اتهمتْ القيادة العسكرية للحركة الشعبية لتحرير السودان القوات الجوية المصرية بقصف قواعدها في بلدة كاكا بحوالي تسعة انفجارات في معسكرها؛ لكن السلطات المصرية نفت ذلك.
وحذر المتحدث باسم جيش المتمردين، العقيد ويليام دنغ، من أن تورط حركة العدل والمساواة والحركة الشعبية الشمالية ومصر في الحرب الأهلية الدائرة قد يشعل حربًا إقليمية، بحسب وكالة جنوب السودان للأنباء.
ونقلت الوكالة عن دينج قوله: “القصف المصري لمعسكرنا دليلٌ واضح لشعب جنوب السودان والاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي على أن حكومة جنوب السودان تشعل حربًا في المنطقة وتجر جنوب السودان إلى الحرب اﻷهلية”.
وأشار دينج إلى أن حركة العدل والمساواة وجيش التحرير الشعبي تسللا إلى جنوب السودان الخميس الماضي لمحاولة استعادة السيطرة على بعض المدن من المعارضة.
ويسيطر على المتمردين في جنوب السودان قلقٌ بالغ نظير الاتفاقات الثنائية بين القاهرة وجوبا.
نفي مصري وسوادني
ومن جانبه، نفى أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية، ما صرحت به الحركة الشعبية؛ مؤكدًا أن بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
كما نفى المتحدث باسم الرئاسة في جنوب السودان “أتيني ويك أتيني” قيام مصر بأي قصف في بلاده، ووصف اتهامات الحركة الشعبية لتحرير السودان بأنها “سخيفة”.
وقال: “هؤلاء الشراذم الصغيرون من المتمردين… ينشطون بين سكاننا، ولا يمكن أن نقصف سكاننا”.
وأيضًا نفى سفير جنوب السودان لدى القاهرة، أنتوني كون، الأنباء التي تتحدث عن ضربات مصرية ضد المعارضة في بلاده.
كما اعتبر السفير أنتوني أن ما تحدثت عنه المعارضة هو جزء من محاولاتها للزج باسم بعض الدول في الصراع داخل جنوب السودان.
صفقة قذرة

في يناير الماضي، اتهمت الحركة الشعبية جنوب السودان ومصر بإبرام ما أسمته “صفقة قذرة”، تسمح لرئيس جنوب السودان “سلفاكير” بتلقي الأسلحة والذخائر من مصر لشن حرب واسعة النطاق ضد المعارضة المسلحة.

ونقلت الوكالة عن مسؤول كبير للمتمردين قوله: “الصفقة بين كير والسيسي لا تشمل فقط قصف المتمردين؛ ولكنها تصل إلى قضية سد النهضة اﻹثيوبي، حيث أكدت مصادر استخباراتنا أن مصر تريد من جنوب السودان وأوغندا أن يكونا حليفيها في المنطقة لمواجهة السد الإثيوبي.
وأضاف المسؤول أن الخبراء العسكريين المصريين والمهندسين كانوا في جوبا لعدة أشهر العام الماضي في زيارة سرية لوضع اللمسات النهائية للصفقة بين جوبا وكمبالا والقاهرة.

واندلعت الحرب في جنوب السودان في ديسمبر عام 2013 إثر تحوّل خلاف سياسي بين كير ومشار إلى مواجهة مسلحة.