حمل عدد من الخبراء الأمنيين وزارة الداخلية تكرار الأحداث الإرهابية سواء في سيناء أو بالقاهرة والمحافظات بسبب فشلها المستمر نظرا لمواجهتها الإرهاب بأساليب قديمة وتقليدية دون محاولة تطبيق الآليات الحديثة في هذا المجال من حيث تغيير مناهج الدراسة بكلية الشرطة أو منح الدارسين والعاملين بالوزارة تدريبات على أحدث طرق مواجهة الإرهاب أو الاعتماد على استراتيجية الأمن الوقائي وغيرها من الأساليب الأخرى.
وطرح الخبراء عدة اقتراحات رأوا أنه يجب تفعيلها في مواجهة الإرهاب من بينها اعتماد آلية الأمن الوقائي من خلال عودة عسكري الدرك وتكثيف التواجد الأمني بالأماكن المستهدفة خاصة مدينة العريش التي تم استهدافها أكثر من مرة وضرورة إنشاء حرم حول هذه الأماكن ووضع أكمنة من الجيش والشرطة بالقرب منها.
من جانبه قال الخبير الأمني العميد محمود قطري: “إن ما يجري في سيناء وتكراره سببه الفشل الواضح لسياسة وزارة الداخلية والعقلية التقليدية التي تدير الوزارة حيث لا يوجد ابتكار أو إبداع أو تحديث بالمنظومة الأمنية المصرية، كما لا تزال الأدوات والأساليب القديمة والعتيقة هي المستخدمة، ولعل تكرار الأحداث الإرهابية سواء في سيناء أو بالقاهرة والمحافظات يؤكد أننا فشلنا بالفعل في مواجهة الإرهاب”.
وطالب “قطري”، في تصريحات خاصة لـ “رصد”، بضرورة إجراء تغييرات حقيقية وإدخال أساليب ونظم أمنية جديدة، مؤكدا أن هذا بالإمكان خاصة أن وزارة الداخلية يتم توفير ميزانية مالية كبيرة لها، ولكن “ليست المشكلة في الإمكانيات ولكن في الفكر العجوز الذي يسيطر على الوزارة التي ترهلت، بحسب تعبيره، مناديا في الوقت نفسه باتباع سياسة الوضوح والشفافية وعدم احتكار التعامل مع هذه الأزمة التي تواجه المجتمع المصري من جهة معينة أو شخص معين حيث توجد بعض الشخصيات في السلطة تتعامل وكأنها تعلم كل شيء ولا يجوز لأحد نقاشها وهي وحدها القادرة على التعامل مع الأمور وغيرها لا يحق له المشاركة في الأمر وهذا شيء مرفوض، بحسب تعبيره.
واقترح “قطري” عدة اقتراحات لتفعيلها للقضاء على الإرهاب أو للحد منه على الأقل، مبينا أنها اقتراحات تأتي في سياق الأمن الوقائي لمنع الأحداث قبل وقوعها، ومن بين هذه الاقتراحات أنه لابد من عودة عسكري الدرك بشكل عام وتحديدا في سيناء ووضع خطة أمنية هناك تبدا بعمل حرم للأماكن المستهدفة مع وجود كمين مكون من وحدة جيش وشرطة، وكذلك الاستعانة بأهل سيناء وعدم تخوينهم كما يحدث من بعض رجال الأمن،ـ وإعادة النظر في التعامل مع الأهالي هناك، وعدم تكرار أخطاء فترة مبارك التي تركت رواسب وتراكمات أدت إلى الوضع الحالي في سيناء.
العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، قال، في تصريحات صحفية: “إن هناك إصرارا من قبل التنظيم الإرهابي في شمال سيناء على استهداف العريش بشكل مكثف”، مشيرا إلى الهجوم الأخير على كمين بالعريش اليوم الإثنين، بالإضافة إلى استهداف إحدى شركات النظافة بالعريش الأسبوع الماضي.
وأكد “عكاشة”، على ضرورة إعادة النظر في تأمين مدينة العريش، حيث إن إصرار التنظيم الإرهابي على استهداف مدينة العريش أكثر من مرة يحتاج إلى وقفة، خاصة بعد تأمين مدينتي الشيخ زويد ورفح، اللتين تم استهدافهما سابقًا.
ويقول اللواء فؤاد علام، نائب رئيس مباحث أمن الدولة سابقًا، إن ما يحدث من ضربات إرهابية أمر متوقع، معتبراً أن الإجراءات المتبعة غير كافية، منتقداً مكافحة الإرهاب أمنياً فقط.
وأوضح “علام” في تصريحات صحفية ، أن موجهة الإرهاب تحتاج إلى إنشاء مجلس قومي لمكافحة الإرهاب، ومجلس أمن قومي عربي لمكافحة الإرهاب، خاصة أن تنظيم داعش يضم في صفوفه علماء وخبراء يعملون وفق استراتيجية متكاملة.