شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خطط مواجهة الانقلاب في مصر.. هل فشلت للأبد ولماذا؟

خطط مواجهة الانقلاب في مصر.. هل فشلت للأبد ولماذا؟
تحل ذكرى الخامس والعشرين من يناير في دورتها السادسة وما زالت الخلافات بين شركاء الثورة على حالها، إلا انه لا خلاف بينهم على أن انقلاب يوليو ٢٠١٣ كان نقطة فاصلة في تاريخ الثورة المصرية وكان إجراء مضادا للثورة بكل أهدافها.

تحل ذكرى الخامس والعشرين من يناير في دورتها السادسة وما زالت الخلافات بين شركاء الثورة على حالها، إلا انه لا خلاف بينهم على أن انقلاب يوليو ٢٠١٣ كان نقطة فاصلة في تاريخ الثورة المصرية وكان إجراء مضادا للثورة بكل أهدافها.

بعد وقوع الانقلاب اتخذ مناهضوه العديد من الخطوات لمواجهته وتحدثت رموز عديدة أنها وضعت خططا واضحة بأهداف ووسائل عملية وعلى مستويات تكتيكية واستراتيجية قد تغير المشهد خلال فترة زمنية معينة، لاستعادة الثورة ومبادئها وتحريرها من بين أيدي نظام ما بعد الانقلاب، إلا أنه ومع مرور الوقت زاد تمكن الجيش من السلطة ولم يلحظ أحد أي انعكاسات إيجابية لخطط مناهضي الانقلاب تؤشر لسقوطه أو حتى إضعافه كما برى البعض.

فلماذا باءت جميع الخطط المناهضة للانقلاب بالفشل حتى الآن وما هو مدى مسئولية رموز الحركات المناهضة للانقلاب عما وصل إليه الحال حتى الآن من تمكن للعسكر واستقرار واضح في حكم البلاد؟.. نحاول الإجابة في سياق التقرير التالي..

لم تفشل بعد

من زاويته، يرى حمزة زوبع، الإعلامي والمتحدث السابق باسم حزب الحرية والعدالة، أنه لا نستطيع أن نقول أن خطط مناهضي الانقلاب قد فشلت، فمناهضو الانقلاب باختلاف انتماءاتهم الفكرية يواجهون نظاما قمعيا وحشيا مستبدا لا يعرف في مواجهة المعارضة السياسية سوى البطش والانتقام.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “وقد أيقن مناهضو الانقلاب أن مواجهة هذا النظام بقوة السلاح لن تجدي نفعا بل بالعكس ستعود بنتائج سلبية على الثورة بكل أفكارها وممثليها. ولذلك اعتمدوا طريقا أطول في المواجهة ومعظمها مواجهة من الخارج قد تكون بعض نتائجها ظاهرة للعيان”.

وتابع: “فالنظام الذي وعد المصريين بالرخاء بعد أن أنقذ البلاد من الإخوان على حد زعمه ها هو يعاني الفشل والاضطراب في شتى المجالات وهذا لم يأت من فراغ”، على حد قوله.

ويستطرد: “ليس معنى هذا أن خطط مناهضي الانقلاب هي اللاعب الأساسي في هذا الإفشال إلا أنه لا شك لها دور كبير في تلك الحالة التي وصل إليها نظام خدع المصريين بمعسول الكلام”.

شيء متوقع

وقال الدكتور محمد العادل السياسي والأكاديمي، في تصريح لـ”رصد”: “عدم تحقيق مناهضي الانقلاب لأهدافهم حتى الآن هو شيء متوقع، فقد تعرضوا لكثير من الضربات الموجعة التي أثرت على قدراتهم فمعظم قياداتهم بين القتل والاعتقال ومن استطاع النجاة بنفسه يحاول قدر استطاعته تقديم ما يمكن من خلاله إضعاف النظام الذي نكل بالجميع ونجح في نيل دعم دولي من قبل أطراف مؤثرة عالميا”.

حركة مستمرة

واعتبر رفيق حبيب، المفكر القبطي، أن مواجهة الانقلاب العسكري في مصر حركة مستمرة لا تتوقف قد تنجح أحيانا وتخفق أحيانا أخرى. 

وأكد “حبيب”، في دراسة له، أن “حركة مناهضة الانقلاب حققت ضربات متتالية للانقلاب الدموي، وإنجازات تمثلت في وضع حصار مضاد للانقلاب، حصار جغرافي ومكاني وزماني ومجتمعي متزايد ومتمدد، أدى لإفشال سياسات الانقلاب القمعية وأفشل محاولة إعادة بناء جدار الخوف عن طريق الصمود والاستمرار في التواجد المتصاعد قبل وبعد مجازر الفض ومجزرة رمسيس الثانية بشكل يومي، وكسر حظر التجوال والتعتيم الإعلامي، حتى أصبح الانقلاب هو المحاصر من قوى مناهضة الانقلاب داخل ميادينه الخالية المحاطة بالقوات النظامية”، على حد تعبيره.

غياب الدعم الدولي والإقليمي

وفي السياق ذاته يرى العديد من الخبراء أن تقييم أداء مناهضي الانقلاب بشكل عام يجب أن يراعي أن الدعم الدولي والاقليمي لهم في تراجع شديد باستثناء بعض الدول التي تتغير مواقفها من حين لآخر وهذا سبب رئيسي في إضعاف مجهوداتهم. مشيرين إلى أنه أيا كانت طبيعة المراحل التي تمر بها خطط مناهضي الانقلاب لا بد أن تأتي مرحلة يحتاجون فيها لدعم دولي وإقليمي والنظام الانقلابي في مصر يحقق نجاحات من حين لآخر في توثيق علاقاته الدولية والإقليمية من خلال وسائل متعددة.

وعلى جانب آخر فإن استمرار الفشل الاقتصادي وتراجع هيبة الدولة وتراجع دور مصر في حسم القضايا الدولية والإقليمية وتراجع ترتيبها على مستوى القوائم العالمية في مجالات شتى قد تكون علامات لتجديد الأمل داخل مناهضي الانقلاب في أن هذا النظام يمضي نحو انهياره بشكل ملحوظ، كما يرى بعض المراقبين.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023