“عندما ترسل إلينا المكسيك أبناءها لا ترسل أفضل الناس. إنهم يرسلون الذين يطرحون المشكلات وينقلون معهم المخدرات والجريمة. إنهم مغتصبون”، بهذه الكلمات بدأ الرئيس الاميركي دونالد ترامب حربه على المكسيك مشعلا أزمة بين البلدين، لم تنته حتى الآن.
وقدم ترامب خلال حملته الانتخابية اقتراحًا بشأن إغلاق الحدود بين أميركا والمكسيك قائلًا : “سأبني جداراً عالياً على حدودنا الجنوبية وستدفع المكسيك كلفة بنائه”.
لماذا الجدار الفاصل
عزا الرئيس الاميركي بناء الجدار في لقاءاته الصحفية وحملاته الانتخابية إلى عدد من النقاط، كان من أهمها، الحد من الهجرة السرية من المكسيك إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتأمين حدود أميركا من ناحية المكسيك، والعمل على تفكيك عصابات المخدرات، ووقف تدفق الأموال نقدا والأسلحة إلى المناطق الحدودية، بالإضافة إلى تعزيز اتفاقية التجارة الحرة الخاصة بأمريكا الشمالية.
معلومات عن الحدود والجدار الفاصل
– طول الحدود الأميركية المكسيكية يمتد بطول 3 آلاف و200 كيلومتر، بينما سيكون طول الجدار 1600 كيلومتر بسبب تضاريس الحدود.
– هناك اتفاقية وُقعت بين البلدين عام 1970، تضع ضوابط ومعايير محددة حول تشييد أي أبنية على الحدود بين البلدين، أهمها أن أي بناء لا يجب أن يعرقل تدفق مياه الأنهار، وهي المتواجدة على الحدود بين المكسيك وتكساس، وكذلك حدود المكسيك مع أريزونا.
– بحسب اقتراح ترامب يبدأ العمل في تشييد الجدار خلال الأشهر القليلة القادمة.
– تقديرات مختلفة لتكلفة البناء، حيث قدرها ترامب بقيمة بثمانية مليارات دولار، بينما قدره خبراء بمبلغ 10 بلايين دولار، حال استخدام الألواح الخرسانية في الإنشاء.
– سيحتاج الجدار 39 مليون قدم مكعبة من الخرسانة، وحوالى مليونين و267 ألف طن من الحديد المسلح.
– يستغرق البناء أربعة سنوات على الأقل بسبب التضاريس المتنوعة على الحدود.
– سيحتاج بناء الجدار إلى 21 ألف عامل.
توتر في العلاقات بين البلدين
ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس الماضي، مرسوما تنفيذيا لبناء جدار على امتداد الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، مع إصراره على دفع المكسيكيين تكاليف البناء، الأمر الذي اعترض عليه الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو.
وقال ” بينا نييتو” في رسالة وجهها لمواطنيه إن “بلاده لن تدفع كلفة بناء جدار دونالد ترامب على الحدود”.
ودعا رفض المكسيك تصريحات ترامب بإلزمهم بدفع التكاليف، إلى إلغاء الزيارة التي كانت مقررة في 31 يناير، من ” بينا نييتو” إلى الولايات المتحدة الاميركية، بعد أن كتب ترامب على صفحته الشخصية على موقع “تويتر” : “إذا كانت المكسيك غير مستعدة لدفع ثمن الجدار، فإنه سيكون من الأفضل أن تلغى اللقاء المرتقب بيننا”.
ورد الرئيس المكسيكي عبر “تويتر”: “أبلغت البيت الأبيض هذا الصباح أنني لن أحضر اجتماع العمل المقرر الثلاثاء”.
ودفع رفض المكسيك تمويل الجدار، الرئيس الأميركي، إلى اقتراح رفع الضرائب على الصادرات المكسيكية الواردة إلى أميركا بنسبة 20%، واستخدامها في تكاليف الجدار.
وسيتسبب الاقتراح الاميركي الخاص بالضرائب، في غضب داخل المؤسسات الأميركية والمستوردين، الذين أكدوا أنه سيتسبب في رفع التكلفة على المستهلكين الأميركيين للبضائع المكسيكية.
دعوات المقاطعة تجتاح المكسيك
وانطلقت عدة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة العلامات التجارية الأمريكية العاملة في المكسيك بعدما وقّع ترامب أمرا تنفيذيا ببناء الجدار، حيث تمت الدعوة إلى مقاطعة سلسلة مطاعم مكدونالدز للوجبات السريعة وشركة كوكاكولا للمشروبات الغازية ومتاجر وولمارت، بالإضافة إلى ستاربكس، أكبر سلسلة للمقاهي في العالم.
وأصدرت ستاربكس بيانًا، دافعت فيه عن استثماراتها في المكسيك، قالت فيه إن هذه المقاهي مملوكة لمكسيكيين وتشغل الآلاف من العمالة المحلية، وتبيع البن المزروع في أرض مكسيكية.
كما دعا إليخاندرو مورينو حاكم ولاية كامبيشيه المكسيكية، إلى مقاطعة شركة فورد الأمريكية للسيارات، عقب إلغائها المفاجئ لخطة إنشاء مصنع لها في المكسيك، قائلًا “حان الوقت لنريهم من هم المكسيكيون”.