “رجل رائع”!
ردَّ ترامبُ جميلَ أوّلِ تهنئةٍ بفوزه قدمها عبدالفتاح السيسي الشهر الماضي بعدم إدراج مصر على قائمة الدول السبع الممنوع مواطنوها من الدخول إلى الولايات المتحدة، وتجنبت مصر الحديث ضد قرار الحظر نيابة عن الدول الإسلامية التي تنظر إليها كدولة قائدة؛ وهذا الصمت يكشف عن تغيّر لهجة علاقتها مع الولايات المتحدة.
بالنسبة إلى “ترامب”، فإن السيسي الذي جاء إلى السلطة عن طريق الإطاحة بالإخوان المسلمين ويقاتل الدولة الإسلامية في شمال سيناء وعلى الحدود مع ليبيا زعيمٌ لا غبار عليه. وبالنسبة إلى السيسي، فإنه معجب بـ”ترامب” كرئيس للولايات المتحدة مختلفٍ عن أوباما وغير مهتم بتوجيه اللوم بسبب حقوق الإنسان.
ويقول أحد المسؤولين الأمريكيين، الذي يرفض الكشف عن هويته: “تكشف لهجة خطاب إدارة ترامب عن أنها تتجه إلى مزيد من التقارب والدعم تجاه السيسي أكثر مما قدمته إدارة أوباما”.
ويشير التقرير إلى أن القاهرة واحدة من أقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، ودعمت مساعداتها العسكرية معاهدة السلام التاريخية مع إسرائيل منذ عام 1979، وبها قناة السويس أحد أكثر الممرات المائية أهمية في العالم، كما أن استقرار أكثر الدول العربية سكانًا أولويةٌ أمريكية؛ لكن العلاقة الاستراتيجية شهدت فتورًا خلال فترة حكم الرئيس أوباما، الذي جمّد المساعدات لفترة قصيرة بعد إطاحة الجيش بالرئيس المنتخب. وعلى النقيض، بعد أسابيع من رئاسة ترامب ناقش البيت الأبيض إعلان جماعة الإخوان المسلمين “إرهابية”؛ وبالتأكيد فإن هذا الأمر يلقى ترحيبًا من السيسي الذي أدان أوباما حملته القمعية.
ولا يتوقع المحللون والمسؤولون قفزة كبيرة في حجم المساعدات العسكرية خلال يوم وليلة، لكنهم يصفون العلاقة الجديدة بأنها أكثر توافقًا ودعمًا. ويقول أحد المسؤولين المصريين، الذي رفض الكشف عن هويته، إنه “خلال فترة أوباما كان هناك صعوبات”.
ويلفت التقرير إلى أن الحظر الجزئي للمساعدات العسكرية لفترة من الوقت بعد الإطاحة بمحمد مرسي واستئناف هذه المساعدات بعد انتخاب السيسي تسببا في شعور بعدم الراحة لدى الجيش المصري، الذي يرى في الإطاحة بالإخوان المسلمين جزءًا من الحرب الشاملة ضد الإرهاب.
ويقول أحد مسؤولي المخابرات المصرية، الذي رفض الكشف عن هويته: “ما يهم مصر الآن، في ضوء التقارب الأخير بين ترامب والسيسي، هو المساعدات العسكرية والاقتصادية؛ وفي المقابل، تسعى أمريكا إلى الاستفادة من مصر كحليف في الشرق الأوسط والحرب ضد الإرهاب”.
ويعتمد حجم المساعدات المرتقب على الكونجرس الأمريكي؛ حيث توجد بعض المعارضة لإلغاء قيود المساعدات بسبب القلق حيال حملة القمع ضد المعارضة. ويقول “تيم ريسر”، مساعد السيناتور “باتريك ليهي”، إن “تصريحات ترامب الإيجابية تمنح السيسي نوعًا من التشجيع والتأكيد لكي يستمر فيما يفعله”.