كشفت السفارة الإسرائيلية في القاهرة عن قيام مجموعة سياحية إسرائيلية بزيارة مصر هي الأولى من نوعها منذ عام ونصف العام وسط تشديدات أمنية.
وأوضحت صفحة “إسرائيل في مصر” المعنية بشؤون وأخبار السفارة، في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مساء الثلاثاء الماضي أن الرحلة شملت وادي الملوك وسد أسوان في جنوب البلاد، “كما تنقلت بين بقايا التراث اليهودي في مصر في رحلة شيقة”.
وأضافت الصفحة أنه “رغم التحذيرات الخطيرة التي كانت عدة دول قد وجهتها إلى مواطنيها بالابتعاد عن المواقع المكتظة في جميع أنحاء مصر، فقد قررت مراسلة صحيفة يديعوت أحرونوت، سمادار بيري عدم التخلي عن مشاركتها في رحلة لمصر نظمتها شركة السفريات الإسرائيلية أيالا”.
جزء من منظومة
ويرى الكاتب والناقد السياسي مسعد خيري أن منظومة تطبيع العسكر في مصر مع إسرائيل مكونة من عناصر عديدة أولها المواقف السياسية ومنها أيضا فتح البلاد للإسرائيليين سياحةً أو استثمارا على حد قوله. ويؤكد: العسكر في مصر منذ ما يقارب العام ونصف يرتبون لهذه الخطوة، خاصة في ظل تراجع السياحة إثر انقلاب يوليو ٢٠١٣
نظام اللا مبدأ
كما قال رئيس مجلس إدارة المركز العربي للتنمية – المغرب، محيي الدين رابح في تصريحات لـ ” رصد” إن النظام في مصر هو نظام ” كل شيء وأي شيء” على حد قوله، وليس لديه ثوابت في تصوراته السياسية، ويستطرد: المتابع للشأن المصري غير متفاجئ بهذا الأمر فأول المحتفين بوصول السيسي لسدة الحكم كانت إسرائيل وكثير من المسئولين السياسيين أعلنوا صراحة دعمهم للسيسي ودعوا العالم لدعمه
وتابع: المشكلة ليست في كونها زيارة سياحية عادية تطبيقا للتطبيع المنصوص عليه في ” كامب ديفيد” المشكلة أن الكثير من اليهود الإسرائيليين يتعاملون مع مصر بمبدأ عقدي بأن لهم فيها إرثا يحنّون إليه، بدليل أن الوفد الزائر لمصر أصر على أن تكون زيارة الكنيس اليهودي في القاهرة على رأس برنامج الرحلة.
ماذا وراء التستر على الزيارة؟
وفي السياق ذاته قال محمود علي، مرشد سياحي، لو كانت هذه الزيارة لوفد روسي أو إيطالي أو من أي جنسية أخرى لاهتم بها الإعلام الرسمي والفضائيات المحسوبة على التطام اهتماما كبيرا، إلا أن النظام في مصر يعلم أنها خطوة استفزازية للشعور الجمعي لدى الشعب المصري ويعلم أن توقيت الزيارة ليس في محله، لذلك لم يعلن عن الرحلة ولم تتم متابعة أخبار الوفد لأنهم يعلمون أن الأمر غير طبيعي.
تفاصيل الرحلة
ونشرت صفحة “إسرائيل في مصر” في منشور لها على ” فيسبوك” تفاصيل عديدة عن الرحلة منها أن السياح الإسرائيليين “لم يواجهوا على امتداد مسار زيارتهم لمئات الكيلومترات أي مظهر من مظاهر العداء قط حتى لدى تقديمهم أنفسهم علنا على أنهم مواطنون إسرائيليون”.
كما أوضحت الصفحة أن الرحلة شملت وادي الملوك وسد أسوان في جنوب البلاد، “كما تنقلت بين بقايا التراث اليهودي في مصر في رحلة شيقة”.
وعن الإجراءات الأمنية للزيارة التي لم تحدد الصفحة موعدها، قالت السفارة “كانت هناك سيارة أمن تسير دائما أمام حافلة السياح الإسرائيليين لتشق لها الطريق وسط الاختناقات المرورية، وكانت هناك سيارة أمن أخرى تسير خلف الحافلة تحسبا لأي هجوم مباغت أو محاولة اختطاف، إلى جانب دراجتين كانتا تسيران بمحاذاة جانبي الحافلة وتطلقان باستمرار صفارات الإنذار”.
واشتمل برنامج الزيارة على رحلة بالمنطاد في أجواء الأقصر، وزيارة موقع كان إلى ما قبل عامين مقر متجر شيكوريل وسط القاهرة الذي كانت تملكه عائلة يهودية، والتجوال على امتداد شارع قصر النيل، والتقاط الصور للكنيس اليهودي الكبير وسط القاهرة والخاضع للحراسة المشددة.
وارتاد السياح الإسرائيليون مكتبة مدبولي الشهيرة وسط القاهرة، وأبرز لهم البائع كتاب “ياسمين” للأديب الإسرائيلي إيلي عمير دون أن يخفي عنهم بالمقابل نسخة من كتاب بروتوكولات حكماء صهيون، “وهو من أبرز الأعمال المعادية لليهود”، وفق تعبير بيري.
كما زاروا “عمارة يعقوبيان” وسط القاهرة محور رواية الكاتب المصري علاء الأسواني التي نالت رواجا عالمياً وتم نشر ترجمتها إلى العبرية في وقت سابق من العام الجاري.
