استثمار جديد يدخل فيه الجيش المصري ضمن قاطرة الاستثمارات العسكرية، مؤخرا يتقمص الجيش دور شكسبير المسرح العربي ويرعى إعادة بناء مسرح مصر بوسط القاهرة، وهو المسرح التابع للبيت الفني للمسرح تعرض للهدم منذ سنوات طويلة وتم العمل على إعادة بنائه من جديد ليصبح أول مجمع للمسرح المصري يضم قاعة عرض كبرى بالإضافة إلى قاعتين صغيرتين البروفات.
وتبلغ مساحة الأرض 1000 متر وهي ملكية خاصة للبيت الفنى للمسرح، وتم عمل الرسومات الهندسية بالاشتراك مع لجنة متخصصة من البيت الفني للمسرح مع الاستشاري المصمم للمشروع، وتم تكليف جهاز مشروع الخدمة الوطنية بوزارة الدفاع بتنفيذ المشروع، بعد الحصول على الموافقات اللازمة للبدء فى البناء بداية من ترخيص الحي التابع له المبنى ببدء الأعمال وموافقة جهاز التنسيق الحضاري.
المبنى مكون من طابق أرضي وخمسة أدوار طبقًا للمواصفات المعمارية، وهو مكون من صالة عرض رئيسية مقسمة إلى صالة أرضى وبلكون علوي و تبلغ عدد مقاعد المسرح حوالى 600 مقعد موزعة على الصالة والبلكون، شاملة صالة مكتب رئيسية، وقاعتين فرعيتين، وخشبة مسرح متكاملة كلاسيكية، إضافة إلى كافة الخدمات التي يحتاجها المسرح، مع تجهيزات تقنية وفنية حديثة.
ملك قطاع المقاولات
وكثفت القوات المسلحة من وجودها في مجال المقاولات، بشكل غير مسبوق بعد أحداث 30 يونيو 2013، وأصبحت الهيئة الهندسية التابعة لها أكبر مقاول في مصر بعد أن تم إسناد معظم المشروعات العمرانية إليها، وكذلك معظم المشروعات التنموية في المجالات المختلفة، لتكون المقاول الأول لمشروعات الحكومة بجانب الحصول على مشروعات من جهات أخرى، مثلما تم من إسناد هدم وبناء نقابة المحامين إليها.
وبجانب صناعة الأسمنت التي اقتحمتها القوات المسلحة بعد ثورة 25 يناير، تتجه منظومتها الاقتصادية للدخول بقوة في صناعة الحديد، والاستحواذ على النصيب الأكبر في تجارته بمصر خلال فترة وجيزة.
1600 مشروع
ووصل عدد المشروعات التي أسندها عبدالفتاح السيسي بالأمر المباشر إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة 1600 مشروعاً، في مختلف المجالات بالتنسيق مع الوزارات والهيئات المعنية بالدولة، من بينها ثلاثة مشاريع إستراتيجية كبرى، هي الإشراف على حفر قناة السويس الجديدة، وإنجاز المرحلة الأولى من المشروع القومي للطرق، بطول 1706 كيلومترات، وبدء العمل بمشروع استصلاح وزراعة مليون فدان، بالتعاون مع وزارتي الزراعة والموارد المائية والري.
السيطرة على الحديد
بعد افتتاح أول مصنع مملوك للقوات المسلحة لصناعة الأسمنت بالعريش في 2012، يسعى الجيش إلى إنشاء مصنع آخر، مع مضاعفة إنتاج مصنع العريش مع بداية العام المقبل.
وأعلنت الهيئة الهندسية عن إنشاء مصنع للحديد في أبريل الماضي، بتكليف مباشر من الرئيس، وحصول الجيش على رخصتين لإنشاء مصانع الحديد من أصل 4 رخص تخطط الحكومة لطرحها، ليبدأ الإنتاج بها خلال عام.
أمن وحراسة
واستطاع الجيش المصري خلال 3 سنوات فرض سيطرته على بيزنس قطاع الخدمات بمصر، عن طريق شركة النصر للخدمات والصيانة “كوين سيرفيس” التابعة لجهاز الخدمة الوطنية، والتي تعمل على توفير كل أنواع الخدمات كإدارة وتوفير أمن وحراسة للمنشآت والمنتجعات السياحية والبنوك والمصانع والشركات والمستشفيات والجامعات ومترو الأنفاق.
ويدير الجيش 365 منشأة تقدم خدمات الأمن والحراسة والنظافة والقمامة وتوفير المعدات، الأمر الذى يعود بالربح الكبير لمنظومة الجيش الاقتصادية.
وعقب 30 يونيو، قامت الشركة بالتحالف مع اتحاد المستثمرين العرب، بالاستثمار في مشاريع الخدمة المتكاملة خاصة في المستشفيات بقيمة 600 مليون دولار، وكذلك الحصول على مناقصة تأمين ماكينات تذاكر مترو الأنفاق بقيمة تعاقدية 10.5 ملايين جنيه سنوياً. كما قامت شركة إدارة مترو الأنفاق بالتعاقد مع كوين سيرفيس، لتأمين حركة الدخول والخروج بالمترو، بقيمة تصل إلى 12 مليون جنيه سنوياً.
وتوسع استثمار الشركة ليصل إلى إدارة مطاعم ومطابخ جامعة القاهرة وهو ما تم الكشف عنه منذ أسبوع.
