كل يوم يستيقظ المصريون على فاجعة جديدة يروح ضحيتها العشرات عبر طرق الموت؛ كان آخرها مقتل 9 طالبات وإصابة 36 آخرين من جامعة الإسكندرية بطريق نويبع الدولي يوم الجمعة الماضي.
مصر الأسوأ عالميًا
ذكر تقرير منظمة الصحة العالمي في آخر إحصائية له أن عدد ضحايا الحوادث في العام الأخير في مصر بلغ 25 ألفًا و500 شخص بين قتيل ومصاب، بالإضافة إلى أكثر من 30 مليار جنيه خسائر مادية.
وأشار التقرير إلى أن مصر ضمن أسوأ 10 دول فى العالم من حيث ارتفاع معدلات حوادث الطرق التي تؤدي إلى الوفاة، متصدرة دول العالم في عدد الوفيات الناتج عن حوادث الطرق.
أسباب الحوادث
أرجع مختصون ازدياد وتيرة الحوادث في مصر وضخامة خسائرها إلى الطرق غير المجهزة، سواء في بنيتها أو ندرة وجود العلامات وقلة الحواجز المرورية والإضاءات في الفترات الليلية؛ بينما تأتي في الأسباب التالية السرعة الزائدة وضعف التوعية المرورية والقيادة تحت تأثير المخدر.
ويرى المختصون أن تفعيلَ قوانينِ المرور وتغليظ العقوباتِ قد يكونا من طرقِ معالجةِ هذه المشكلة، ولكن يبقى تمهيد الطرق هو الدور الذي أهملته الدولة ويدفع أبناؤها الثمن.
الجيش والطرق
حصلت القوات المسلحة خلال السنوات الأخيرة على حق انتفاع الطرق الرئيسة في عدد من المحافظات بشكل حصري في إنشائها وتطويرها وإدارتها وتشغيلها ومرفقاتها لمدة 99 عامًا، كان أبرز مشروعات الطرق التي يسيطر عليها الجيش وفقًا لهذا القرار: طريق “القاهرة-الإسكندرية الصحراوي”، طريق “القاهرة-السويس الصحراوي”، “القاهرة-الإسماعيلية الصحراوي”، “شبرا-بنها الحر”، “محور الجيش–التنمية من حلوان إلى أسيوط”، المرحلة الأولى من الطريق الدائري الإقليمي من التقاطع مع طريق الفيوم إلى التقاطع مع طريق السويس.
وبموجب الاتفاق بين وزارة الدفاع وهيئة الطرق والكباري، فإن القوات المسلحة يحق لها كل الخدمات عليه من محطات بنزين وتحصيل رسوم وإعلانات وغيرها.
وفي نوفمبر الماضي رفع الجيش رسوم المرور “الكارتة” بحجة إصلاحات الطرق وصيانتها، على الرغم من أن إيراداته من الخدمات و”الكارتة” على الطرق تدر أرباحًا خيالية؛ ولكن في الحقيقة لم نر إلا الموت على هذه الطرق؛ فلا صيانة تمت، ولا نزيف الدم توقف.
أبرز الحوادث خلال السنوات الأخيرة:
– شهد طريق “مصر-الإسكندرية” الصحرواي في ديسمبر 2014، أمام قرية السليمانية، أسوأ حادث مروري في تاريخ مصر؛ حيث اصطدمت أكثر من 50 سيارة وأسفرت عن مصرع العشرات وإصابة أكثر من 50 آخرين.
– وفي يونيو 2015 اصطدم أوتوبيس مدارس بقطار الركاب رقم 311، المتوجه من السويس إلى القاهرة، بمزلقان “الشروق”؛ ونتج عن الحادث 7 وفيات و24 مصابًا.
– تصادم أوتوبيس مدرسي بقطار على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي في مارس 2015، الأمر الذي أدى إلى مصرع 15 شخصًا؛ من بينهم سائق الأوتوبيس ومشرفة الرحلة ونجلاها وأطفال آخرون.
– في يناير 2017 لقي 11 شخصًا مصرعهم وأصيب 15 آخرين في حادث سير مروع بالطريق الدائري في مصر تجاه منطقة الصفّ، الواقعة بمحافظة الجيزة، غرب القاهرة.
– في أكتوبر 2016 تصادم أوتوبيس تابع لهيئة النقل العام مع سيارة ميكروباص، أسفر عن وفاة 10 أشخاص وأصيب 8 غيرهم.
