شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رد الفعل الألماني على تنصيب ترامب.. البداية غير مُبشرة

رد الفعل الألماني على تنصيب ترامب.. البداية غير مُبشرة
ووجه قادة الحزب الشعبوي برقية تهنئة لترامب عبروا فيها عن تطلعهم بأمل لسياسته التي تختلف عن سياسات العقود السابقة، وأكدوا أنهم الحلفاء الطبيعيون للرئيس الأميركي الجديد في الساحة الألمانية.

جاءت ردود أفعال العديد من الشخصيات الرسمية وغير الرسمية على خطاب تنصيب دونالد ترامب ما بين التباين والتنوع الملحوظ، إلا أن أحدًا لا ينكر ما حملته هذه الردود من قلق وترقب تجاه شخصية الرئيس الأميركي، الذي لطالما أكد في خطابه أن معركته الأولى هي ضد ما أسماه ” الإسلام الراديكالي”.

خيبة أمل وعدم رضا

وقد عكست ردود أفعال السياسيين الألمان تجاه خطاب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بحفل تنصيبه، مساء الجمعة، مزيجًا من خيبة الأمل وعدم الرضا والتشاؤم.
وتجاوز العديد من المعلقين السياسيين ما عرفوا به من حذر شديد ودقة في اختيار كلماتهم عند التعليق على كل ما يتعلق بعلاقات بلادهم مع الولايات المتحدة، وبدا أن التشاؤم هو سيد الموقف حيال أربع سنوات قادمة بين برلين وواشنطن. 
خطر عالمي
في مؤشر واضح على الانزعاج الألماني من ترامب، تصدر موقع أخبار القناة الثانية شبه الرسمية بالتلفاز الألماني (زد دي أف) مقال وصف فيه كاتبه نائب رئيس تحرير القناة إيلمار تيفزين الرئيس الأميركي الجديد بأنه خطر على بلاده وعلى العالم.
وقال تيفزين إن خطاب الرئيس الأميركي بحفل تنصيبه جاء مهينا لأسلافه الرؤساء الأميركيين الجالسين بجواره، وعكس عدم تواضعه تجاه المسؤولية الكبيرة التي تنتظره، وأتى مكملا لما عبر عنه ترمب بتغريداته ومؤتمراته الصحفية من كلام مهين وعنصري ومعادٍ للمرأة ومثير للمخاوف تجاه المسلمين والأقليات.
وأكد الإعلامي الألماني أن التغطيات الصحفية الألمانية والأميركية ستواكب كل صغيرة وكبيرة بأداء ترمب خلال سنوات حكمه، وشدد على أن الاحترام والعدالة المطلوبين بهذه التغطيات يعني “كشف الأكاذيب والباطل والفحش وليس التعامل معها بوصفها أمورا طبيعية أو مثيرة للجدل”.

القادم أسوأ
وكان زاغمار غابرييل وزير الاقتصاد الألماني ونائب المستشارة أنجيلا ميركل أول المبادرين بالتعليق على خطاب ترامب، حيث عبر خلال مقابلة مع القناة الألمانية الثانية “زد دي أف” عن انزعاجه الشديد مما ورد بهذا الخطاب، وتوقع الأسوأ للعلاقات بين ضفتي الأطلسي خلال السنوات الأربع القادمة.
وقال غابرييل، الذي يرأس أيضًا الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ويتوقع أن يترشح لمنافسة ميركل على منصب المستشار بالانتخابات القادمة، “إن انتخاب ترمب محصلة تطرف مروع، وعلى أوروبا أن تتعامل بجدية مع ما قاله الرجل بخطاب غلبت عليه نغمة قومية مفرطة”.
وأضاف “لن تركع أو نخاف وألمانيا دولة قوية وأوروبا كذلك، وعلينا كأوروبيين تحديد مصالحنا وتمثيلها بكل قوة”.
الترحيب الوحيد
وجاءت ردة الفعل الألمانية الوحيدة المرحبة بتولي ترامب مقاليد السلطة وبخطابه بحفل تنصيبه من حزب “بديل لألمانيا” اليميني المعادي للوحدة الأوروبية وعملتها اليورو والإسلام واللاجئين.
ووجه قادة الحزب الشعبوي برقية تهنئة لترامب عبروا فيها عن تطلعهم بأمل لسياسته التي تختلف عن سياسات العقود السابقة، وأكدوا أنهم الحلفاء الطبيعيون للرئيس الأميركي الجديد في الساحة الألمانية.
 وبموازاة حفل تنصيب ترمب شارك 850 من الألمان والأميركيين في مظاهرة انطلقت مساء الجمعة من أمام مقر حزب “بديل لألمانيا” في العاصمة برلين باتجاه بوابة براندنبورغ التاريخية، تعبيرا عن التضامن مع الاحتجاجات الأميركية، وتنديدا بسياسات ومواقف ترمب المعلنة تجاه الأقليات والنساء.
ورفع المشاركون في هذه المظاهرة لافتات وصورا تندد برئيسة حزب “بديل لألمانيا” فراوكا بيتري، وزعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية ماري لوبين وزعيم حزب الحرية الهولندي خيرت فيلدرس، وحذروا من خطورة إعطاء انتخاب ترمب زخما للأحزاب اليمينية المتطرفة في ألمانيا وفرنسا وهولندا في الانتخابات العامة المقررة هذا العام بالبلدان الثلاثة.
 انقسام وأنانية
وفي السياق نفسه، عبر نوربرت روتغن رئيس لجنة الخارجية بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) عن خيبة أمله من خطاب ترامب، مبينًا أنه سيزيد ويعمق الانقسام الموجود في المجتمع الأميركي.
وقال روتغن، وهو قيادي بارز بالحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم، في تصريحات لصحيفة “راينشا بوست” الصادرة، أمس السبت، إن ما قاله ترامب تكريس لهجومه على المؤسسة الأميركية وسياساتها، وإعلانه تخلي الولايات المتحدة عن مسؤولياتها العالمية، يظهر أن الأنانية وخروج واشنطن من المشهد العالمي سيكون عنوان السياسة الخارجية الأميركية في عهدها الجديد.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023