يعْمد كثيرٌ من الآباء والأمهات إلى اتباع أساليب تربوية أشد صرامة مع أبنائهم؛ بحجة متابعة تحصيلهم الدراسي، أو بزعم الخوف عليهم من الفشل.
ولكن إحدى الدراسات الحديثة أظهرت أن التربية الصارمة لا تؤدي حتمًا إلى أداء جيد في الدراسة؛ بل في الغالب إلى الفشل الدراسي. وذكر باحثون في دورية “تشايلد ديفيلوبمنت” الأمريكية أن المراهقين الذين تمت تربيتهم على نحو صارم يجنحون بشكل أكبر إلى أصدقائهم بدلًا من آبائهم.
وبحسب الدراسة، التي نشرها موقع “دويتشه فيله”، فإن هؤلاء المراهقين يفضّلون قضاء وقت مع أصدقائهم بدلًا من أداء فروضهم المنزلية، أو يفضّلون انتهاك القواعد للاحتفاظ بالأصدقاء. وعرّفت الدراسة “التربية الصارمة” بأنها التربية القائمة على الزجر والضرب والتهديد بعقوبات لفظية أو بدنية.
وهناك الكثير من الدراسات التي تشير إلى خطر الصرامة المفرطة واستخدام العنف في تربية الأطفال؛ حيث يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية وآثار سلبية على شخصية الطفل وسلوكه وتواصله مع محيطه، وقد يبقى معه هذا السلوك في المراحل اللاحقة من حياته، ويستخْدِم العنف مع أطفاله فيما بعد.
ويؤكد مدير معهد الطب النفسي بمستشفى هامبورغ الجامعي، ميشائيل شولته ماركفورت، أن المناخ الأسري السيئ ينطوي على عوامل خطر كثيرة بالنسبة إلى الأطفال. وأشار في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إلى أن المناخ الأسري السيئ يوفر عوامل خطورة كثيرة تنذر بسلوكيات نفسية غير عادية، وأن ذلك ينعكس على التطورات العدوانية لهم أكثر مما ينعكس على الاضطرابات النفسية. وقال: “إذا تعرض الأطفال للعنف داخل الأسرة فإنهم يصبحون أكثر لجوءًا إلى استخدام القوة مع أبنائهم فيما بعد؛ فالأطفال الذين يُضرَبون يصبحون آباء مستخدمين للضرب، وهذه معادلة نفسية، والاستثناء يؤكد القاعدة”.