وإلى جانب تنفيذ مشروعات الطرق التي تتم بتمويل من موازنة الدولة، تشرف القوات المسلحة على إدارتها بعقود طويلة، وتحصل رسوم مرور وصيانة حوادث طرق، وحقوق انتفاع معظم الطرق المصرية، وأي مسافر بين المدن في مصر يقوم بتسديد تلك الرسوم، ليحصل على إيصال مختوم من القوات المسلحة وشركته كوين سيرفيس، التي تسيطر أيضاً على 60% من سوق إعلانات الطرق.
محطات الوقود
واستثمر الجيش في إنشاء محطات الوقود على تلك الطرق، وهي أحد قطاعات استثمار الشركة “الوطنية” للبترول المملوكة للجيش، مع تقديم جميع أنواع الخدمات للسيارات من إمداد بالوقود والزيوت إضافة إلى أعمال الصيانة والإصلاح.
القطاع الطبي واقتحام صناعة الأدوية
توسعت القوات المسلحة بشكل كبير في مجال الاستثمار بمجال الخدمات الطبية بعد 30 يونيو، إذ تمت مضاعفة عدد المستشفيات والمركز الطبية التابعة للقوات المسلحة، بإنشاء ما يزيد على 20 مستشفى ومركزًا طبيًا جديداً، ليرتفع عددها إلى 45 مركزاً طبياً. ووصل عدد المترددين عليها من المدنيين، إلى أكثر من نصف مليون مواطن سنوياً.
وأعلن الجيش اقتحامه لتجارة “لبن الأطفال” وبالنظر للعقد الخاص باستيراد 30 مليون عبوة لبن أطفال، ووفقاً لتصريحات وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين، فإن الجيش سيحقق عائداً لا يقل عن 120 مليون جنيه من هذه الصفقة، إذ إن “علبة لبن الأطفال من الماركات العالمية تأتي بسعر شراء 26 جنيهاً، والجيش استورد 30 مليون علبة، سيطرحها للبيع في الصيدليات بسعر 30 جنيه”.
وتشمل خطط التوسع في مجال الصحة إنشاء مصانع للأدوية، وهو ما تم الإعلان عنه منذ شهرين تقريباً، حين وقعت وزارة الإنتاج الحربي عقد شراكة لبناء المصنع مع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات وشركة فاركو للأدوية، ضمن بروتوكول إنشاء أول مصنع مصري لإنتاج أدوية الأورام.
ويضم مشروع إنشاء مصنع للسرنجات ذاتية التدمير، ومصنع لقاح لأنفلونزا الطيور، ومشروع تصنيع الإنسولين. والمقرر أن يستخدم المصنع 59 مركباً كيميائياً لإنتاج 103 أصناف لتلبية 96% من احتياجات السوق المحلي، فيما أعلنت وزارة الصحة عن دراسة إنشاء مصنع لإنتاج لبن الأطفال بالتعاون مع الجيش.
وحصلت القوات المسلحة على حق إسناد توريد كل الأدوية والمستلزمات الطبية بالأمر المباشر للمستشفيات الجامعية بمصر، حيث سيتم شراؤها مركزياً ﻣﻊ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟخدﻣﺎﺕ ﺍلطﺒﻴﺔ ﻟﻠقوﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، وتوزيعها على كل المستشفيات وأفرعها.
وكذلك حصل قطاع الجهاز الطبي بالقوات المسلحة على حق توريد الأجهزة الطبية الخاصة بدعامات القلب، وتسعى لاستيراد دعامات القلب من شركتين عالميتين (أميركية ويابانية)، لتوريد 25 ألف دعامة طبية لتغطية القطاع الحكومي.
تجارة السلع والمواد الغذائية
وشهدت المنظومة الاقتصادية للجيش، توسعاً ملحوظاً في منافذ بيع السلع، التي أصبحت مشاريع ربحية تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية وجهاز الخدمات العامة، وهو ما قاله اللواء أركان حرب محمد مصيلحى، رئيس جهاز الخدمات العامة، الذي أعلن امتلاك 87 منفذاً لجهاز الخدمات تحت الاسم التجاري (صن مول) أو (صن ماركت).
مزارع سمكية
ومنذ فترة طويلة، تستثمر القوات المسلحة في قطاع الإنتاج الزراعي، والسمكي، وتصنيع المواد الغذائية، عن طريق الشركات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وتقوم بإنتاج العديد من المواد الغذائية، مثل الصلصة والمياة المعدنية والمكرونة والزيوت، وجميع منتجات الألبان، مع مصانع إنتاج أعلاف الماشية.
وافتتح عبدالفتاح السيسي مؤخرا مزارع سمكية تابعة للقوات المسلحة، على مساحة 80 مليون متر مربع، بالإضافة إلى إنشاء مصنع للتعبئة والتعليب والتبريد.
“بيزنس” الكروت الذكية
ومن المجالات الجديدة التي اقتحمها الجيش الإشراف على تصنيع الكروت الذكية، وتعميمها في الهيئات والمؤسسات الحكومية.
وتظهر وزارة اﻹنتاج الحربي كشريك أساسي في هذا المجال، حيث وقعت اتفاقاً مع أربع وزارات ضمن مشروع ميكنة البطاقات الخاصة بها وهي التخطيط والاتصالات والزراعة والمالية منها مشروع منظومة بيانات بطاقة الأسرة لعدد 20 مليون بطاقة لحوالي 80 مليون نسمة، ومنظومة الرعاية الصحية لغير القادرين في 27 محافظة لحوالي ثلاثة ملايين مستفيد.
صناعة التكييف
وتشهد المصانع الحربية توسعاً في نوعية المنتجات التي تنتجها، وأحدثها إنتاج مكيف الهواء، وإعلان توزيع أول دفعة من إنتاج مصنع 360 الحربي في يونيو 2016.