صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأنه لولا تدخل بلاده في سوريا لكانت دمشق سقطت في غضون أسبوعين في أيدي من وصفهم بالإرهابيين. وفي جانب آخر، شدد على ضرورة مشاركة القادة الميدانيين للمعارضة السورية المسلحة في العملية السياسية، بما في ذلك صياغة الدستور وتحديد ملامح المرحلة الانتقالية.
فضل روسيا
وحسب قناة الحزيرة، فإن أندريه فيودوروف نائب وزير الخارجية الروسي الأسبق قال إن “النظام السوري لم يتوفر قبل التدخل الروسي على ما يكفي من القوة لمواجهة المعارضة المسلحة، وكذلك على المستوى السياسي فإن النظام السوري ممثلاً في بشار الأسد كان في عزلة دولية كبيرة، وروسيا بمساعدة إيران هي التي ساعدته على الخروج من هذه العزلة”.
ويرى أندريه أن تصريحات لافروف رسالة للنظام السوري ولإيران أيضا، مفادها بأن روسيا هي مهندس أو صانع النصر الأخير في حلب، وهي التي ستقوم بدور القيادة في العملية السياسية، مرجحا أن إيران لن تبقى صامتة، وستقوم بكل ما هو ممكن لزيادة تأثيرها في سوريا، وستستند في ذلك إلى تواجدها العسكري على الأرض الذي لا تملكه روسيا.
وفي تصريحات تلفزيونية له قال الكاتب والإعلامي السوري المعارض بسام جعارة إن تصريحات وزير الخارجية الروسي رسالة لإيران وليست إلى بشار الأسد؛ فالأخير “لم يعد يملك أي شيء على الإطلاق”، لافتا إلى أن روسيا استخدمت طريقة الاستعراض التي استخدمها حسن نصر الله قبل أربع سنوات، حين قال لولا حزب الله لسقط النظام في سوريا.
وبحسب جعارة، فإن التدخل العسكري الروسي في سوريا جاء بعد أن طار القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني إلى موسكو، وقال لهم “لقد انتهينا”، وكان ذلك إقرارا إيرانيا بهزيمة المليشيات وجيش بشار وكل المرتزقة.
صراع الشركاء
وشدد على أن هناك سباقا روسيا إيرانيا على الأرض، وكل طرف يعتقد بأنه الأولى بأن تكون له الكلمة الأولى، مشيرا إلى أن النظام السوري وإيران لا يريدان أستانا، ولكنهما يريدان حلا عسكريا، بينما روسيا لم تتمكن من الحسم العسكري بعد سنة وأربعة أشهر ولا تستطيع الانسحاب، لأن ذلك يعني الهزيمة، ولذلك فهي تتعجل مشروع تسوية سياسية لا ترضي طموحات بشار والمشروع الإيراني.
تصريحات استعراضية
في المقابل، رأى الكاتب الصحفي اللبناني توفيق شومان في تصريحات لوكالة الشرق الأوسط أن كلام لافروف فيه نوع من الاستعراض، وأشار إلى ما قاله الروس أيضا عندما استخدموا قاعدة همدان الجوية الإيرانية، وكان الاتفاق آنذاك ألا يتم الإعلان عن استخدام القاذفات الإستراتيجية الروسية لأحد المطارات الإيرانية.
تهور لافروف
ومضى قائلا “السيد لافروف يتحدث من كونه يمثل ثاني أقوى دولة في العالم، كأنه يريد أن يقول إننا نمتلك القوة والحل السياسي، ولا أظن أن هذا الكلام يمكن أن يمر مرور الكلام، لأن التطورات الميدانية في سوريا امتلكتها ثلاثة أطراف أساسية: روسيا والجيش السوري وحلفاؤه الإيرانيون واللبنانيون، وكان يجب على لافروف أن ينسب لهم بعض الفضل في الانتصارات على الأرض، وأهمها ما جرى في حلب”.