شهدت الأيام القليلة الماضية ظهور مكثف لعدد من الوجوه المعارضة، والتي كانت قد توارت عن الأنظار عقب الانقلاب على د. محمد مرسي ، اول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا ، وتولي عبدالفتاح السييسي مقاليد السلطة.
استغل بعض السياسيين أزمة تنازل عبدالفتاح السيسي عن جزيرتي “تيران وصنافير” للسعودية، لتكون مبررا قويا لعودتهم إلي صفوف المعارضة من جديد ، منهم الدكتور محمد البرادعي، المدير الاسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي اثارت تصريحاته الاخيرة الكثير من الجدل، وخاصة في هذا التوقيت.
عودة البرادعي
قال د.محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق في مصر، إنه توصل إلى “قناعة بأنه على الجميع في الوقت الحالي أن يتحدثوا كل بما لديه من رؤية وخبرات”، في إشارة إلى عودته للعمل العام بعد ما أسماه “انقطاعا دام لثلاث سنوات”.
وأضاف البرادعي، في حديث له مع شبكة تلفزيون العربي: “لقد ابتعدت عن الحدة في العمل العام لأني أدركت أنني أدليت بدلوي بما فيه الكفاية، وأردت إتاحة الفرصة لوجهة النظر الأخرى.”
وتابع: “اني حزين لأني كنت على صواب، وكان يسعدني أن تثبت صحة وجهة النظر الأخرى.”
ويعلق د. جمال عبد الجواد، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في القاهرة: إن “ظهور البرادعي لأول مرة بعد مغادرته مصر واستقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية يُفهم على أنه محاولة للعودة للمشهد السياسي من جديد.”
يرى عبدالجواد أنها “عودة غير مرحب بها من قبل النظام في مصر وأن فرصه في العودة باتت محدودة للغاية بسبب أخطائه الكثيرة، واختياراته غير الموفقة.”
حمدين صباحي
عاد من جديد حمدين صباحي إلي الساحة السياسية، معارضًا لنظام عبد الفتاح السيسي، حيث استغل أحداث “تيران وصنافير” لتكون بوابته للعودة إلي الحياة السياسية.
ودعا مؤسس التيار الشعبى والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية؛ المصريين إلى النزول أمام مجلس الدولة يوم 16 يناير لسماع الحكم في قضية تيران وصنافير؛ واصفًا الحكومة الحالية وكل من شارك في توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية بـ”الكتيبة الفاسدة”.
وقال صباحى خلال كلمته بمؤتمر حزب الكرامة والتيار الشعبى، امس الأحد، اعتراضا على إحالة اتفاقية تيران وصنافير لمجلس النواب: إن محاولات الحكومة الحالية للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية ستفشل؛والحركة الوطنية ليس لديها أي وقت لمهاترات الحكومة؛ فوقتنا وجهدنا ونفوسنا مسخرة للدفاع عن مصرية تيران وصنافير.
وطالب، مؤسس التيار الشعبى بمساندة والوقوف وراء كل عضو مجلس نواب يرفض التنازل عن تيران وصنافير ويتمسك بمصرية الجزيرتين؛ قائلًا: “أي نائب مش هيقول تيران وصنافير مصرية؛ مش هيشوف الكرسى تانى، وأقسم بالله هنكسب المعركة وهتفضل تيران وصنافير مصرية”.
وأضاف “القوى الشعبية لما بتلاقي قضية بهذا الوضوح بتقف مع بعضها .. واحنا معًا عشان نحمي أرضنا ودستورنا ودة تعبير عن إرادة شعبنا ، احنا معًا في القضية الجوهرية اللي بتجمعنا وحماية الدستور “.
فرقاء يناير
قال الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب غد الثورة: إن الفترة الماضية شهدت زخمًا سياسيًا، وظهور قوي للعديد من الشخصيات السياسية التي اختفت الفترة الماضية.
وأضاف نور في تصريح خاص لـ”رصد”: إن ما يحدث في مصر يحرك المياه الراكدة، ويتوجب إعادة النظر من كافة القوة السياسية، بشأن المصالحة وحل الخلاف، جزء منه داخليًا، والجزء الأخر في علاقته بينية بين شركاء ثورة يناير الذين تحولوا إلي فرقاء يناير.
وأكد نور أنه لا شك أن الحراك الذي يحدث سواء على الصعيد الداخلي، أو على الصعيد الخارجي، كلها ظاهرة طبيعية في مواجهة فشل كامل في نظام السيسي.
وتابع: بالقطع دور المعارضة هو البحث عن مناطق مشتركة وتنسيق المواقف، وعلينا أن ندرك أن هناك هدف هو توحيد صفوف ثوار يناير والتعامل مع هذا الهدف على أنه ضرورة.
حمدان: “تيران وصنافير” جرس الإنذار
ويؤكد مجدي حمدان، القيادي السابق بجبهة الإنقاذ، أن إحساس المواطنة والتخوف الشديد من أن مصر على حافة التفتت ، هو السبب الرئيسي في ظهور الكثير من الشخصيات السياسية التي كانت قد اختفت من الساحة السياسية مؤخرًا.
وقال حمدان في تصريح خاص لـ”رصد”: “تيران وصنافير” هي جرس الأنذار الأحمر الذي فجر كل القوي والسياسيين، وناقوس الخطر الذي أيقظ الأحزاب من غفوتها.
واضاف:يوم 16 يناير هو يوم تاريخي وفاصل في تاريخ مصر وان المعارضة في طريقها لتكوين جبهة قوية وستكون من الحزم والقوة مما يربك الأوضاع السياسية ، وسيصنع حالة من إعادة الحسابات على طاولة الأوضاع السياسية الحالية.